تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جامعة الدول الإسلامية]

ـ[السراج]ــــــــ[27 Jun 2009, 10:29 م]ـ

الحمد لله رب العالمين ولا عداون إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد رأيتُ مقالاً نفيساً للعلامة الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض (ت:1416هـ) - رحمه الله تعالى وجزاه عن أمته خيراً -، نُشِرَ قديماً في جريدة الرياض: العدد 289 في 24/ 12/1385هـ، أي منذ ما يقرب 45 عاماً مضى، عنوانه: جامعة الدول الإسلامية، ولما قرأته وجدته كأنه يَصِفُ حالَنا في الوقت الراهن وما تواجهه أمتنا الإسلامية من ورود المبادئ الطائشة والأفكار الهدامة التي سادت مجتمعاتها واكتوت من جرائها بالهزيمة، وما تعانيه من دوامة القلق والدمار والاضطراب والوهن وضعف الشوكة وكثرة التصدعات والتحديات العويصة الشاقة وما قد رَسمَ أعداؤها للقضاء عليها في شتى أقطارها وأمصارها، وما تنشده وتتَطلَّع وتَرغب إليه ... فلهذا أنقل المقال بحروفه وإن كان قديماً فهو يتناسب كثيرا مع حالنا .. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. والله الموفق.

جامعة الدول الإسلامية" بعدَ تجارب طويلة في البلدان الإسلامية ثبتَ أن اللجوءَ إلى التجمعات والشعارات التي لا تنضوي تحت لواء الإسلام وتواكب تشريعاته هي فاشلة فشلاً ذريعاً، فالمناداة بالقومية بدلاً من الدين والدعوات الاشتراكية الهدامة والتعصبات الإقليمية والتكتلات الجغرافية كانت سبباً في فرقة المسلمين وضعفهم!، وانتشار مذاهب الهدم والتخريب بينَ صفوفهم!، والعرب الذينَ أقاموا الجامعة العربية بلجانها ومؤتمراتها واجتماعاتها ذات الخطب الطويلة، ماذا ربحَ العربُ منها؟!، وماذا جنوا من ثمارها؟!، إن من حق المرء أن يتساءل بعيداً عن ضوضاء الدعاوى العريضة: ماذا حققته الجامعة الموقرة؟!، وهل كانت جمعاً للعرب على دعائم الإسلام وتقوية لأواصر المودة بينَ المسلمين فازداد غير العرب من المسلمين وثوقاً بالعرب وقرباً منهم، أم أنَّ العكس هو الحقيقة المُرَّة التي يَصِِرُّ البعض على تجاهلها؟!، فلم تستفد تركيا من تعصبها لقوميتها - أو على الأصح من تعصب بعض زعمائها -، ولم تجن العرب من مناداتهم بالقومية إلا التشتت وتفكك الروابط الإسلامية بينهم وبينَ المسلمين غير العرب!!، وكان من الأسباب الرئيسية لتمادي البعض في الدعاوى القومية أن تفشَّت المذاهب الشيوعية حيث لم تجد من أنصار القومية والمنادين بها صلابة في العقيدة الإسلامية تُقاوم المبادئ الضالة، بل كان من المنادين بها من هدفه بث الشيوعية الحمراء على أوسع نطاق، وجرَّب العرب كما جرَّب غيرهم صنوفاً من المذاهب والنحل المناقضة للإسلام، وأدركوا ما تنطوي عليه من أضرار في الدين والدنيا وبالنسبة للفرد والمجتمع وما ينتج عنها من فتن واضطرابات!، واليوم تبدو في الأفق علائم بارزة وتدوي أصوات إلى الحق والصواب، إلى طريق لاحب حيث التعاون الإسلامي والتضامن بين المسلمين وتقوية الصلة بين البلدان الإسلامية وتآزرها لما فيه خيرها وسعادتها واستجابة لأمر الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وتصغي الشعوب الإسلامية التي سئمت المذاهب المفرقة والدعاوى المضللة وتملؤها الغبطة وترى فيه خيراً كثيراً وتحقيقاً لأمانيها ورغباتها، وفي خضم الدعوات المؤيدة والآراء المعارضة أرى أن يأخذ التعاون طابعاً قوياً يخرج عن نطاق التعميمات التي قد لا يدرك كثيراً من الناس مغزاها، وأن يكون من الأهداف التي يسعى إليها الجميع كخطوة في سبيل التضامن الإسلامي قيام جامعة الدول الإسلامية على غرار جامعة الدول العربية، جامعة هدفها: تقوية المودة بين الشعوب الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية والتراث الحافل والتعاون المثمر ففي ذلك قوة المسلمين وعزتهم ... ، وإننا وسط هذه الأفكار المعارضة لا يسعنا إلا أن نستبشر بالدعوة إلى جمع كلمة المسلمين على كلمة التوحيد وتحت راية القرآن، وإن من واجب كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يؤيد كُل تعاون بين المسلمين، وبإذن الله سينتصر الحق وتهزم الشيوعية والاشتراكية ودعاتهما! .... وحسب العرب والمسلمين ما لقوه من دعاة الضلال والمناهضين للدعوة الإسلامية ولعلماء الدين، وكفى شعوبهم ما عانوه من تدهور اقتصادي واجتماعي وبطش وعدوان ... ولم تعد خططهم الشيوعية الحمراء خافية فقد كشف قناعها، وبطل سحرها، وعرف مروجوها على حقيقتهم، وإنَّ غداً لناظره قريب.

ولا بُدَّ لليلٍ أَنْ يَنْجَلي ... ولابُدَّ للقيدِ أَنْ ينكسر

وإذا جاء موسى - عليه السلام - وألقى العصا بطلَ السحر والساحر.

زيد الفياض "

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير