تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 10:59 م]ـ

مشاركة الأخ: عاملة أدارها حول بيت من شواهد النحو المشهورة وهو قول الشاعر:

*يا زيد زيد اليعملات الذبّل *

وأبدأ من حيث انتهى الأخ، إذ ختم حديثه بثلاثة أسئلة:

الأول: لماذا أوجبوا نصب (زيد) الثاني عند ضم الأول، وألا يجوز فيه الرفع ويكون التقدير كما اقترح " يازيد أنت زيد اليعملات"؟

أقول: السماع هو الحَكَمُ في هذه المسألة ولم يرد السماع إلا بنصب (زيد) الثاني، أما الأول فورد السماع بضمه ونصبه، فليس لنا أن نفرض وجها لم تقله العرب ولم يرد به سماع.

الثاني: أجاز النحاة في نصب (زيد) الثاني خمسة أوجه: أحدها أن يكون توكيدا لزيد الأول المضموم مراعاة للمحل. واعترض الأخ عاملة على هذا الوجه بأنه لايصح أن يكون توكيدا لفظيا؛ لاتصال زيد الثاني بما لم يتصل به الأول وهو لفظ المضاف اليه اليعملات.

واعتراضه هذا حق وقد سبقه جماعة من النحاة في الاعتراض على هذا الوجه (أعني التوكيد) قال عنه أبوحيان:"ولم يذكره أصحابنا؛ لأنه لامعنوي وهو ظاهر ولالفظي لاختلاف جهتي التعريف؛ لأن الأول معرف بالعلمية أو النداء، والثاني بالإضافة لأنه لم يضف حتى سلب تعريف العلمية. وقال ابن هشام: وثم مانع أقوى من ذلك وهو اتصال الثاني بما لم يتصل به الأول." انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني.

الثالث: للنحاة توجيهان مشهوران في حالة نصب (زيد) الأول ذكرهما الأخ: عاملة ولكنه تساءل ألا يجوز أن تكون الفتحة في زيد الأول فتحة اتباع لزيد الثاني وليست فتحة إعراب.؟

أقول: بلى يجوز ذلك وهذا الرأي الذي قال به الأخ قال به السيرافي انظر رأيه في شرح المقاصد الشافية للشاطبي 5/ 328.

ولست أدري هل اطلع الأخ علي رأي السيرافي هذا أم أنه من وقع الحافرِ على الحافر كما يقولون.

بقي أن أشير إلى أن اليعمَلات في البيت جمع يعملة وهي الناقه القوية على السير ولذلك لايسوغ لأخي عاملة أن يثنّي هذا الجمع في قوله (اليعملاتين) كما ورد في نصه.

وتقبلوا تحياتي ...

ـ[أبو تمام]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 11:58 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيكما، ونفعنا بكما.

بالنسبة للسؤال الأول وهو وجوب نصب (زيدَ) الثاني بغير ما علل به الدكتورالقرشي - بارك الله فيه- وهو:

أنّ (زيد اليعملات) تابع للمنادى، وهو مضافة، وقد أوجبوا النصب في التابع المضاف لأنه في حكم المنادى المضاف، فكما تقول: يا عبد َ الله، تقول: يا زيدَ اليعملات.

لذا فإن أعرب (زيد اليعملات) بدلا من المنادى فالبدل على نية تكرار العامل لذا قالوا بأنه واجب النصب لأنه مضاف.

أما وإن قلنا إنه يمكن أن يكون مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقدير (أنت زيد اليعملات)، فهذا لا يصح، لأن النداء كالمخاطب، أو بالأحرى هو خطابٌ للمنادى، فلا معنى لقولنا: يازيد ُ أنت زيدُ!

لذا بعض النحاة جوّز نداء الضمير إلا ضمير المخاطب لا ينادى البتة إلا بالضرورة، لأن النداء خطاب للشخص، كذا نصّ ابن عصفور - رحمه الله- في شرحه لجمل.

والله أعلم

ـ[عاملة]ــــــــ[27 - 11 - 2007, 10:22 م]ـ

باسمه تعالى

وجود أمثالكم، محامين عن لغة القرآن، أساتذتي الأعزّاء، لممّا يَفْخر به العربيّ المُسْلِم في زمنٍ أضْحى الإسلام نهْباً، والعروبة شعاراً خاوياً ..

وأمّا بالنّسْبة لما أفاده الدّكتور القرشيّ جواباً عن سؤالي الأوّل، من أنّ السّماع هو الحَكَم، وأنّه ليس لنا أنْ نفْرض وجْهاً لمْ تقلْه العرب، ولمْ يرِد به سماعٌ. فهو على الرأس والعيْن، كلامٌ صحيحٌ متينٌ لا غبار عليْه. ولكنْ، أستاذي العزيز، ألا تظنّ أنّ السّائل عن سبب ثبوت هذا الوجْه، وعدم ثبوت الآخر، فإنّما يسْأل عن الحكْمة الكامنة وراء قوْل العرب أو عدم قوْلهم، وبالتالي: عن سبب ورود السّماع أو عدم وروده، لا عن نفْس السّماع أهو ثابتٌ أم لا؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير