تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حقيقة علاقة الجني بالنساء من بني آدم]

ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[29 May 2009, 12:55 ص]ـ

بحث مهم: في حقيقة جماع الجن لنساء بني آدم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..

أما بعد ...

فقد أثار أحد الأخوة الطيبين في إحدى المنتديات الطيبة تساؤلاً عن حقيقة جماع الجني للإنسية .. وقال: هل يقع ذلك حقيقة أم لا؟

وذكر في بداية موضوعه أثرا عن عائشة أم المؤمنين في أنها قتلت جنياً ..

وتساءل بعض المشاركين عن صحة هذا الخبر العجيب ..

وإن كان الأثر غير موضوع السؤال ولا رابط بينهما إلا أن عائشة ظهر لها جنيا ..

فأحببت أن أشارك بما لدي إجابة للأخ السائل الكريم ورجاء نفع بعض إخواننا وأخواتنا في كثير من المنتديات ..

وعليه فسيكون الكلام – بإذن الله - عن مسألتين:

المسألة الأولى

في قصة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قتلت جنيا فرأت في المنام أن قائلا يقول لها: قد قتلت مسلما؟ فقالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم! قال: ما دخل عليك إلا عليك ثيابك .. فأصبحت فأمرت باثني عشر ألف درهم فجعلت في سبيل الله.

أقول بحول الله وقوته:

كنت قد خرجت هذا الأثر في كتابي (إفلاس إبليس) الجزء الثاني ص 397 وهو مطبوع في قطر أول شهر ذي الحجة عام 1429 هـ.

وقلت عن هذا الأثر:

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 182) قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي (وهو شيخه الثقة الحافظ) عن حاتم بن أبي صغيرة (ثقة) عن ابن أبي مليكة (ثقة) عن عائشة بنت طلحة (ثقة وهي بنت أخت عائشة) عن عائشة أم المؤمنين .. به

ومن طريقه رواه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 379) وإسناده صحيح، وعنه أيضاً أبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 49) ورواه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1654) من طريق آخر إلى حاتم بن أبي صغيرة به. فالأثر صحيح.

ورواه الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 29) وجاء بقصته كاملة في سير أعلام النبلاء (2/ 420) من رواية عفيف بن سالم، عن عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، قالت: كان جان يطلع على عائشة، فحرَّجت عليه مرة، بعد مرة، بعد مرة. فأبى إلا أن يظهر، فعدت عليه بحديدة، فقتلته.

فأتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلانا؟ وقد شهد بدراً، وكان لا يطلع عليك، لا حاسرا ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأخذها ما تقدم وما تأخر ; فذكرت ذلك لأبيها فقال: تصدقي باثني عشر ألفا ديته. اهـ

قال الذهبي: رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف، وهو ثقة. وابن المؤمل، فيه ضعف، والإسناد الأول أصح. وما أعلم أحدا اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا. اهـ

قلت: لم أجده في مصنفات عبد الله بن أحمد حسب جهدي، وعفيف بن سالم وثقه أيضاً ابن معين، وأبو داود، وأبو حاتم وغيرهم.

وعبد الله بن المؤمل الجمهور على ضعفه حتى قال أحمد: حديثه مناكير، ليس بذاك. وقيل فيه من غيره أيضا: ليس به بأس - صالح الحديث.

وهو من صالحي أهل مكة وولي قضاءها، وثقه ابن حبان وابن سعد في الطبقات. وروى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة.

والخلاصة أنه أقرب إلى الضعف منه إلى تحسين حاله، ولكن روايته هذه تحتمل التحسين، لأنها تتقوى بالطريق الأولى إن شاء الله تعالى، وإن اكتفينا بالرواية الأولى الصحيحة فبها ونعمت، والله أعلم ..

وعندي في هذا الباب قصص أخرى لا داعي لذكرها حتى لا يطول المقال.

المسألة الثانية: وهي جماع الجني للإنسية والعكس ..

فإجمالا نقول: تبعا لما ورد في الأدلة الشرعية الواردة في هذا الباب فإن الجن والشياطين يجامعون المرأة من بنات آدم، مسلمة كانت أو كافرة، برة تقية أو فاجرة، وهو محاسبون على ذلك وعليهم عقاب ولهم ثواب كبني آدم ..

والتفصيل يأتي على ثلاثة نقاط:

أولا: إثبات قدرة الجن على النكاح والتزاوج

فمن المقرر شرعا أن مناكحة الجن فيما بينهم هو ما دل عليه ظاهر الكتاب والسنة ..

وثبت عن سلمان أن النبي ? قال: لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فبها باض الشيطان وفرخ.

رواه الطبراني في الكبير 6/ 248 بسند صحيح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير