[كيف تنضي شيطانك؟]
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 May 2009, 10:19 م]ـ
[كيف تنضي شيطانك؟]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد:
ففي مسند الإمام أحمد بسند حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ? قال:
إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.
وفي رواية: إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.
[رواه أحمد (2/ 380) والحكيم الترمذي (1/ 132) وابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان (ص 41) وقال الهيثمي (1/ 116): فيه ابن لهيعة. والحديث من رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به .. فمن حسنه، حسنه لأن قتيبة بن سعيد لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب عبد الله بن وهب ثم يسمعه من ابن لهيعة، وابن وهب إنما سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه .. والمشهور في التراجم أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة صالحة .. ولذلك حسنه الألباني في الصحيحة 3586]
وقوله: " إن المؤمن ينضي شيطانه " أي يهزله ويجعله ضعيفا مهزولاً، ويَجْعله نِضْوا. والنِضْو: الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار، وأذْهَبَت لَحْمَها. ومنه حديث علي " كلمات لو رَحَلْتُم فيهنَّ المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهنّ ". وحديث ابن عبد العزيز " أنْضَيتم الظَّهر " أي أهْزَلْتُموه. [النهاية 5/ 72]
- قال المناوي في فيض القدير:
وقوله: كما ينضي أحدكم بعيره في السفر .. فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك، وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله فوقف منه بمزجر الكلب في ناحية ..
وأشار بتعبيره " لينضي " دون يهلك ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حيا فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت ..
وقيل للحسن البصري أينام إبليس؟ فتبسم وقال: لو نام لوجدنا راحة.
وقال قيس بن الحجاج: قال لي شيطان: دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور، قلت: ولم ذا؟ قال أذبتني بكتاب الله. اهـ
- قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
ذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب
بها ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضني مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته كما جاء في هذا الحديث ..
لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديداً ..
فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه .. اهـ
وروى عبد الرزاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال:
إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر: مالكَ ويحكً قد هلكت؟ فيقول شيطان المؤمن: لا والله ما أصل معه إلى شيء، إذا طعم ذكر اسم الله، وإذا شرب ذكر اسم الله، وإذا نام ذكر اسم الله، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله ..
فيقول الآخر: لكني آكل من طعامه، وأشرب من شرابه، وأنام على فراشه، فهذا شاح وهذا مهزول.
[المصنف 10/ 419 والطبراني 9/ 156 بسند صحيح عن ابن مسعود]
• أسلحة لقهر الشيطان وغلبته
إذا فلابد من معرفة الأسلحة التي بها نحارب الشيطان، ونرد كيده في نحره، ونغزوه من حيث أراد غزونا ..
وأول ما لابد من معرفته ها هنا أن نتيقن أمور ثلاثة:
أولها: أن الشيطان هو عدونا الأول وأنه يجب علينا أن نتخذه عدوا ..
والثاني: أنه يعمل على إضلالنا وإهلاكنا ويخوفنا أولياءه ..
والثالث: أننا مطالبون بقتاله هو وحزبه وأولياءه تماما كما فرض علينا الجهاد لمقاتلة أعداء الله الكافرين والمارقين.
• إن الشيطان لكم عدو
قال تعالى: ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ? فاطر-6
وهذه الآية فيها فريضتان:
الأولى: فريضة علمية ضرورية، وهي العلم بأن الشيطان هو عدونا وهو أمر مؤكد بحرف إن، وأنه يدعوا أتباعه وحزبه إلى سعير جهنم.
¥