[تدبرلسورة البقرة على ضوء المعاني التي وردت في سورة الفاتحة.]
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 May 2009, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لسورة الفاتحة مكانة مميزة في كتاب الله المجيد، إذ هي فاتحة ذلك الكتاب، وهي (أم القرآن) وهي (أم الكتاب) وهي (الأساس) ولها غير ذلك من الأسماء التي سُميت بها، والتي تدل على مكانة هذه السورة بين سور القرآن الكريم؛ حيث جمعت في آياتها السبع مقاصد القرآن وكلياته.
وقد أخرج البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحسن البصري أنه قال: " إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن في المفصَّل، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة، فمن عَلِم تفسيرها، كان كمن عَلِم تفسير جميع الكتب المنزلة ".
ورغم تعدد أقوال أهل العلم فيما اشتملت عليه هذه السورة من علوم ومقاصد وحِكَم، بَيْدَ أن كلمتهم قد أجمعت على شمول هذه السورة لكل ما جاء في القرآن، واحتوائها لمقاصد الشريعة في الدنيا والآخرة، ومن هنا كانت فاتحةً لهذا الكتاب، وعنوانًا عامًا يدل على ما جاء فيه من تفصيل وتبيين؛ وبهذا يظهر وجه المناسبة في تصدير هذه السورة لباقي سور القرآن. (1)
لهذا أردت في هذه المشاركة أن أتدبر المعاني التي اشتملت عليها سورة البقرة من خلال المقاصد والقواعد التي اشتملت عليها سورة الحمد في حدود علمي، وأسأل الله ربي الإعانة والتوفيق والتسديد إنه ولي ذلك ومولاه.
أولا: عرض مختصر للمعاني والمقاصد التي اشتملت عليها سورة الحمد.
1 - {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2).
فيها ثناء على الله تعالى، الموجد لهذه الحياة الدنيا.
2 - {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة:3)
أي: المنعم بجلائل النعم ودقائقها التي بها البقاء.
3 - {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:4)
الله سبحانه مالك الدنيا والآخرة، لكن في الآخرة يظهر للخلق تمام ملكه وعدله وحكمته تمام الظهور.
4 - {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة:5)
وفي هذه الآية قاعدة لمن يطلب السعادة، فالقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور.
5 - {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (الفاتحة:6)
والهداية للصراط المستقيم، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا، فهذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد، فالصراط المستقيم هو الموصل لله وجنته بلزوم دين الإسلام.
6 - {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة:7).
صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم، وغير صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهل وضلال، كالنصارى.
ثانيا: تدبر آيات سورة البقرة على ضوء المعاني التي وردت في سورة الفاتحة.
1 - الصفحة الأولى من سورة البقرة.
({الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5}})
عندما أقرأ قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) أشعر بعظمة هذا الكتاب، وإن كان المؤمن يطلب الهداية من الله تعالى كما أرشدنا المولى في سورة الفاتحة، فها هو المولى عز وجل يرشد عباده إلى هذا الكتاب المعجز الذي فيه هداية لأهل الإيمان المتميزين بكونهم أتقياء مداومين على الطاعات، فأشعر أني كلما اتقيت الله وأطعته كنت أقرب إلى الاستفادة من هذا الكتاب العظيم الذي هو في غاية الإتقان والدقة بحيث يطمئن المتمسك به بأنه لن يضل الطريق بإذن الله تعالى فهو على هدى ومطمئن وسعيد. أهـ /د/ص1.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 - http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=60866
¥