[الكعبة أمامها ولا تستطيع أن تراها!]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 May 2009, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
تصلي وتصوم وتقرأ القرآن، وربما ذهبت للعمرة ...
وعندما تأتي لحقوق الناس .... تظلم هذا .. تحسد ذاك ... ...
هكذا بلا حساب ..
الله سبحانه يا أختي يسامح في حقه، لكن الأمر أصعب فيما يتعلق بحقوق الناس.
هذا الإنسان أعطاه ربه نعمة ليبتليه .. لماذا تعرضين نفسك لبلوى عظيمة بظلم هذا الإنسان حسدا واعتراضا على إنعام الله عليه.
ولو عددت نعم الله عليك لانشغلت عن الخلق ..
{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم:34).
وفي بعض الأحيان تجد الحسود فقيه في الحيل ...
فتتحايل على الحقيقة وتنتظر حتى تجد فرصة خيالية تعتقد من خلالها أن ذلك الإنسان ظلمها، لتقول:
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} (النحل:126).
فلا تسرحي في الخيال لينقلب إلى حقيقة وهمية مع التعمق، فتنتقمي حسدا ...
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (القيامة:14)
{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (القيامة:15).
وإذا شككتي في الخلق، قولي يارب إذا كانوا قصدوا كذا وكذا ... فعاقبهم بكذا .. مثلا، ألست مظلومة .. دعوة المظلوم مستجابة، والله وحده الذي يعلم الغيب.
وكم من مظلوم دعا الله فنصره ..
وكم من مظلوم كتم ما في نفسه ونصره الله أيضا ..
وكم من إنسان انتقم له المولى فتعجب، وقال لو انتقمت أنا لما كان انتقامي بهذه الدقة، فسبحان الله.
وكم من نعمة عند إنسان سلبها حاسد ظلما وجورا لتتحول في يده لنقمة.
وأتذكر قصة عجيبة بمناسبة هذا الحديث ..
قصة تلك التي كانت تشرف على تجهيز الموتى ..
فإذا جهزت ميتا وضعت فيه عملا من أعمال السحر تتكسب من وراء ذلك ...
ومن ثم ذهبت لبيت الله، ومشت مع العمار لتطوف بالبيت العتيق .. ، ولكنها لم تتمكن من رؤية الكعبة ..
فقصت تجربتها بكل ألم بحثا عن السبيل الذي يعيدها إلى الصراط المستقيم ..
عجبا ....
تألمت لأنها لم ترى الكعبة ...
وكرامة أخوها المؤمن وحرمته أكرم عند الله تعالى من الكعبة شرفها الله ..
فسبحان الله.
اتقوا النار فإنها:
{نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} (المعارج:16)
ولا يموت المعذب فيها ليرتاح:
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} (الزخرف:77).
اللهم إني أعوذ بك من النار وأسألك الجنة:
{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر:61)