تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اختلفوا ـ بارك الله فيكم ـ ولكن .. (سلمان بن محمد العنزي)]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:12 م]ـ

اختلفوا ـ بارك الله فيكم ـ ولكن. .

سلمان بن محمد العنزي

المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-12876.htm)

الخلاف الذي يحصل في الأمة بين أبنائها له أسباب كثيرة من أهمها في نظري: الجهل بما عند الخصم من العلم والعمل، اعتمادًا على نقلة السوء الذين ينقلون الآراء وفهمهم لها في سياق واحد، أو اعتمادًا على علم قديم بالشخص دون اعتبار لتقدم الزمن وعمق الفهم وكثرة العلم، أو اعتمادًا على العلم بمن يحيطون بالشخص ممن عرف عنهم السوء وخبث الطوية فيسحب الحكم على هذا المخالف اكتفاء بهم عنه، أو اعتمادًا على سوء الظن لأن المخالف قد خرج في مكان مشبوه في نظر ناقده! أو لأنه مدح فلانًا أو التقى به. .

وقد يساعد هذا الفهم ويتقدم به خطوات في طريق الخلاف والشقاق ما يتصف به المخالف من صفات حادة تنفر الناس منه وتجعلهم يتهيبون مجالسته أو مصارحته .. ولكن يبطل كل ذلك عندما يتقابل المختلفان ويتجالس المتناكفان، ويتباحث العالمان. . ويعرف كل منهما ما عند الآخر من العلم والفهم وصدق النية وصالح العمل، وكم قرأنا في تاريخ الرجال عن عالم كان على مذهب فتحول إلى آخر لما اطلع على كتبه وعرف ما عند أهله من العلم والفهم. . .

ما أجمل أن يتزاور الناس في الله ويتباحثوا في مسائل الخلاف فيما بينهم، أو لينفوا مسالك الريب ويبطلوا دسائس الظلام لتحصل المعرفة القلبية والقابلية النفسية فيزول كثير من الخلاف أو يبقى محصورًا في دائرته لا يتعداها، وإذا تعدى يبقى بلا أثر على الناس لما يتبعه من الدعاء والثناء على المخالف. ومما يروى أن السيوطي قد اعتزل الناس في الروضة يؤلف الكتب وينقب عن الدرر فبلغه أن القسطلاني ينقل عن كتبه ولا يشير إليه فتغير خاطره عليه، فمشى إليه القسطلاني من القاهرة إلى الروضة حتى دق باب بيته، فقال من الطارق؟ فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي، فقال: قد فعلت.

عندما تكون النفس عظيمة تستمد طاقتها من طاقة الحق فلا تشعر بالنقص يتحيف جوانبها كما يشعر به الفاشلون، فلا يكون عملهم وشغلهم إلا في إثبات ذواتهم وتعظيم نفوسهم دون أن يلتفتوا للحق التفاتة قد تغسل وصمة العار في حياتهم، إن النفس العظيمة كالغيمة العظيمة المليئة بالرحمة؛ غيثًا وظلاً لا تمر ببلدة إلا سكبت فيها هدوء الظل وسكينته، وسعادة النقاء وحظوته. . .! إن النفس العظيمة لا ترضى أن تخوض المعارك الحقيرة وملء الأرض فجاج تنتظر النور، وناس ينتظرون نفحات الحياة. .!

يقول الذهبي عن أبي محمد ابن حزم، وهو من هو في صرامة لسانه وقوة بيانه وجرأته على خصمه مع ما عنده من العلم والفهم وكثرة أعدائه المتجرئين عليه لخفاء حاله عليهم ولما يحول دونه من الهالة الموحشة التي فرضها على نفسه: "وقد أخذ علم المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن فيه، فزلزله عن أشياء، ولِي أنا مَيْلٌ إلى أبي محمد لِمَحَبَّتِهِ الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة ولكن لا أكفِّره ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه". كما قال عنه: "وبَسَطَ لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل فجّج العبارة، وسبّ وجدّع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأُحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادًا واستفادة، وأخذًا ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجًا في الرَّصْف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون، وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

فمنهج الذهبي هو المنهج الحق؛ لأن فيه العدل والإنصاف والحكم بعد العلم لا ما وقع فيه الإمام ابن حزم حتى وقع في بواقع كان في غنى عنها وعن بنياتها السود، ولا ما وقع فيه ابن العربي حينما شن حملته على ابن حزم وسفهه ولم يبق منه شيئًا على طريقة ابن حزم مع خصومه. وهذه هي البلية الماحقة التي نبهت على دوائها من خلال العلم بالشخص وأقواله بلا وساطة ودون النظر إلى ما يصدر منه من قول حاد وفعل شرس. . حتى نستطيع أن نكون متوازنين لا نظلم أحدًا ونرفع إصر الخلاف عن قلب الأمة المسحوق.!

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 03:09 ص]ـ

[ QUOTE= محمد بن جماعة;78085

عندما تكون النفس عظيمة تستمد طاقتها من طاقة الحق فلا تشعر بالنقص يتحيف جوانبها كما يشعر به الفاشلون، فلا يكون عملهم وشغلهم إلا في إثبات ذواتهم وتعظيم نفوسهم دون أن يلتفتوا للحق التفاتة قد تغسل وصمة العار في حياتهم، إن النفس العظيمة كالغيمة العظيمة المليئة بالرحمة؛ غيثًا وظلاً لا تمر ببلدة إلا سكبت فيها هدوء الظل وسكينته، وسعادة النقاء وحظوته. . .! إن النفس العظيمة لا ترضى أن تخوض المعارك الحقيرة وملء الأرض فجاج تنتظر النور، وناس ينتظرون نفحات الحياة. .!

.! [/ QUOTE]

أحسنت وأحسن صاحبك أخي محمد، ولا حرمنا اختياراتك اللطيفة المفيدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير