تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 09:18 م]ـ

أخي الحبيب إلى قلبي الأستاذ علي المعشي: بارك الله فيك، وأحسن إليك، أحسنت كل الإحسان، أقرأ قولك وكأني أقرأ قصيدة غزل لكثير في عزة، أو لعنترة في عبلة، والله أستمتع تماما لأني أعي ما تقول جيدا، عموما أنا مقتنع بما تقول إلى أن يظهر لنا جديد في الأمر.

لكم خالص تقديري.

ـ[بيان محمد]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 10:56 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله في جميع المشتركين ..

أخي العزيز الأستاذ علي المعشي .. قرأتُ ما كتبتَ، وقد أدهشتني أدلتك المنطقية وأسلوبك الرائع، ولكني لم أرَ إشارةً إلى نحويٍّ من القدماء قد قال ببناء الفعل المضارع مع نون التوكيد مطلقًا سواء كان الاتصال مباشرًا أم غير مباشر .. فظننت بدءًا أنّ النحاة الأولين قد اتفقوا بالإجماع على وجوب إعراب المضارع الذي تتصل به نون التوكيد اتصالاً غير مباشر (مع الأفعال الخمسة)، ولكنني وجدتُ أقوالاً لعلماء كثيرين قد قالوا بهذا الرأي، وأسرد لك بعضها:

نقل ابن عقيل: 1/ 39 عن الأخفش أنه يقول بالبناء مطلقًا.

وقال المبرد في المقتضب: 3/ 20 - 21: «فإذا ثنَّيتَ أو جمعْتَ أو خاطبْتَ مؤنَّثاً فإنّ نظير الفتحِ في الواحد حذْفُ النّون ممّا ذكرتُ لك. تقول للمرأة: (هل تضربِنَّ زيدًا؟) و (لا تضربِنَّ عَمرًا)؛ فتكون النّونُ محذوفةً الّتي كانت في (تضربينَ)».

ونقل أبو حيان في الارتشاف: 1/ 307 عن الزجاج أنه قال بالبناء مطلقًا.

وقال أبو علي في الحجة: 2/ 273 تحقيق هنداوي في حديثه عن قوله تعالى: (ولا تتبعانِّ): «فالنّونُ فيها الشّديدة، وهي إذا دخلتْ على (يفعلُ) فُتِحَ لدخولها، وبُنِيَ الفعلُ معها على الفتح، نحو: (لَتفعلَنَّ)، وتحذف الّتي تثبت في نحو: (يفعلانِ) في الرّفع مع النّون الشّديدة كحذف الضَّمّة في (لَيفعلَنَّ)».

وقال ابن يعيش في شرح المفصل: 9/ 38: «وتقول في المؤنث: (هل تضربِنَّ يا هندُ؟)، الأصل: (تضربينَنَّ)، فحُذفت النون التي هي علامة الرفع للبناء .. ».

وقال ابن الحاجب في شرح الوافية: 425: « ... فلما جاءت نون التأكيد حُذفت نون الإعراب لوجوب البناء بنون التوكيد .. ».

وهذه الأقوال إنما تدل على أنّ النحاة الأوائل لم يغفلوا ما رأيتَه، ولم يجتمعوا على ما خالفتَهم به، ولابن مالك حجة قوية فيما ذهب إليه، وتتمثل حجته في أنّه إذا وُقِفَ على قولنا: (لَتفعلُنْ) ـ بالنّون الخفيفة ـ فإنّ هذه النّون تُحْذَفُ وتحلُّ محلَّها نونُ الرَّفع فيقال: (لَتفعلون) فلو كان مبنيًّا قبل الوقفِ لَبقيَ مبنيًّا بعد عروض الوقف، قال في شرح الكافية الشافية: 1420: «وهذا ممّا يدلّ على أنّ المسند إلى الواو والياء كان قبل الوقف معربًا تقديرًا، إذ لو كان قبل الوقف مبنيًّا لَبقي بناؤه؛ لأنّ الوقف عارضٌ فلا اعتدادَ بزوال ما زال من أجله، كما لا اعتدادَ بزوال ما زال لالتقاء السّاكنينِ، نحو: (هل تذكرَ اللهَ)، والأصل: (هل تذكرَنْ) فحُذِفتِ النّون الخفيفة لالتقاء السّاكنينِ، وبُنِيَتْ فتحةُ الرّاء النّاشئة عن النّون مع كونها زائلةً».

مع تحياتي الخالصة للجميع.

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 12:42 ص]ـ

أخي بيان جزيت كل الخير، وبارك الله فيك.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 09:18 م]ـ

ولكني لم أرَ إشارةً إلى نحويٍّ من القدماء قد قال ببناء الفعل المضارع مع نون التوكيد مطلقًا سواء كان الاتصال مباشرًا أم غير مباشر .. فظننت بدءًا أنّ النحاة الأولين قد اتفقوا بالإجماع على وجوب إعراب المضارع الذي تتصل به نون التوكيد اتصالاً غير مباشر (مع الأفعال الخمسة)، ولكنني وجدتُ أقوالاً لعلماء كثيرين قد قالوا بهذا الرأي

مرحبا أخي وأستاذي بيانا

لقد كانت نقولك مفاجأة مفرحة لي حقا، إذ لم أقف من قبل على قول لأحد النحاة يقول بالبناء المطلق، وما ذلك إلا لضيق اطلاعي، فجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، ثم إني لأرجو من إخواني هنا ألا يسيئوا بي الظن فوالله لو علمت أن هذا الرأي مقول به من قبل لنسبته لأهله واكتفيت بإبداء الرأي فيه، ولكن لا يكون الكمال إلا لله عز وجل.

ولابن مالك حجة قوية فيما ذهب إليه، وتتمثل حجته في أنّه إذا وُقِفَ على قولنا: (لَتفعلُنْ) ـ بالنّون الخفيفة ـ فإنّ هذه النّون تُحْذَفُ وتحلُّ محلَّها نونُ الرَّفع فيقال: (لَتفعلون) فلو كان مبنيًّا قبل الوقفِ لَبقيَ مبنيًّا بعد عروض الوقف

لا أرى هذا حجة قاطعة على إعراب الفعل عند اتصال نون التوكيد به اتصالا غير مباشر؛ لأنه لا دليل على أن هذه النون مردودة بعد حذف نون التوكيد، إذ إن التقييد بالوقف يقتضي سكون النون وسكونها يجعل احتمال كونها نون التوكيد الخفيفة نفسها قائما، ثم إن القول بأنها نون الرفع يلغي التوكيد تماما، فما يدرينا أن الفعل كان مؤكدا بالخفيفة المحذوفة دون دليل؟! وهنا يفقد الغرض الذي جاء التوكيد من أجله، إذ لا دليل عليه ولو وجد الدليل مثل الفتحة في (هل تذكرَ اللهَ) لكان مقبولا، لكنه في غياب الدليل يتطابق المؤكد وغير المؤكد!

ما أراه هو أنه إذا وقف على الفعل وقام الدليل على نون التوكيد كوجود الألف المنقلبة عنها، أو فتح ما قبلها في حال الاتصال المباشر فعندئذ نقول إن الفعل مؤكد بالخفيفة، أما إذا تم الوقف ولم يقم دليل على النون الخفيفة المحذوفة كالوقف على (لتفعلونْ، أولا تفعلوا، أو لِتفعلي) فما يدرينا أن ثمة نون توكيد محذوفة؟ ولو قدرنا نون التوكيد هنا لانسحب ذلك على كل فعل موقوف عليه مما يجوز توكيده بالنون!

لكن هناك حالة تقتضي القول بالتوكيد هي إذا كان الفعل واجب التوكيد بالنون وجاء لفظه على مثل (لتفعلونْ) وفي هذه الحالة ما المانع من القول إن هذه النون هي نون التوكيد الخفيفة نفسها، وما حدث هو أن الواو المحذوفة لالتقاء الساكنين قد رُدت لزوال موجب حذفها، إذ من الجائز التقاء الساكنين إذا وقف على ثانيهما مثل: (والفجْرْ، وليال عشْرْ) (والتينِ والزيتونْ) (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرامْ)؟ هذا والله أعلم.

وتقبلوا خالص تحياتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير