[إلى أي غيب ينتمي عالم الجن: المطلق أم النسبي؟]
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[23 Jun 2009, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالما قرأت وسمعت بعض الأفاضل يذكرون أن الجن "غيب" ولم أفهم ما قصدهم من كلمة "غيب" ...
هل هو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله؟ الغيب المطلق.
أم الغيب النسبي الذي يمكن أن يعلمه البعض وهو محجوب عن البعض الآخر؟
أم ماذا؟ (مع العلم أن الجن أيضا لا يعلم الغيب)
إلى أي غيب ينتمي عالم الجن؟
هل هذا يعني أننا، كمسلمين، لا يجب أن نبحث في عالم الجن لأنه "غيب"؟
هل يجوز لي شرعا أن أبحث في موضوع الغيب (عالم الجن بالنسبة لموضوعنا)؟
وهل يجوز لي شرعا أن أدخل منتدى خاص بالجن والعفاريت وأقوم بمشاركات حول موضوع الجن الذي يرى البعض أنه ينتمي لعالم"الغيب"؟
هذه بعض التساؤلات التي يمكن أن تطرح ...
*******************************
المسلم أيها الأحبة يعتقد بوجود عالمين .. عالم الغيب وعالم الشهادة ...
والمسلم لا بد أن يميز بين الغيب المطلق والغيب النسبي ..
أما الغيب المطلق فلا يعلمه إلا الله ...
أما الغيب النسبي فيمكن أن يطلع عليه الخلق، إن أذن الله بذلك ...
وما بقي فهو يقع في عالم الشهادة ... نستكشفه بأدواتنا من عقول وضعها الله فينا ...
فكل شيء على هذه الأرض, في أقطار السماوات .. خاضع للبحث والتنقيب والاستفسار .. يدرك معناه أولوا العلم المختصون كل في مجاله ...
وأما الجن موضع النقاش ... فهي مخلوقات غيبية بمعنى غائبة عن أعيننا وليس عن كل حواسنا أخبرنا الله بوجودها في كتابه العزيز ووصفها بأنهم يروننا من حيث لا نراهم ... أي أنها تقع في عالم الغيب النسبي الذي لنا عليه سلطان.
هل عدم الرؤية وحده كاف لكي نقول أن الجن ينتمي لعالم الغيب المطلق؟
وهل للغيب مدلول واحد؟
سؤال يتكرر باستمرار عند الكثير من الناس وسوف نحاول أن نسلط عليه بعض الضوء علنا ننفع به القارئ الكريم ...
أمرنا ربنا سبحانه أن نتدبر آيات القرآن الكريم كما أمرنا أن نتخذ الشيطان عدوا ولا أظن أن البحث في خصائص العدو ومكوناته لاتقاء شروره "عبث" ... أو منهي عنه ...
لكي ننتصر على "العدو" يجب علينا أن نعرف قدراته وخصائصه ووسائله وحلفائه ويجب علينا أن نعد العدة ونجهز أنفسنا لكي لا يفاجئنا على حين غفلة كما يجب علينا أن نهيئ علماء مختصين في كل الميادين وخاصة الميادين الدفاعية وأن نرصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي والتقني ...
وأن نشكل وزارة للدفاع وجيشا جرارا مجهزا بوسائل على أحدث طراز ....
هذا إذا كان العدو من بني جلدتنا.
أما عدونا الأول "إبليس" وجنوده فنحن (المسلمين) متهاونين في إنشاء "خط دفاعي" يقي البشرية من شروره ومصائبه ....
وأول شيء علينا فعله (من وجهة نظري المتواضعة): البحث عن خصائصه ومداخله ...
فلو كان الجن غيبا مطلقا لما طلب منا أن نتخذه عدوا في عالم الشهادة على ساحة المعركة: الكرة الأرضية.
قال تعالى في محكم تنزيله:
(ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعاً بعضُكم لبعض عدوٌّ فإمّا يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرضَ عن ذِكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشُره يوم القيامة أعمى قال ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسِيتها وكذلك اليومَ تُنسى) طه 122 - 126
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)
(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} (فاطر: 6) (فاطر/6)
(إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا? (الكهف/50)،
-?إ ِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ? (الأعراف/27).
- قال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقال مجاهد: أي الجن والشياطين ...
¥