[المعالم العقدية في الجنة والنار عند أهل السنة]
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[03 Jun 2009, 10:30 م]ـ
[المعالم العقدية في الجنة والنار عند أهل السنة]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .. أما بعد:
فمن آكد أمور الإيمان، الإيمان بالجنة والنار .. وأنهما داري الجزاء ومثوى عباد الله عقوبة وثوابا خالدين فيهما أبدا بما كسبت أيدي الناس ..
والجنة هي قمة الفرح والسرور والنعيم الذي لا يدانيه ولا يماثله نعيم ..
والنار هي قمة الذل والبؤس والشقاء والعذاب الذي لا يدانيه عذاب ..
وقد يجمع هذا كله ويصوره أتم تصوير وأبلغه، ذلك الحديث العظيم الذي رواه مسلم [2807] في صحيحه عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب ..
ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ وهل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط.
اعتقاد أهل السنة والجماعة في الجنة والنار.
ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة:
الإيمان بالجنة والنار وأنهما حق من عند الله، وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن، وأن مكان الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن، وأن النار في مكان يعلمه الله، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآهما بعينيه، وأن الله خلق لكل منهما أهلاً، وأن لكل واحد في الدنيا منزلان أحدهما في الجنة والآخر في النار، وأنه حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات، وأنه أعطى النار نفسين في الصيف والشتاء، وأنهما خالدتان لا يفنيان، وأنهما عظيمتان في الاتساع وكبر الحجم .. كما نطقت بذلك الأدلة الصحيحة الصريحة في القرآن والسنة ..
وهذه نقاط بلغت أربعة عشرة مسألة جمعتها في عجالة عن بعض خصائصهما مشتركة .. لعل الله أن يبصر بها قلوبنا، فيهدينا إلى العمل للجنة والفرار من النار ..
فنقول والله ولي التوفيق والسداد.
1 - الجنة والنار حق
كما جاء في الصحيحين [البخاري 1120 ومسلم 199] عن ترجمان القرآن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق .. الحديث. [ورواه وأبو داود 766 وابن ماجة 1355 كلهم عن ابن عباس]
وهذا من أساسيات الإيمان وثوابته، إذ لو لم يكن جنة ولا نار .. لم يكن ليخاف العاصي من عقاب، ولم يكن ليفرح المطيع بثواب.
2 - وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن
ومن الأدلة على خلقهما ووجودهما أنه تعالى قال عن الجنة: (وسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران-133]
وقال عن النار: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران-131]
قال ابن كثير: وقد استدل كثير من أئمة السنة بهذه الآية على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى: أُعِدَّتْ .. أي أرصدت وهيئت .. أهـ
وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ..
قال: فلما خلق الله النار قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها.
[رواه أحمد 8379 بسند حسن وأبو داود 4731 والترمذي2560 والنسائي 3772]
وفي صحيح مسلم [2844] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم ..
¥