تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمدِ لله

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 07:23 م]ـ

أكثر ما تسمع من العامة قولهم (الحمدِ لله) بكسر الدال، وليس هذا من ابتداع العامية بل هو استعمال قديم قرئ به القرآن، ونسبت القراءة إلى أهل البدو، وبني تميم، وبعض غطفان. وذلك السعي المبكر الذي اتصل إلى يومنا هذا هو سعي للخفة، وهو ما أدركه بذكاء الفراء (معاني القرآن، ص3) وعبر عنه تعبيرًا موفقًا، قال: "وأما من خفض الدال من (الحمدِ) فإنه قال: هذه كلمة كثرت على ألسن العرب حتى صارت كالاسم الواحد؛ فثقُل عليهم أن يجتمع في اسم واحد من كلامهم ضَمّةٌ بعدها كسرة، أو كَسْرَةٌ بعدها ضَمّة، ووجدوا الكسرتين قد تجتمعان في الاسم الواحد مثل إِبِل؛ فكسروا الدال ليكون على المثال من أسمائهم". وما ذكره الفراء يعني أنّ الضمة التي هي علامة الرفع ماثلت كسرة اللام في (لله) فصارت كسرة مثلها تجنبًا للثقل الذي يهبه تتابع ضمة وكسرة، واتباعًا لمثل تتابع فيها الحركتان المثلان. وهذا التغيير هو ما عرف بالإتباع، قال ابن الشجري (أماليه، 2: 368): "ألا ترى أنهم قد أتبعوا حركة الإعراب حركة البناء في قراءة من قرأ ?الحَمْدِ لِلَّهِ? [الفاتحة:1] بكسر الدال، وكذلك أتبعوا حركة البناء حركة الإعراب في قراءة من قرأ ?الحَمْدُ لُلَّهِ? بضم اللام، وكذا أتبعوا حركة البناء حركة الإعراب في نحو: يا زيدَ بنَ عمرٍو، في قول من فتح الدال من زيد".وكان يمكن الاكتفاء بما ذكره الفراء من التفسير الصوتي الصحيح؛ غير أنَّ النحويين ذهبوا غير مذهب في النظر إلى هذه الكسرة، فذهب الأخفش (معاني القرآن،1: 9 - 10) إلى أنها حركة بناء كما يبنى المنادى المفرد على الضمّ، قال: "وقال بعض العرب: الحمدِ لِلهِ، فكسره؛ وذلك أنه جعله بمنزلة الأسماء التي ليست بمتمكنة، تُحرَّك أواخرها حركة واحدة لا تزول عنها، حيثُ ... فشبهوا الحمد وهو اسم متمكن في هذه اللغة بهذه الأسماء التي ليست بمتمكنة؛ كما قالوا: يا زيدُ". وأما جمهرة النحويين المتأخرين فيذهبون إلى تقدير الإعراب على الدال (ابن الناظم، شرح الألفية، ص413)؛ لأنهم يرون هذه الحركة (الكسرة) غير مجتلبة بعامل فليست بحركة إعراب (الفاكهي: شرح الفواكه، ص7)، قال أبو حيان (البحر المحيط، 1: 131): "ويكون الإعراب إذ ذاك، على التقديرين، مقدرًا منع من ظهوره شغل الكلمة بحركة الإتباع". وقال السيوطي (الهمع، 1: 69 - 70): "الخامسة: المتبع، نحو (الحمدِ لِله) بكسر الدال، قيل إنه واسطة. والصحيح أنه معرب تقديرًا، بمعنى أنه قابل للإعراب، وقيل إنه مبني، وبه جزم ابن الصائغ".

الذي نراه أدنى إلى الصواب أن الكسرة ليست للبناء ولا هي واسطة، بل هي علامة الإعراب الظاهرة ولكنها غُيّرت من الضم إلى الكسر للمماثلة أو للتجانس حسب تعبير السمين (الدر المصون، 1: 41). وهذا التغير الصوتي نجده في حركة الضمير تقول (لَهُ) بالضم ولكن تكسر في (بِهِ). وإنّه من التكلف الذي لا حاجة إليه تقدير حركة إعراب بسبب تغير صوتها ليس إلا.

ـ[سيف أحمد]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 08:36 م]ـ

جزاك الله خيرا أستاذنا العزيز , نحن نستفيد كثيرا من علمكم

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 11:21 م]ـ

جزاك الله خيرا أستاذنا العزيز , نحن نستفيد كثيرا من علمكم

أخي الحبيب سيف أحمد

بارك الله بك وحفظك ورعاك، كلماتك الطيبة تبهجني.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 08:28 ص]ـ

أستاذنا أبا أوس

جزاك الله خيرا على ما تُقدم من علم في هذه الشبكة المباركة

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 08:59 ص]ـ

أستاذنا أبا أوس

جزاك الله خيرا على ما تُقدم من علم في هذه الشبكة المباركة

أخي الحبيب طارق

وجزاك عني الخير لكلماتك ودعائك الطيب. وفقك الله ورعاك وحفظك.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 11:33 ص]ـ

السلام عليكم

ما أجمل ما تأتينا به من اللطائف أستاذنا الفاضل العزيز

دمت لنا ذخرا ونفعنا الله بعلمك

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 01:46 م]ـ

بارك الله في علمكم أستاذنا الكريم، ويعلم الله أننا ننتظر المجلة الثقافية كل خميس لنستمتع بأطروحاتك المباركة.

دمت ذخرًا للعربية وأبنائها،،

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 05:04 م]ـ

في البداية أحب أن أسجل إعجابي بما يطرحه أستاذنا الفاضل الشمسان , وأنا أتابع مقالاته

وأجد بعد كل قراءة له سؤالا يدور في ذهني , وخير معلم من يثير الأسئلة

ثقلت الضمة قبل كسر

وخفت الكسرة بعد كسر

لأنهم - العرب - لم يكسروا في النصب

فهل سمع عنهم:

إن الحمدِ لله؟

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 05:23 م]ـ

السلام عليكم

ما أجمل ما تأتينا به من اللطائف أستاذنا الفاضل العزيز

دمت لنا ذخرا ونفعنا الله بعلمك

أخي أبا العباس

ما أسعدني بإطلالتك وتشجيعك المستمر.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 05:24 م]ـ

بارك الله في علمكم أستاذنا الكريم، ويعلم الله أننا ننتظر المجلة الثقافية كل خميس لنستمتع بأطروحاتك المباركة.

دمت ذخرًا للعربية وأبنائها،،

أخي الحبيب ابن بريدة

وما أسعدني بك وبأمثالك من المحبين المشجعين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير