وبعد .. فهذا هو إنتاج الأستاذ الإمام في التفسير، وهذا هو مسلكه ومنهجه فيه، ولعلِّي أكون قد أرضيت الحقيقة، ولم أتجن على الشيخ، أو أتهمه بما هو منه برئ.
انتهى ..
وأقول: رحم الله الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي فيما نقله وقرره.
وسيأتي له - إن شاء الله - تقرير عن تفسير المنار للأستاذ محمد رشيد رضا رحمه الله.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[26 Jun 2009, 02:14 م]ـ
التفسير العقلي: رد الدكتور الذهبي على رشيد رضا صاحب تفسير المنار
لا شك أن الشيخ رشيد هو الوارث الأول لعلم الأستاذ محمد عبده ..
حتى قال الأستاذ محمد عبده - رحمه الله -: "صاحب المنار ترجمان أفكاري. وقال بأنه " متحد معه في العقيدة، والفكر، والرأي، والخُلُق. والعمل.
ولكن ما هو منهجه في تفسيره المنار؟ يجيبنا على هذا السؤال الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله في التفسير والمفسرون (5/ 39) قال:
آراؤه في التفسير:
أما آراؤه في التفسير فهي كآراء شيخه، تقوم على حرية واسعة في الرأي واعتداد عظيم بالفهم، وثقة قوية بما عنده من العلم، وعدم تقيد ببعض المُسَلَّمات عند العلماء، ولهذا نجد له أفكاراً غريبة في تفسير القرآن استقل ببعض منها، وقلَّد شيخه في بعضها الآخر.
ثم ذكر الشيخ تقليد رشيد رضا لشيخه في مسألة الشيطان ونبي الله آدم والملائكة، ويقول بخلود أصحاب الكبائر كما هو الحال عند المعتزلة ..
توسعه في القول بالمجاز والتشبيه:
ثم قال: كذلك نجد صاحب المنار يصرف بعض ألفاظ القرآن عن ظواهرها، ويعدل بها إلى ناحية المجاز أو التشبيه، وذلك فيما يبدو مستبعداً ومستغرباً لو أُجرى على حقيقته، وهذا المسلك الذي جرى عليه الشيخ رشيد هو مسلك شيخه، ومسلك الزمخشري وغيره من المعتزلة، الذين اتخذوا التشبيه والتمثيل سبيلاً للفرار من الحقائق التي يُصَرِّح بها القرآن، ولا تعجز عنها قدرة الله، وإن بعدت عن منال البَشر.
رأيه في السحر:
ثم إن صاحب المنار لا يرى السحر إلا ضرباً من التمويه والخداع، وليس له حقيقة كما يقول أهل السُّنَّة، وهو يوافق بهذا القول قول شيخه وقول المعتزلة من قبله، ولهذا نراه عندما فسَّر قوله تعالى في الآية [7] من سورة الأنعام: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} .. نجده يقول: " والآية تدل على أن السحر خداع باطل، وتخييل يرى ما لا حقيقة له في صورة الحقائق ".
هذا .. ولم يستطع الشيخ رشيد أن يرد حديث البخاري في سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل شيخه، ولكنه تأوَّل الحديث على أنه كان من قبيل العقد عن النساء، وبيَّن أن عذر مَن طعن في الحديث هو أن هشاماً - راوي الحديث عن أبيه عن عائشة - مطعون فيه من كثير من أئمة الجرح والتعديل.
رأيه في الشياطين:
وهو يرى أن شياطين الجن لا تسلط لها على الإنسان إلا بالإغواء فقط، ويقول: " كل ما يدَّعيه بعض الدجَّالين من تسلط الشيطان، أو ملوك الجان على بعض الناس، وقدرتهم على نفعهم وضرهم، فهو كذب وحيل من شياطين الإنس وحدهم ".
رأيه في الجن:
كما يرى أن الجن لا تُرى للإنسان على أي حال من الأحوال، ويرجح أن مَن ادَّعى رؤية الجن فذلك وهم منه وتخيل، ولا حقيقة له في الخارج، أو لعله رأى حيواناً غريباً كبعض القردة فظنه أحد أفراد الجن. يقول هذا ثم يعرض في " الهامش " لذكر حديث أبى هريرة فيمن كان يسرق تمر الصدقة، وإخبار النبي له بأنه شيطان - وهو في البخاري - ولغيره من الأحاديث التي تدل على أن الإنسان يرى الجني ويبصره، ثم يقول بعد أن يفرغ من سرده للروايات: " والصواب أنه ليس في هذه الروايات كلها حديث صحيح ".
¥