[الترجمة الكاملة لخطاب القاهرة]
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[11 Jun 2009, 12:50 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
فقد استمعت مثل الجميع إلى الخطاب الذي ألقي في القاهرة من أيام، و رأيت من واجبي أن أقدم ترجمة امينة وصادقة لهذا الخطاب، وبحمد الله تعالى فقت وفقني الله بحوله وقوته إلى الانتهاء من هذه الترجمة، وأنا أضعها بين يدي الإخوة اليوم للفائدة. وااله الهادي إلى سبيل الرشاد
يشرفني أن أكون في مدينة القاهرة العريقة، وأن أكون ضيفا على مؤسستين مرموقتين، فعلى مدار ألف سنة تمثل جامعة الأزهر منارة للعلم الإسلامي، وعلى مدار قرن من الزمان تعد جامعة القاهرة منهل تقدم مصر، وهما معا تمثلان الانسجام بين الأصالة والتقدم. أعبر عن امتناني لحسن ضيافتكم وحفاوة الشعب المصري. ويشرفني أن أنقل إليكم إخلاص الشعب الأمريكي و تحية السلام من الجاليات المسلمة في بلدي: السلام عليكم
إننا نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، ولهذا التوتر جذوره الضاربة في أعماق التاريخ فيما وراء النزاع الحالي. والعلاقة بين الإسلام والغرب تضم قرونا من التعايش والتعاون، وكذلك الصراع والحروب الدينية. وفي الآونة الأخيرة، احتدم هذا التوتر بسبب الاحتلال الذي جحد حقوق المسلمين وفرصهم، وحربا باردة عومل فيها دول الأغلبية المسلمة على أنهم عملاء دون النظر إلى طموحاتهم الخاصة. وعلاوة على ذلك، فقد أدى التغيير الناجم عن الحداثة والعولمة إلى نظر الكثير من الدول المسلمة إلى الغرب بأنه عدو لتقاليد الإسلام.
ولقد استغل المتطرفون العنيفون جوانب التوتر هذه لدى أقلية صغيرة ولكن قوية من المسلمين. وقد أدت أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من جهود قام بها هؤلاء المتطرفون للانخراط في العنف ضد المدنيين، أدت بالبعض في بلدي إلى النظر إلى الإسلام كعدو لدود ليس لأمريكا وحدها ودول الغرب، بل ولحقوق الإنسان. وقد غرس هذا مزيدا من الخوف وعدم الثقة.
وطالما أن علاقتنا تحددها ما بيننا من اختلافات، فمن شأننا أن ندعم من يبذرون الحقد بدلا من السلام ومن يعززون الصراع بدلا من التعاون الذي من شأنه أن يساعد شعوبنا كلها على تحقيق العدل والرخاء، ولزاما أن تتلاشى دائرة الشك والاختلاف هذه.
جئت إليكم بحثا عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في أرجاء العالم، بداية تقوم على المصالح والاحترام المشترك، وبداية تقوم على حقيقة أن الأمر ليس مقصورا على أمريكا والإسلام وليس لزاما أن يكونا في صراع. بل يتداخلان ويتقاسمان مبادئ مشتركة، مبادئ تكفل العدل والتقدم والتسامح والكرامة لكل البشر.
وأقوم بهذا مدركا أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة. ليس من شأن خطاب واحد القضاء على سنوات الشك، وليس بإمكاني في الوقت المخصص لي الإجابة على الأسئلة المعقدة التي أدت بنا إلى هذا المنعطف، لكني على قناعة بأننا حتى نتحرك نحو التقدم يلزمنا أن نفصح بصراحة عما نحمله في قلوبنا، والذي غالبا ما نبوح به خلف الأبواب المغلقة، لابد من جهد دءوب لسماع بعضنا البعض، وأن نتعلم من بعض، وأن نحترم بعض وأن نسعى إلى أرضية مشتركة بيننا. وكما يقول القرآن (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وهذا ما أسعى إليه، أن أقول الحق قدر المستطاع، تقهرني المهمة التي أمامنا، ثابتا على اعتقادي بأن المصالح التي نتقاسمها كبشر أقوى بكثير من القوى التي تدفعنا إلى الانقسام.
وثمة جزء من هذه التجربة متأصل في تجربتي الشخصية، فأنا مسيحي، إلا أن أبي تنحدر من أسرة كينية تضم أجيالا من المسلمين. وفي صباي، قضيت سنوات عدة في إندونيسيا وسمعت نداء الأذان في الصبح و العشية. وفي شبابي، عملت بين جاليات شيكاجو حيث نعم الكثير بالكرامة والسلام في عقيدتهم المسلمة.
¥