ليس للرجعيّ فينا من نسبْ ... كلُّ رجعيٍّ دعيٌّ في العربْ
كم خمدنا ثم ثارتْ نارُنا ... من شرار كامنٍ تحت الحطبْ
نبضةٌ قلبيّة من يَمَنٍ ... أنبضتْ من مصرَ قلباً فوجب ْ
ثم أصغى من هنا أو ها هنا ... كلُّ قلبٍ عربيّ فاقتربْ
إنْ يقل مستعمِر مَنْ أنتمُ ... قلتُ واسمي سالمٌ نحن العربْ
ليت شعري هل ترى بين العربْ ... وحدةً تبقى على مَرِّ الحِقَب
قوّةً ذريّة ضاربةً ... ما لها بالشرق والغرب سببْ
والشاعر السياسي الذي لم يُغفل قضايا الأمة ومشكلاتها، ولم يَغْفَلْ عن أعدائها، أوليس القائل:
سفارة إسرائيل فينا مقيمة ... وأفلاذُ أكباد القطاع تطيرُ
وكلُّ خطوطِ الطول والعرض عندنا ... إلى أمَرِيكَا بالبنان تُشيرُ
وإن الذي دون انفراط نظامها ... لما قد جنت في عمرها ليسيرُ!
والشاعرُ الإصلاحيُّ الوسطيُّ .. أوليس هو القائل:
شكا دين الهدى مما دهاه ... بأيدي جامدين وملحدينا
شباب يحسبون الدين جهلاً ... وشيب يحسبون الجهل دينا
والشاعر العذب الرقيق الوجدانيّ .. أوليس هو الذي يقول:
خلوا النفوس وحبها أجناسها ... وبلادها واستجلبوا إيناسها
نهوى أناسا لا نلائم أرضهم ... ونحب أرضا لا نلائم ناسها
فإذا أتينا الأرض لم نتناسهم ... وإذا أتينا الناس لم نتناسها
كالظبية الدهماء نغَّصَ عيشها ... ألا تضمّ قرينها وكناسَها
لم نَسْهُ عن ذاك الخليط ولا أرى ... ذاك الخليط لفضله عنا سها
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ عدود؟
ذلك الرجل الذي خاض السياسةَ حتى صار رئيساً للمحكمة العليا، وعضواً في المكتب السياسي الوطني، ووزيراً للثقافة والتوجيه الإسلاميّ، ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى -وهو هيئة دستورية تقدم الاستشارات الشرعية لرئيس الجمهورية كما ينص الدستور- .. فلم يصرفْهُ ذلك كله عن علمه وتواضعِهِ وزهدِهِ، حتى إنّه لما انقطع عن هذه المناصب وتفرغ للتدريس لم يكن له من الدنيا كبيرُ حظٍّ، ولا وافر نصيب!!
ما الذي يمكن أن أقوله عن الشيخ عدود؟
وما الذي يمكنُ أن أقوله في رزئنا به؟
لا أجد أحسن من قوله هو:
لن تُرزءا أبداً بمثل أخيكما ... في بره بالمسلمين ودينِهِ
وصلاته وزكاته وصيامه ... وعجيجه بين الحجيج لحينِهِ
وسخائه ووفائه وإبائه ... ورضاه إن نزل القضا ويقينِهِ
رُحْمى لشيخ الحيِّ ناظمِ شمله ... حامي مآثرِهِ الحسانِ أمينِهِ
رُحمى لك ياشيخنا ..
ورُحمى لنا .. نحنُ الذين فُجعنا بفقدك ..
كتبه عادل بن أحمد باناعمة
المصدر: الإسلام اليوم