تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 09:10 م]ـ

الظاهر من كلام سيبويه في نحو: هو زيد معروفا، أن هو ليس ضميرا للشأن وإنما هو ضمير للشخص المتحدث عنه، كما تقول: أنا زيد معروفا، فلا فرق بين هو وأنا في مثل هذا، فكما أن أنا لا يصح أن يكون ضميرا للشأن كذلك هو ليس ضميرا للشأن، وعليه أرى أن هو في قوله تعالى: قل هو الله أحد ليس للشأن كما هو مشهور، وإنما هو ضمير عائد للرب تبارك وتعالى، فقد روي عن ابن عباس أن قريش سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم ربه تبارك وتعالى، فنزلت هذه السورة، أي: ربي هو الله، هو أحد، فهو مبتدأ، والخبر لفظ الجلالة، وأحد خبر لمبتدأ محذوف.

وها هنا أيضا هو ضمير يعود للمتحدث عنه وهو الحق، فكأن المخاطب كان يجهل حقيقة الحق من حيث إن الباطل كثيرا ما يصول ويجول، فقيل: الحق هو الحق ماحقا للباطل بعد ما يظن أنه غفوة، فيغفو هنا ليس المراد به الانتقاص من الحق ولكنه أورده على ما يظنه الجاهل من أمره، أو أورده إظهارا لقوة الحق وأنه غير مبال بالباطل فهو يغفو لعلمه أن الباطل ليس ذا شأن عنده، فما هي إلا نهضة منه فإذا الباطل زاهق، فالسياق للمدح، والجملة في مثل هذا السياق الذي يراد منه المدح أو الفخر أو عكس ذلك في محل نصب حال.

هذا والله أعلم.

السلام عليكم

بوركت أستاذنا الحبيب

نعم لقد أجاز سيبويه " هو زيد معروفا "

وقد شرط سيبويه في مثل هذا المثال أن يكون الحال مما يؤكّد الخبر , أي أن يصلح المعروف تعريفا وتأكيدا لزيد

فلو قلت: هو الحق معروفا أو بيّنا أو معلوما .... لصح ذلك , لأنّ " معروفا ومعلوما وبيّنا مما يؤكد الحق ويوضحه ويعرّفه

لذلك لم يجز سيبويه أن تقول: هو زيد منطلقا

لأن "منطلقا" ليس مما يؤكّد صاحب الحال وهو زيد

وهذا يعني أنّك لا تستطيع أن تؤكّد الخبر في مثل هذه الأمثلة التي تسند إلى الأسماء المبهمة بأي حال كان

والسؤال هنا: هل " يغفو" مما يؤكد الحال في هذا النوع من الجمل الخبريّة المسندة إلى الاسم المبهم (هذا , هو .... )؟

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 09:28 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

مرحبا بالحبيب أبي العباس

في البداية أشير إلى الفرق بين هو وهذا، حيث يجوز أن يقال: هذا زيد منطلقا، ولا يجوز: هو زيد منطلقا، ولكن لا بد أن يكون الحال مما يمدح به أو يذم أو يعظم أو يحقر ..

أما ما في البيت، فالحال ليس جملة يغفو وحدها وإنما هو مضمون الجمل كلها فكأنه قال: هو الحق هادما للظلام ولو بعد غفوة ..

مع التحية الطيبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير