ـ[أبو حازم]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 12:53 م]ـ
إلى الدكتور الأغر سلمه الله من كل سوء .. سلام عليك أما بعد
فأرى أنك لم تفهم حجتي فذهبتَ في أودية من الظنون بعيدة وأنا أعيد لك صياغتها على سبيل أخرى فلعلك هذه المرة تفهم مرامي فتعرف من تلقاء نفسك جواب ما اعترضت به علي فأقول
إن الأثر الذي ذكرته عن عبد الله بن مسعود لا يصلح للاحتجاج به في اللغة ليس لأنا نشك في عربيته وفصاحته، ولكن لأنه يفتقد إلى صحة الرواية بطريق صحيح ويفتقد بعد ذلك إلى نفي الرواية بالمعنى فإن ثبت هذان الأمران فهو حجة نسلم بها
وهذا الاشتراط في ما كان نثرا من كلام العرب هو فرع الخلاف في الاحتجاج بحديث رسول الله:= ولا ريب أن التحقيق هو ما ذهب إليه جمهور النحاة في اشتراط صحة الرواية وإثباتها باللفظ
وإذا كان الأمر هكذا في حديث رسول الله:= فأولى منه أن يكون في حديث صحابي
فكان قياسي أولويا لو تأملت والله يحوطك بعنايته
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 09:25 ص]ـ
وعليك سلام الله أخي الكريم وبعد
فأود أن تعلم أمرين بشأن الاستشهاد بالحديث أولهما أن ما نسبته لجمهور النحويين من اشتراط صحة الرواية باللفظ يحتاج إلى تحقيق فقد استشهد النحويون بالحديث وأولهم سيبويه ولكن لم يكثروا من الاستشهاد به كما فعل ابن مالك ولم أجد أحدا من متقدمي النحويين تعرض لمسألة اشتراط صحة الرواية باللفظ.
الثاني أن هذا الخلاف إنما هو في إثبات الحكم النحوي، أما إثبات المعنى اللغوي لكلمة من كلمات العربية فلم أجد من اشترط صحة الرواية باللفظ، ومعلوم أن علماء اللغة رووا معاني الكلمات بحسب فهمهم من أهل اللغة وهو مجال فسيح للرواية بالمعنى.
ثم إن إطباق أهل اللغة على معنى الكلمة كاف في إثبات أن الأمر كان شائعا بحيث لم يكن الأمر يحتاج فيه لإثبات رواية، فهو عندي مثل معنى كلمة الشمس، وإنما تحتاج الكلمة إلى شاهد لغوي إن لم تكن شائعة معروفة.
ـ[أبو حازم]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 12:08 ص]ـ
:::
سلام عليك
تقول
فأود أن تعلم أمرين بشأن الاستشهاد بالحديث أولهما أن ما نسبته لجمهور النحويين من اشتراط صحة الرواية باللفظ يحتاج إلى تحقيق فقد استشهد النحويون بالحديث وأولهم سيبويه ولكن لم يكثروا من الاستشهاد به كما فعل ابن مالك ولم أجد أحدا من متقدمي النحويين تعرض لمسألة اشتراط صحة الرواية باللفظ.
وأقول قد ذكر أبو حيان في شرح التسهيل ما معناه أن ابن مالك قد أكثر من الاستدلال بالحديث على غير طريقة النحاة الأولين
ثم ذكر السببين اللذين من أجلهما ترك النحاة الأولون الاستدلال بالحديث على مسائل النحو خاصة ومسائل العربية عامة
الأول أن أهل الحديث قد جوزا الرواة بالمعنى
الثاني أن من رواة الحديث من هو أعجمي لا يقيم لسان العرب حق إقامته
فمن أجل ذلك لا يستدل بالحديث حتى يعلم أنه أتى بطريق صحيح تفيد العلم أنه من لفظ الرسول:=
قلت توجيه أبي حيان مقبول غير أنه يؤخذ عليه نسبة الرواية بالمعنى إلى أهل الحديث كلهم وليس الأمر كما زعم، فإنه لم ير الرواية بالمعنى إلا طائفة منهم على تشدد وتحفظ واشتراط تراه في مواضعه
والسواد الأعظم والجم الغفير يرون وجوب الرواية باللفظ لذلك تراهم يتحفظون في نقل ألفاظ الحديث وصيغه التي أتى بها ورواياته لا سيما الشيخان البخاري ومسلم
فإن كان الحديث مما هذا شأنه فلا خلاف في جواز الاستدلال به على مسائل اللغة ولكن ليس منه أثرك الذي ذكرته عن ابن مسعود
وحاصل الجواب أنه يحتمل أن يكون أحد رواة الأثر قد بدل مكان الحرف الكلمة فيحتمل أن يكون الأثر "كلام الله سبع وسبعون ألف حرفا "
وتقول
الثاني أن هذا الخلاف إنما هو في إثبات الحكم النحوي، أما إثبات المعنى اللغوي لكلمة من كلمات العربية فلم أجد من اشترط صحة الرواية باللفظ، ومعلوم أن علماء اللغة رووا معاني الكلمات بحسب فهمهم من أهل اللغة وهو مجال فسيح للرواية بالمعنى.
وأقول لا فرق بين إثبات مسائل اللغة ومسائل النحو فكلها يدخلها الاحتمال الذي ذكرت
وإن كنت ترى استدلال اللغويين الأولين من غير اشتراطٍ حجةً فهم كانوا حديثي العهد بالعرب ولعلهم شافهوهم وليس مثلك أنت لما أتيت بأثر ابن مسعود تستدل به على إثبات لغة
فلو كان الذي استدل به ابن الأعرابي أو الأصمعي أو سيبويه وأضرابهم لقلنا نعم
وتقول
ثم إن إطباق أهل اللغة على معنى الكلمة كاف في إثبات أن الأمر كان شائعا بحيث لم يكن الأمر يحتاج فيه لإثبات رواية، فهو عندي مثل معنى كلمة الشمس، وإنما تحتاج الكلمة إلى شاهد لغوي إن لم تكن شائعة معروفة.
وأقول أين هذا الإطباق الذي زعمت، ألا ترى أنها دعوى كبيرة لا تستطيع أن تقوم بحقها، وأنت لم تأت إلا بأثر عن صحابي لا تدري ما صحته
وفي المقابل تجد الكلام الكثير المتواتر عن العرب في استعمالها الكلمة بمعنى الجملة التامة
فلو كان الاستعمال الذي زعمت شائعا فأين هو في كلام العرب
¥