[أخلاق الخنازير]
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[17 May 2009, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة إن الدين الذي ندين الله تعالى به هو دين عظمة , ودين أخلاق , ودين يقول رسوله الأكرم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " , بل الرسول الأكرم عليه من الله أفضل الصلاة والسلام يمتدحه ربه فيقول: (وإنك لعلى خُلق عظيم).بعد هذه التوطئة اليسيرة العظيمة معاً نعود على ما يدل على عنوان الموضوع.
في مقالين سابقين الأول منهما على هذا الرابط بعنوان:
هذا الخنزير ابن الخنزير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15935)
والثاني على الرابط بعنوان:
الخنازير العربية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15990)
كان الحديث فيهما عن الخنازير وتحريمها في القرآن الكريم , وكيف كان هذا التحريم للخنزير مع عدم وجوده في جزيرة العرب وانتهينا إلى أنه يدل دلالة واضحة وصريحة على عالمية هذا الدين القويم.
لكن الغريب أنه ما من أحدٍ من الناس تكلم عن الأخلاق التي يحملها الخنزير ويتمثلها في حياته , وهي جديرة بالتأمل لأن لدينا بعض أقول (بعض) ممن يمكن أن يتصفوا بمثل هذه الأخلاق أو بعضاً منها ...
ولكم أن تتصوروا أيها الأحبة أخلاق من وصفه الله تعالى بأنه رجس (أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً) , في تفسير البيضاوي: الرجس القذر وسمي بذلك لتعوده أكل النجس، أو خبيث مخبث.
والواقع اليوم يوضح لنا بما لا يدع مجال للشك أن الخنزير رجس ونجس
ويروي د. هانس هايترش قصة طريفة جرت في أحد المشافي العسكرية يقول د. هانس " كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى وتعيش على النفايات والفضلات ويذبح أحدها كل شهر طعاماً للمرضى، والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهيأة للحرق فاللتهمتها.
وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى من ثم أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح طعاماً للخنازير، وهكذا أصبحت دماء تلك الخنازير مفعمة بالسموم والذيفانات. ولنتصور الآن مرضى هذا المشفى وأكثرهم مصابون بنواسير كعقابيل للكسور الناجمة عن الطلقات النارية، إنهم يغذون بلحم خنزير مشبع بالسموم، فبدلاً من الشفاء يولد عندهم هذا اللحم هجمة جديدة من الالتهاب والتقيح.
ومن هنا نفهم كيف أن معاني الرجس قد استقر في أذهاننا التصاقها جميعاً بالخنزير، فهو لا يكاد يرى إلا وأنفه في الرغام. وإن نفورنا وتقززنا من هذا الحيوان ليس قاصراً عليناـ نحن المسلمين ـ ففي كل من أوربا وأمريكا، ورغم أن تجارة الخنازير عندهم وتربيتها رائجة، ويتخذون منه دمى لأطفالهم ومع ذلك فأسماؤه، على اختلاف لغاتهم، تعد سبة لا يقذفون بها إلا كل زري ذميم .. " أ ـ هـ
الخنزير سيء الخلق فليس لديه مبدأ تماماً مثل بعض المخلوقات الإنسية التي ليس لها مبدأ تثبت عليه!!!
الخنزير يأكل أطفاله الصغار فالذكر منها لو وجد غفلة من الأنثى عن صغيرها فإنه يلتهمه ويمزقه!! ولا غرابة في ذلك فمن عاش في المستنقعات القذرة لا يستقذر شيئاً مهما كان!!!!
ما علاقة هذا بالأخلاق؟
العلاقة يحدثنا عنها الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه حيث ورد عنه – صلى الله عليه وسلم – من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - " والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم " رواه الإمام أحمد.
ينقل الدكتور أحمد حسن الضميري في كتابه (نظرات طبية في محرمات إسلامية) عن ابن خلدون رحمه الله تعالى , قوله: " ويقول ابن خلدون: " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة "
الغريب جداً أن الخنزير ليس لديه غيره فإنه لا يمانع أن تُركب أنثاه على مرأى ومسمع منه!!!
ولذلك قد تجده مسروراً بذلك , تماماً كدعوات بعض من ينتمون إلى الفصيلة البشرية ويدينون بدين الإسلام ولكن يحاولون التقليل من أهمية الغيرة على المحارم ويدعون إلى تمتع أنظار الناظرين بجمال نساء المسلمين بدعوى جواز كشف الوجه , والغريب جداً أن أكثر هؤلاء إما إن يكونوا عاشوا في بيئة مليئة بالخنازير سنين طويلة أو زاروا تلك المناطق ومكثوا فيها , مما يجعلنا أمام حيرة كبيرة هل تطبعوا بطباع الخنازير حين عاشوا معها في بيئتها أم أكلوا من لحومها فأثر اللحم فيهم!!!! الله أعلم بكل ذلك
من أخلاق الخنازير أنه الحيوان الوحيد الذي يمكن أن يمارس الجنس الجماعي!!!
ولذلك نجد اليوم انتشار هذه الفعلة القبيحة في الغرب وذلك نتاج طبيعي جداً لأكل لحم الحيوان الذي يمارس هذه العادة القبيحة , ويحاولون يصدرون هذه الخصلة وهذه الفعلة الشنيعة عبر وسائل الإعلام المشفرة وغير المشفرة , ولا شك أن للخنزير دور كبير في هذه الفعلة الشنيعة فهو الحيوان الوحيد الذي يمارسها , بل تجد أن القط لدينا أشرف من كثير من رجالهم الذين يمارسون مثل هذه الفعلة فتجد القط يصارع ويقاتل من أجل أن يظفر بالأنثى لوحدة لا يشاركه فيها أحد ويختبئ بها في مكان منعزل يمارس معها ما يكون سبباً للنسل والتوالد والبقاء بأمر الله.
من هنا ندرك أن القط ذلك الحيوان المهمل المطرود أشرف من كثير من البشر سواء عندنا أو عند الآخرين فالقط لديه غيره شديدة على أنثاه لا يقبل أن يشاركه فيها أحد بخلاف بعض الناس لا يمانع أن يشاركه الآخرين في النظر إلى محارمه بدعوى جواز كذا وإباحة كذلك!!!
إنها أخلاق الخنازير
نعوذ بالله من أخلاق الخنازير
كتبه /
مشبب بن سعد آل ناصر
الرياض
22/ 5/1430هـ
¥