[حكم التشبه بالمشركين واليهود والنصارى للشيخ حسين آل الشيخ]
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 May 2009, 12:37 م]ـ
[حكم التشبه بالمشركين واليهود والنصارى للشيخ حسين آل الشيخ]
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أعز أهل الإيمان بطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه من خلقه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد، فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا – فطاعته هي النعمة العظمى، ومعصيته هي الخسارة الكبرى.
أيها المسلمون .. في منظومة تيارات العولمة التي تحمل الغث والسمين، وتحمل في طياتها نسف قيم المسلمين ومبادئ دينهم وثوابت شريعتهم، وتحت شعارات براقة تتضمن بث عفن المدنية الغربية، وتسعى لإذابة الفوارق الدينية ومسخ الشخصية الإسلامية، في خضم هذا البحر الذي لا ساحل له يتسارع إلى مجتمعات المسلمين ظواهر خطيرة وسلوكيات قبيحة تنذر بخطر عظيم وتهدد بشرٍّ جسيم .. إنها ظواهر التشبه بغير المسلمين من الأمم الكافرة، أو المبادئ الإلحادية الخاوية، ظواهر متنوعة المجالات ومختلفة الاتجاهات، ومنها التشبه بالكفار في الأفكار والثقافات، وفي السلوكيات والعادات حتى صدق في مثل هذه الظواهر قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: " لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ " متفق عليه.
إن من المصائب التي تطالع مجتمعاتنا الإسلامية تسارع شبابنا المسلم إلى تقليد الكفار في السلوكيات، ومحاكاتهم في الهيئات والحركات والصفات مما لا تحصى أشكاله، ولا تعد أنواعه من تقليعات وموضات ظناً أن ذلك من التحضر والتمدن، والأناقة والتجمل، وهو في الحقيقة تضييع للشخصية، وإذابة للهوية من باب تبعية المغلوب للغالب، والضعيف للقوي، جره ضعف الإيمان وانحراف التربية ونقصان التعليم.
وإن من المصائب من أمة الإسلام في هذا العصر أن تتهافت نساء بعض المسلمين إلى محاكاة النساء الكافرات في كثير من الصفات المنكرة والخصال المستقبحة التي جرت إليهن السفور والتبرج، وأسباب الشر والفجور، وصور وصور تطالعنا بها بعض مجتمعات المسلمين وللأسف.
إخوة الإسلام .. المتأمل في كلام الله - جل وعلا - يجد النهي الصريح عن التشبه بالكفار بصيغ مختلفة، وطرق متعددة في القرآن .. الله - جل وعلا - يقول في حق موسى وهارون - عليهما السلام - .. فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ يونس 89، ويقول سبحانه لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ الجاثية 18، قال ابن تيمية - رحمه الله -: " وأهواءهم ما يهوونه وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل " .. انتهى
إخوة الإسلام .. وعن التشبه بأعياد المشركين بشتى أشكالها وصورها يقول ربنا - جل وعلا - في حق عباده المؤمنين وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ الفرقان 72، قال غير واحد من السلف: الزور هو عيد المشركين.
إخوة الإسلام .. وفي السنة النبوية المطهرة النهي الأكيد والزجر الشديد عن التشبه بالكفار، وبيان خطورة ذلك وسوء عاقبته على الأفراد وعلى الأمة، روى أبو داود بسند حسن عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: " اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: أنصب رايةً عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن؛ أي أعلم بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال فذكر له القنع .. يعني الشبورة - وهو من أمور اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، قال فذُكر له الناقوسُ؛أي الجرس، فقال: هو من أمر النصارى .. " الحديث، قال أهل العلم: وهذا الحديث يقتضي نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن كل ما هو من أمر اليهود وأمر النصارى.
¥