[في رحاب الحرم المدني " طيبة الطيبة"]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Apr 2009, 06:32 م]ـ
قد تتميز من الغيظ من تعاملك مع شخص ما أومن مكان ما أومن قضية ما، فلا تجد إلا الله تعالى تفر إليه.
وقد فررت من الله إلى الله لأجاور رسولنا الكريم الذي كُتب على بيته الشريف في حجرة السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ التي تضم سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيدنا الصدّيق و الفاروق ـ رضي الله عنهما ـ ما جادت به قريحة الأعرابي:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه **** فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ...
نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه **** فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ... وتمامه:
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته **** على الصراط إذا ما زلت القدم
وصاحباك فلا أنساهما أبدا ****مني السلام عليكم ما جرى القلم
فكانت رحلة ربيع الثاني 1430هـ المباركة التي جددت من خلالها فكري الذي شاب قبل المشيب، وعقلي الذي خشيت فقده، وحيوتي التي خبت، إنه الفرار إلى بلاد الأفراح الدنيوية إلى الفيحاء إلى طيبة الطيبة إلى كن النفس ومقر رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرأيت وشاهدت، وتنعمت وتمعنت، ورتعت في رياض الجنان، ورأيت هناك الولدان، وألفت سخاء، وأحسست نقاء تمنيت معه أن أعمل خادما في بيت الله فخدمة بيوت الله منتهي الشكر وعين المجد.
فمن مشاهداتي:
ـ مكتبة الحرم الثرية البهية المبهجة للنفس والعقل.
وقد وجدت فيها من الكتب ما لم تكتحل عيني به من قبل في عين تخصصي الدقيق كـ: التفسير المظهري للحنفي في سبعة مجلدات.
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن للهروي الشافعي في [31] مجلد.
الهداية إلى بلوغ النهاية لابن أبي طالب.
القونوي على البيضاوي في [20] مجلد ...... وهلم جرا.
ـ ثم جاد علينا ربنا ورافقنا زميلا مصريا يناقش رسالة ماجستير في الحديث الشريف لطالب صومالي في الجامعة الإسلامية فهزّنا مجلس خاصمَنا وقلانا مدة تمنيت أن تحذف من حياتي لا تقل عن سني يوسف ـ عليه السلام ـ بل تزيد.
ـ آه ثم آه عندما تذهب للباب رقم [18] تجد أشبال اليوم وليوث الشرى غدا، تجد حلق القرآن وما يحصيه الله من أعداد يحفظون القرآن ويرتلونه ترتيلا ويجلسون حول مشايخهم يحصلون الثواب ويكتنزونه لغدهم. من كل الجنسيات ومن كل لون رأيت.
ـ تجد عبق التاريخ العلمي مع الشيخ الجزائري وغيره يجلس ويقرأ الطالب والجمع عرمرم، وقد لا يعلق الشيخ بكلمة ولكن إشارته ولو باليد تقوم مقام الجمل إنها شيبة شابت في العلم والإسلام.
ـ وبعد الفجر يجلس عالم بصير لا أعرفه لكنه جذبني إليه لبلاغته وحسن تصويره ونقده للمبتدعة وأهل الأهواء.
ـ وهذه الروضة الخضراء ومنبرها وقشعريرة قربك حسيا من سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر مهيب وحري بالتدبر ـ هل أنا في حلم أو في علم ـ ... ؟ إن هذا لهو الفضل المبين.
ـ يا لها من سعادة وحبور عندما تجد من يقرآ على شيخ لحفص وآخر لورش وثالث لقالون ورابع لـ .......... الله الله.
ـ يوم الاثنين والخميس مذاق خاص، ولذة لا توصف، واجتماع بهيج حول تمر الفطور وقهوته وجمال لذة أجناس متعددة وحدتهم كلمة التوحيد ووحدة الكلمة.
ـ ومن الطريف: أنن عندما كنت في الروضة الشريفة سمعت وسمع الناس من جانب النساء أصواتا عالية عالية متراكبة وكأنك على مقربة من مزرعة طيور " صياح وصوصوة، وصراخ وكلام .... " مجتمع اصوات عالية بكل لغات الدنيا واصواتها فجنحت لصاحب المشلح المميز الخاص بأهل علم الحرم أو حراسه فقلت له: أتسمع صوتا في هذه الجلبة للرجال؟ فقال: لا بل للنساء، فقلت له: " علشان يبطلوا يقولوا تحرير المرأة". فضحك وقال:" والله معك حق"
وعلى جانب آخر:
رأينا من يصلي داخل الحرم وداخل الجماعة بصلاته هو غير مكترث بإمام.
وخارج الحرم رأينا في ساحته من يصلي هو وغيره بصلاة الإمام متقدما عشرات الأمتار عن الإمام وحدود المأموم. ولا شك أنهم من إيران ....
ـ المهم أنني فررت إلى المنورة مدينة رسول الله ـ مسجد رسول الله ـ إلى { .. الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ .. } الحشر9
فرجعت وقد زاد إصراري على الفرار مرات ومرات ومرات.
اللهم اكتبنا من الفارين إليك لا منك.
وأشكر كل من راسلني عبر الخاص للسؤال عن سبب انقطاعي عن الملتقى وأخص الدكتور محمد عمر الضرير وأسأل الله أن يظفر بطلوع الدكتوراه التي يعدها من مغربها قريبا.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Apr 2009, 07:37 م]ـ
جزاك الله خير استاذنا الفاضل وأكثر من أمثالك
ما أجمل أن يعيش المسلم لحظات قرب وأنس ولا يبخل بها على اخوانه وطلابه
زادك الله من فضله ورزقنا وإياك رفقة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة
¥