أرشيف ملتقى أهل التفسير

[القدس المغتصبة عاصمة أم قاصمة]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 May 2009, 07:56 م]ـ

الثلاثاء5 من ربيع الثاني1430هـ 31 - 3 - 2009م الساعة 12:13 م مكة المكرمة 09:13 ص جرينتش

الصفحة الرئيسة-> أقلام القراء 5/ 12/2009 11:09:53 PM

القدس المغتصبة عاصمة ام قاصمة

د. محمد رحال

مفكرة الإسلام: دائما ما يضيع المواطن العربي المسكين والذي طحنته المفاهيم وأكلته المصطلحات، بين ما هو صالح وما هو طالح، وبين ما هو اسلامي او قومي، وبين الاعتدال والصمود، وبين الفن والافتتان، وبين الدعوة والادعاء، وبين شرع الله وشرع شياطين الارض واباليسها، واذكر هنا وللتوضيح فقط ان كلمة عاصمة تطلق في العادة على المدينة التي تتمركز فيها سلطات الدولة الادارية والسيادية، وهي كلمة تشير الى العصمة والقوة والمنعة، وكلمة عاصمة تدل بوضوح على المكان العاصم اي الحامي، وفي الحالتين فاني لااجد حاليا هذين المعنيين، واختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة الاسلامية ليس خطأ من السلطة الفلسطينية او من ماأصبح يسمى مجازا الحكومة المقالة، مع احترامنا وتقديرنا للطرفين واسال الله ان يجمع الطرفين على الحق في رداء واحد، الا ان الخطأ الكبير يتجلى في تضخيم الاسم وضحالة الاداء، فان تكون القدس عاصمة للثقافة الاسلامية هو شرف عظيم لنا ولكل من ينتمي الى هذه الامة، فهي المكان الطاهر الذي صعد منه حبيب الله عروجا الى سمائه، وهي مكان القبلة الاولى لرسول النور والهدى وصحبه، وهي المكان الذي باركه الله من عليائه، وليس هناك شرف بعد هذا الشرف، ولهذا فقد كان واجبا على الامة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ان تدرك عظم هذه المناسبة فتقيم مآسي تذكيرية وليس احتفلات راقصة، وفي كل العواصم العربية والاسلامية والتي تسمى ظلما عواصم اسلامية، بل وكل المدن والقرى في عالمنا الاسلامي الواسع جدا والذي اصبح وحسب اخر تعداد للسكان اكثر امم اهل الارض عددا واقلها نفيرا، وان تقام لهذه المدينة السليبة والمغتصبة وما حولها في عالمنا الاسلامي كل مظاهر استشعار الواجب الاسلامي لهذا المكان الذي انتهكه صهاينة العالم وحولوه من عاصمة للاسلام الى عاصمة للصهيونية امام سمع العالم وبصره، وفي ظل غفلة ابناء الاسلام النيام، ومن الواجب ان تتبنى الامة كلها شرقا وغربا خطاب واحد وتعد نفسها كجسد واحد من اجل انقاذ القدس وما حولها وطرد الغرباء القادمين من وراء البحر منها، وان يعد لهذا عدته، وجيشه وقيادته وعلمه الواحد وهو نفس العلم الذي رفعه رسول النور اثناء دخوله مكة المكرمة حين دخلها ونظف الشرك من اركانها وارضها، وكان من المفروض ان يعد لهذا الاحتفال حشد للامة من اقصاها الى اقصاها من اجل دعم ومساندة ابناء فلسطين في الداخل والخارج، وان تقام مهرجانات الدعم المالي والمعنوي الحقيقي لكل فرد من ابناء الداخل ليتمكنوا من الصمود والعيش بكرامة بدلا من حالة التضييق الشديد والتي لايعلمها الا الله، وان يمتد الدعم المالي ليشمل مشاريع لهم من اموال الامة التي أخذتها قراصنة المال من خلال صناديق استثمارية ربوية وهمية، من اجل العيش الكريم والصمود القوي في وجه ريح الاقتلاع الهبوب العاتية، فالاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة الاسلامية لايرجعها رقصة عارية، ولا طبلة غربية الصنع، ولاانشودة صمود، ولاموال الميجنا، ولادبكة على روح الشهداء، ولا عرضا لرقص الباليه، وانما يرجعها اهتمام من الامة كلها بهذا الجزء المقدس من عالمنا الاسلامي، وكان حريا بالدول العربية والاسلامية ان تحتفل مع شعوبها احتفالات تتناسب وهذا الحدث كل في بلدة، وان لاتستغل هذه المناسبة من اجل التطبيع المباشر تحت زعم الاحتفالات في القدس، وان تحترم على الاقل الدماء الفلسطينية المباركة والتي لم تجف بعد قبل الانطلاق الى السفارات الصهيونية من اجل تاشيرات الدخول الى الاقصى المحتل، فالقدس لاتعني للعربي والمسلم المسجد بمكانه ومساحته وجدرانه فقط او القبة بعلو مكانها فقط، وانما تمتد مساحة القدس لتشمل عكا وحيفا ويافا وعسقلان وبئر السبع وكل حبة تراب في فلسطين، وهي حدود وضعها الله في قرآنه، من حاد عنها فقد حاد عن صراط ربه المستقيم، ومن تخلى عن ابناء فلسطين بكافة طوائفهم مسلمين او مسيحيين، فهو خائن لأمانة الاسلام كلها، وواجب تحرير الاقصى وما حوله هو واجب شرعي يتغافل عنه البلهاء ويتنازل عنه الخونة. مايحتاجه الاقصى اليوم قبل الغد هو احتفالية خاصة جدا، من نفس النوع من الاحتفاليات التي اعدها صلاح الدين الايوبي، والذي اجاب حين سئل عن سبب غياب البسمة على محياه فاجاب: وكيف ابتسم والاقصى سليب، ولهذا فقد اعد صلاح الدين احتفاليته الشهيرة الخاصة بالقدس وكانت اوبرا حطين التي ابدع ابطالها في هذه الاحتفالية الخاصة والتي سطرتها كل كتب التاريخ، والتي انتهت بتحرير الاقصى كاملا فكانت من ابدع واروع الاحتفاليات المباركة في التاريخ العربي والاسلامي المشرف هذه الاوبرا الحطينية والتي كانت موادها موسيقى صليل السيوف، وغنائها الله اكبر وابطالها رجال لاتلهيهم تجارة عن ذكر الله، فاعزهم الله في الحياة وبعد الخلود عند مليك مقتدر، وغير تلك الاحتفاليات لن تعيد حبة تراب من فلسطين التي باركها الله ودنستها نتائج العمالة والتهاوي والسقوط امام الباطل، والسقوط في حبائل ابليس، واني اقسم باسمك يالله ان كل المشاهد الراقصة لاعلاقة لها بالثقافة الاسلامية، وان تنسب اليك ياالله لهو جريمة من اكبر الجرائم، وظلم شديد، وفسق من اكبر الفسوق، خاصة وانها تقام باسم الاسلام، ومن اجل الاقصى، والاحتفال بالرقص في ارض الاقصى ليس احتفالا بالعواصم الاسلامية وانما هو احتفال بالقواصم الاسلامية.

منقول

¥