[أعيرني سمعك ولينتبه قلبك أختي الكريمة.]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 Apr 2009, 06:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
[أعيرني سمعك ولينتبه قلبك أختي الكريمة.]
أختي العفيفة أختي الطاهرة أختي المحبة لدينها المصلية لفرضها.
أمنيتها رضى ربها.
أعرف تتعرضين لمضايقات، وأنتي في حياة سعيدة، لا يفهما كثير من الناس، ليس المهم أن يفهم الناس ليكن همك رب الناس، من كان الله همه أتته الدنيا وهي راغمة، راغمة راغمة.
لا يحزنك أهل الضلال، بل احزني على حالهم، وقري عينا بالهدي، قري عينا بالقرآن قري عينا بالسنة.
أنتي في جنة الدنيا أخية، فلا يجعلك الشيطان لصدود أوليائه عنك تلتفتين إليهم أو تحزنين عليهم، تمسكي بالإيمان تمسكي بالإيمان، تمسكي وبقوة، تنهار القلوب المتحجرة عند صدق حبك لله وطهارة نيتك، يقويك الله بأمور ويمددك بمدد من عنده.
دائما متفائلة، أريدك هكذا، وتأملي شرح ابن السعدي لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي.
وهذا الحديث أيضا يقتضي خبرا وإرشادا.
أما الخبر
، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه، ويكثر الشر وأسبابه، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة، كحالة القابض على الجمر .... ولكن المتمسك بدينه،القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين،وأهل الإيمان المتين، من أفضل الخلق، وأرفعهم عند الله درجة، وأعظمهم عنده قدرا ...
وأما الإرشاد
، فإنه إرشاد لأمته، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة، وأن يعرفوا أنه لا بد منها، وأن من اقتحم هذه العقبات، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات،
وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه، فإن المعونة على قدر المؤونة.
... " أهـ
اسألي ربك أن يعينك، اخشعي في صلاتك، التصقي بالقرآن، تحصني بذكر الرحمن، ومن أقوى من ربك الذي خلقك وصورك، وأنعم عليك، وبالإسلام رحمك وسترك.
والحمد لله على نعمة الإسلام.
وللفائدة
أخية أذكر أن إحدى الأخوات كانت مسافرة لبلاد أوروبية،
وهي ولله الحمد لله تغطي وجهها في السفر، ولم تتعرض لمضايقة إلا مرة واحدة من امرأة عجوز، وقفت بعيدا عنها، ومن ثم أشارت للغطاء وتكلمت بغضب، فتبسمت لها، فذهبت ولم تكمل، والبشر يظهر وإن كان من وراء نقاب.
هكذا تعاملي مع المواقف بحكمة وصبر.
ولا أدري كيف صبرت تلك الأخت حينها لولا رحمة الله وتوفيقه،
ولأنها ولله الحمد تحافظ على أذكار الصباح والمساء كما أعلم وأسأل الله الثبات لنا ولها على الحق، ولا ألوم العجوز فالشباب يدخلون في دين الله أفواجا في بلادها ولله الحمد.
{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} (الحجر:2)
فقدوتنا هو الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران:159)
لا تحطمك التوافه أخيه
وبصمت وثقة ربي أطفالك أحبابك حفظهم الله، على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ليكونوا دعائم راسخة في رفعة الدين.
وها هو النور قادم، فحلكة الليل البهيم انقشعت أخية،
ويذهب الزبد ويبقى ما ينفع الناس.
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة:32)
***