[تقدم الضمير المتصل على الاسم]
ـ[القيرواني]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 04:55 م]ـ
أحبتي
إذا قلنا مثلاً
لا تفتح فمك .. فإنه كاد أن يقتلني كلامك
في المثال السابق
نجد أن الهاء في (إنه) تقدمت على اسمها (كلام)
فهل يجوز أن يتقدم الضمير المتصل على الاسم
أم أنه يجب أن ينسب إلى ما قبله (فم)
مع العلم أنني أريد الهاء ضميراً لـ (كلام)
وشكراً لكم
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 06:56 م]ـ
السلام عليكم
لعلك تقصد أخي:
هل يجوز أن يعود الضمير على اسم متأخّر؟
وأراك تعيد الضمير المتّصل في " إنّه " إلى الاسم المتأخّر "كلامك"
وليس الأمر كما تقول
أمّا الضمير المتّصل هنا الواقع اسم إنّ فهو ضمير الشأن , وضمير الشأن لا يعود على شيء لا قبله ولا بعده , سميّ الشأن لأنّه بمعنى الشأن كأنك تقول:
والشأن أنّ كلامك كاد أن يقتلنني
وضمير الشأن يأتي قبل جملة اسميّة أو فعليّة يكون هو المبتدأ والجملة بعده خبرا
وقد يأتي اسما لناسخ كما في شاهدنا , ومثله قوله تعالى:
"إنّه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"
أمّا عن جواز عود الضمير إلى متأخر رتبة ومكانة فلا يصح إلاّ بشروط حدّدها النحاة منها أن يكون الاسم المتأخّر بدلا
وأن يكون المتأخر لفظا متقدّما مكانة كما في قول الشاعر:
جاء الخلافة أو كانت له قدرًا …كما أتى ربَّهُ موسى على قدر
فالضمير في " ربه" يعود على موسى
وجاز ذلك لأنّ موسى متأخر لفظا لكنّه متقدّم رتبة لأنّه فاعل والفاعل متقدّم على المفعول في الرتبة (الترتيب) , وموسى هنا بدل من الضمير
وإليك ما جاء في كتاب النحو الوافي حول هذه المسألة:
"عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة:
عرفنا المواضع التى يكون مرجع الضمير فيها لفظًا متقدمًا، ومعنويًّا كذلك. غير أن هناك حالات يجب فيها عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة؛ لحكمة بلاغية. وتسمى: "مواضع التقدم الحكمى" وأهمها ستة:
1 - فاعل نعم وبئس وأخواتهما، إذا كان ضميرًا، مستتراً، مفردًا، بعده نكرة تفسره؛ أى: تزيل إبهامه، وتبين المراد منه؛ (لأنه لم يسبق له مرجع ولذا تعرَب تمييزًا)؛ نحو: نعم رجلا صديقنا. فنعم فعل ماض، فاعله ضمير مستتر تقديره؛ هو يعود على "رجلا".
واختار
- الضمير المجرور بلفظه: "رُب". ولا بد أن يكون مفردًا، مذكرًا، وبعدهُ نكرة تفسره (أى: تزيل إبهامه الناشئ من عدم تقدم مرجع له، وتوضح المقصود منه، ولذا تعرب تمييزًا) نحو: ربه صديقًا؛ يعين على الشدائد. فالضمير "الهاء" عائد على "صديق". وإنما دخلت "ربّ" على هذا الضمير - مع أنها لا تدخل إلا على النكرات - لأن إبهامه بسبب عدم تقدم مرجعه مع احتياجه إلى ما يفسره ويبينه، جعله شبيهًا بالنكرة.
3 - الضمير المرفوع بأول المتنازعين؛ مثل: يحاربون ولا يَجْبُنَ العرب. فالضمير فى: "يحاربون" (وهو الواو) عائد على متأخر (وهو العرب). (وأصل الكلام: يحارب ولا يجبن العرب): فكل من الفعلين يحتاج إلى كلمة: "العرب" لتكون فاعلا له وحده، ولا يمكن أن يكون الفاعل الظاهر مشتركًا بين فعلين. فجعلناه فاعلا الثانى، وجعلنا ضميره فاعلا للأول.
4 - الضمير الذى يبدل منه اسم ظاهر ليفسره؛ مثل: سأكرّمه ... السَّبّاقَ فكلمة: "السَّبّاق" - بدل من الهاء، وجاءت بعدها لتفسرها. ومثل: احتفلنا بقدومه ... الغائبِ. فالغائب بدل من الهاء؛ لتوضحها.
5 - الضمير الواقع مبتدأ، وخبره اسم ظاهر بمعناه، يوضحه، ويفسر حقيقته؛ فكأنهما شىء واحد من حيث المعنى. مثل: هو النجم القطبى؛ أتعرف فائدته؛ فكلمة "هو" مبتدأ، خبره كلمة النجم المتأخره عنه.
6 - ضمير الشأن، والقصة، مثل: إنه؛ المجد أمنية العظماء - إنها رابطة العروبة قوية لا تنفصم. فالضمير فى "إنه" و "إنها" ضمير الشأن أو القصة ...
ومن كل ما سبق نعلم أن ضمير الغائب لا بد أن يكون له مرجع؛ وهذا المرجع - إن كان لفظيًّا أو معنويًّا - يتقدم عليه وجوبًا. وإن كان حكميًّا يتأخر عنه وجوبًا."
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 07:29 م]ـ
وهذا مبحث من كتاب معجم القواعد العربيّة للدقر:
" الضميرُ وعَوْدَهُ على مَتَأخرٍ لفظاً ورتبة:
الأصلُ ألاّ يَعُودَ الضميرُ على مُتأخِّر لفْظَاً (أما أن يعود على متأخر لفظاً فقط فجاز في جميع الأحوال نحو "في داره زيد" فالهاء تعود على زيد في اللفظ في الرتبة، فرتبة زيد التقديم لأنه مبتدأ). ورتبةً ("الرتبة" هي أن الأصل في الفاعل ونائبه التقدم على المفعول به، والمبتدأ مقدم على الخبر، ورتبته الجار والمجرور والظرف بعد المفعول به، ومثل ذلك اسم "إن" و "كان" وهكذا.)، وقد يعودُ، وذلك إذا كانَ الضميرُ مُبْهَماً محْتَاجاً إلى تَفْسيرٍ وذلك في خمسِ مَسَائل:
(1) أن يَكُونَ مُبْدلاً منه الظاهر المُفَسِّر له نحو "أَكْرَمْتَه إيَّاكَ" ومما خَرجوا على ذلك "اللهم صلِّ عليه الرؤوفِ الرحيم".
(2) تمييزه، وذلك من باب " نعم رجلاً " (ففي نعم ضمير مستتر هو الفاعل ويعود على "رجلاً " والتقدير: نعم الرجل رجلاً، ورجلاً هو التمييز) و "ربَّهُ رجلاً".
(3) أن يكونَ مخبراً عنه فيُفَسِّره خبرُه، نحو {إنْ هِيَ إلاّ حَيَاتُنا الدُّنْيَا} (الآية "29" من سورة الأنعام "6"). ومنه "هي النَّفْسُ تَحمِل ما حُمِّلت".
(4) أن يكونَ خبرُه الجملةَ وهو ضَمِيرُ الشَّأن والقصَّة، ويجوزُ فيه التأنيثُ والتذكير،
(=ضمير الشَّأْنِ والقصة).
(5) أنْ يكونَ مُتَّصِلاً بفاعِلٍ مُقدَّم، ومُفسَّراً مَفعولٌ مُؤخَّر كـ "نَصحَ والدُه محمداً " وعليه قول حسان بن ثابت:
ولو أنَّ مجْداً أخلَد الدهرَ واحداً * من الناسِ أَبْقَى مجدُه الدهرَ مُطْعِما
ونحو قول الشاعر:
كَسَا حِلمُه ذَا الحِلْمِ أثْوابَ سَؤْدُدٍ * ورقّى نَدَاه ذَا النَّدَى في ذُرَى المجدِ"
¥