تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معاني مفعلة بفتح العين]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 01:44 ص]ـ

[معاني مفعلة بفتح العين]

مقال للعلامة (أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري)

جاءت صيغة المفعَلة بفتح العين في المثال بمعنى الاسم مثل الموهبة، وهي نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء,, قال الشاعر متغزلا:

ولفُوكِ أشهى لو يحل لنا

من ماء موهبةٍ على شهدِ

وجاءت اسما للمكان مثل الموقعة، وهي الموضع الذي يقع عليه الطائر,, وجاءت الميسرة اسما لحال اليسر والسعة كما في قوله تعالى: فنظرة إلى ميسرة سورة البقرة/280؛ فهي اسم زمان,

وجاءت اسما لمكان يوصف بأنه أيسر نقيض أيمن,, وكذلك الميمنة نقيض الميسرة,

وذكر الفارابي أن الميسرة بضم السين لغة 1

ووردت المثابة اسم مكان للموضع الذي يثاب اليه,, ومثل ذلك المناحة، ومعاذة، ومنارة، ومجازة، ومداسة، والمسافة؛ لأنها مكان السوف,, قال الفارابي: المسافة البعد، وأصلها من السوف، وهو الشم 2

وتأتي اسما بحتا يلحظ فيه أن الأصل وصف المكان مثل المحارة اسما للصدفة؛ لأنها مكان للدر يحار فيه,

وتأتي اسم زمان مثل المجاعة والمخافة، وفسرهما الفارابي بما يشعر أنهما بمعنى المصدر، فقال: الجوع، والخوف,, كما فسر المذاقة بالذَّوق والذَّواق- بالواو المفتوحة المخففة-، وكلاهما مصدران عند الكافة القائلين بتعدد المصادر,

وجاءت اسما للمفردة المؤنثة مثل مقالة مؤنث مقال,, والمحقق أنها اسم مكان لما يجمع قولا كثيرا، ثم أطلقت على القول ذاته,

وفسرت مرادفة للمصدر، وهذا يعني انها مصدر مثل المعابة بمعنى العيب، والملامة بمعنى اللوم,

وفسرت باسم الفاعل مثل المغالة بمعنى الغائلة,

قال أبوعبدالرحمن: ولتحقيق كل ذلك مناسبة تأتي إن شاء الله,

وجاءت المروحة اسما للمكان الذي تخترقه الريح كما قال الشاعر- ونسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولعله تمثل به:

كأن راكبها غصن بمروحة

إذا تدلت به أو شارب ثمل

وتطلق على آلة الترويح من الخيش قديما، ومن الآلة الكهربائية حديثا,

وذكر الفارابي المشورة بفتح الواو لغة في سكونها3,

وكثرة الشراب سبب للبول؛ فكأنه مكانه، فوصف بأنه مبولة,

ويقال للجماعة من الشيوخ مشيخة؛ فكأن اجتماعهم مكان للشيخة,

ومن اسم المكان: هذا الشراب مطيبة للنفس، وهذا الأمر مهيبة له,

والمشتاة فسرت بالشتاء، وإنما هي مكان الاقامة في الشتاء، والمنحاة مكان اتجاه السانية من مكان الى مكان,, ومثله: هذا مثراة للمال، وهذا الأمر محراة ومقمنة لذلك الأمر، وهذا الذنب مقساة للقلب، وهذه الطاعة مرضاة للرب، ومدعاة فلان مكان ندوته أو وليمته، والصيد مسلاة للهم,

وكون المسعاة واحدة المساعي لا يخرجها عن اسم المكان؛ لأن الأصل مكان كثر فيه السعي، والمساعي جمع لما دل على كثرة السعي، وهو المسعاة، ولكنه أطلق مجازا على ذات السعي دون مكانه,

ومن أسماء الذوات المثناة، وهو الحبل,, وذلك مجاز، والأصل اسم مكان، لأن الحبل مكان للثني,, وفسرت المغناة بالإغناء في قولهم: أغنيت عنك مغناة فلان,, وذلك مجاز، والأصل فعلٌ كان مكانا لغناء كثير,

وذكر الفارابي ان معنى الشيء ومعناته واحد4,

والمحواة- من اللفيف - أرض ذات حيات، والمهواة مكان الهويِّ بين جبلين,

ومن المهموز المأربة مكان الحاجة، والمأسدة ذات أسد، والمأبلة ذات إبل,

وقال الفارابي المأثرة لغة في المأثرة بضم الثاء، وكذلك المأكلة5,

والمأكمة اسم للعجيزة,, والأصل مكان الأكمة، ثم أطلق على الأكمة ذاتها مجازا، وعلى العجيزة مجازا ثانيا عن طريق التشبيه,

ومأتاته من كذا بمعنى مكان إتيانه,

والمسألة مكان السؤال والأسئلة، ثم أطلقت على جواب السؤال، وعلى ذات الحكم الواحد,

والمذأبة ذات الذئاب، والمرآة مكان الرؤية، والمربأة المرقبة، والمقثأة موضع القثاء، والمباءة المحلة، والمسآة نقيض المسرة,

قال أبوعبدالرحمن: هذه نماذج كافية إن شاء الله,, وأما تأصيل العلماء لمعنى هذه الصيغة؛ فقال الدكتور فاضل السامرائي: تجيء المفعلة لسبب الفعل كقوله عليه الصلاة والسلام: الولد مبخلة مجبنة محزنة,, ومنه قولهم: ترك العشاء مهرمة,, أي مدعاة الى الهرم,

وقيل: بل تأتي لسبب كثرة الفعل فقوله: الولد مجبنة مبخلة، يدل على سبب كثرة الجبن والبخل 6,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير