ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[21 Jul 2009, 02:52 م]ـ
الأخ الكريم زكريا
أعلم أن خبر الواحد هو خبر آحاد. وإذا كان الله تعالى لم يلزمنا بخبر الواحد في الشهادة فلماذا نلتزم به في الرواية التي تلزم مليارات المسلمين إلى يوم القيامة. وإذا كان الراوي امرأة واحدة فالمسألة أشد إشكالاً.
إذا شهد أمامي ثقة بواقعة أصدقه، ولكن لا أعتبر ذلك حجة حتى يضاف إليه ثقة آخر. إذن هناك فرق بين التصديق والحجة والإلزام.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Jul 2009, 11:32 ص]ـ
كلامك كلامُ المعتزلة فتنبه.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[22 Jul 2009, 12:38 م]ـ
الأخ الكريم زكريا
لا أعلم إن كانت المعتزلة تقول بهذا. وأنا شخصياً أرفض الأسس التي قام عليها الاعتزال لا لشيء إلا لأنني لم أقتنع بأدلتهم.
وإليك ما طرحته أخيرا في الملتقى العلمي:
((قرأت أدلة من يفرق بين الشهادة والرواية فلم أجدها تجيب عن الاستشكال الذي أطرح. ومربط الفرس في هذا الكلام:
واقع الناس كل الناس -- بغض النظر عن دينهم -- أنهم يقبلون خبر الواحد، لأن الأصل صدق المخبر. ولكن قد تحف قرائن تجعلنا نتوقف عن القبول لنتثبت. وثابت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يأخذون بخبر الواحد. وفي المقابل ثبت أحياناً أنهم كانوا يميلون إلى التثبت، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طلب من أبي موسى أن يأتيه بشاهد، وكما فعل زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما كان يشترط أن يشهد شاهدان على أن الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما نطلب شاهداً إضافياً لا يعني ذلك أننا نتّهم الشاهد الأصلي، وإنما هو حكم الله بيننا عندما نختلف ولا نقبل بشهادة شاهد واحد. فرد الشهادة إذن لا تعني التكذيب، وإنما تعني أنني أمارس حقي الشرعي. فالشرع إذن يخيّرني بين أن أقبل شهادة الشاهد وبين أن أطلب التثبت بإضافة شاهد آخر. وبعد ذلك أدخل في دائرة الإلزام ما لم أكن قادراً على الطعن في شهادة الشهود.
والناس يغلب أن يقبلوا شهادة الواحد، وهذا هو الغالب في حياة الناس مسلمين وغير مسلمين. ولكن عندما يراد أن تكون الشهادة حجة فالناس -- أعني أهل الإسلام -- لهم الخيار: إما أن يقبلوا هذه الشهادة ويمضوها، أو لهم أن يطلبوا أكثر من شاهد)).