تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " أخرجه مسلم .. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " أخرجه مسلم .. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك .. إلا حار عليه " أخرجه مسلم.

فيا أيها المؤذي المعتدى العيَّاب المغتاب، يامن ديدنه الهمز واللمز والنبز والغمز والتجسس والتحسس والتلصص كُفَّ أذاك عن المسلمين واشتغل بعيبك عن عيوب الآخرين، وتذكر يوماً تقف فيه بين يدي رب العالمين ..

يقول يحيى بن معاذ: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه "، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: " اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه؟ "، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت يارسول الله .. أي الأعمال أفضل؟ قال: " الإيمان بالله والجهاد في سبيله، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: أنفَسُها عند أهلها وأكثرها ثمناً، قال: قلت: فإن لم أفعل، قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قال: قلت: يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: " تكف شرك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك " متفق عليه.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة .. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة 119.

أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء التشويش على المصلين في المساجد برفع الأصوات والمزاحمة والمدافعة وتخطي الرقاب والصلاة في الطرق والممرات وعلى الأبواب وإيذاء المسلمين بالروائح الكريهة المزكمة المنتنة، فعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال: " جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال: " اجلس فقد آذيت" أخرجه أبو داود وابن ماجه .. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: " اعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أخرجه أبو داود .. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا ولا يؤذين بريح الثوم " أخرجه مسلم، وفي لفظ: " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: " أولا يغتسلون؟ " أخرجه النسائي.

ومن صور الأذى: التخلي في طريق الناس وأفنيتهم وقضاء الحاجة في أماكن تنزههم وجلوسهم وتنجيسها وتقذيرها بالأنجاس والمهملات .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم " .. وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قلت: " يا رسول الله دُلَّني على عمل يدخلني الجنة، قال: " اعزل الأذى عن طريق المسلمين " أخرجه أحمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير