[خطبة الجمعة من المسجد النبوي للشيخ صلاح البدير]
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:24 ص]ـ
[خطبة الجمعة من المسجد النبوي للشيخ صلاح البدير]
الخطبة الأولى
الحمد للهالذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.
أما بعد، فيا أيها المسلمون اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102.
أيها المسلمون .. المؤمن سهل العريكة، جميل العشرة، حسن التعامل، لين الجانب، يبذل الندى ويكف الأذى، وكف الأذى أفضل خصال الإسلام، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قلنا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه، قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى -: " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين، والكف عن أعراضهم ".
أيها المسلمون .. دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه، من قول أو فعل بغير وجه حق، ووجوب رفع الأذى عن المسلمين .. قال - تعالى -:وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً الأحزاب 58، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يتناج اثنان دون واحد؛ فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله - عز وجل - يكره أذى المؤمن " أخرجه الترمذي، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" متفق عليه.
أيها المسلمون .. إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه، وفضيحته وتكفيره وتبديعه وتفسيقه، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر به، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان .. لا يفعله إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم .. قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء وأفعم صدره بالكراهية والعداء؛ فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة .. ينصب الشرك ويبري سهام الحتف .. دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه .. وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً، فعن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه .. لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 Apr 2009, 12:32 م]ـ
خطبة الجمعة من المسجد النبوي كف الأذى عن المسلمين للشيخ صلاح البدير
28 ربيع ثاني 1430هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.
¥