[سؤال للنحاة]
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال:
يقول أبو حيان في قوله تعالى: (يسألونك عن الأنفال): "وينبغي أن تحمل قراءة من قرأ بإسقاط (عن) على إرادتها؛ لأن حذف الحرف، وهو مراد معنى، أسهل من زيادته لغير معنى غير التوكيد"
- هل لما قاله أصل لدى النحاة المتقدمين؟
- وهل يسوغ الاعتراض بقولهم أن عدم التقدير أولى من التقدير؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 05:58 ص]ـ
في الدرّ المصون؛ لابن السمين الحلبيّ:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لأَنْفَالِ قُلِ ?لأَنفَالُ للَّهِ وَ?لرَّسُولِ فَ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لأَنْفَالِ}: فاعل "يَسْأل" يعود على معلوم، وهم مَنْ حَضَرَ بَدْراً. و "سأل" تارةً تكونُ لاقتضاء معنى في نَفْسِ المسؤول فتتعدَّى بـ "عن" كهذه الآية، وكقول الشاعر:
سَلي إنْ جَهِلْتِ الناسَ عنَّا وعنهمُ * فليس سواءً عالمٌ وجَهولُ
وقد تكون لاقتضاء مالٍ ونحوه فتتعدَّى لاثنين نحو: "سألت زيداً مالاً".
وقد ادَّعى بعضُهم أن السؤالَ هنا بهذا المعنى، وزعم أن "عَنْ" زائدةٌ، والتقدير: يسألونك الأنفالَ، وأيَّد قولَه بقراءة سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وعلي بن الحسين وزيدٍ ولدِه ومحمد الباقر ولدِه أيضاً وولده جعفر الصادق وعكرمة وعطاء: "يسألونك الأنفالَ" دون "عن". والصحيحُ أن هذه القراءةَ على إرادةِ حرفِ الجر.
وقال بعضهم: "عن" بمعنى "مِنْ". وهذا لا ضرورةَ تدعو إليه.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال:
يقول أبو حيان في قوله تعالى: (يسألونك عن الأنفال): "وينبغي أن تحمل قراءة من قرأ بإسقاط (عن) على إرادتها؛ لأن حذف الحرف، وهو مراد معنى، أسهل من زيادته لغير معنى غير التوكيد"
- هل لما قاله أصل لدى النحاة المتقدمين؟
- وهل يسوغ الاعتراض بقولهم أن عدم التقدير أولى من التقدير؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي الحبيب ليس الكلام هنا عن إسقاط الجار مطلقا، فيعترض بأن عدم التقدير أولى، وذلك لاختلاف المعنى مع حرف الجر هنا عنه بغيره على الوجه التالي:
الفعل سأل يتعدى بنفسه لمفعولين، ويتعدى لمفعول واحد وللآخر بالجار، والمعنى مختلف.
لو قلت: سألت أبا حاتم سيارته.
فالمعنى طلبت منه أن يعطيني سيارته
أما سألت أبا حاتم عن سيارته.
فالمعنى استفسرت منه عن سيارته، أي أباعها أم لا؟ أأصلحها أم لا؟ ... ولكني لم أطلب منه أن يعيرني إياها.
فلو جاء في كلام فصيح مثلا: سألت زيدا أباه، أو زوجه، أو ولده. أيعقل أن يقال أنه طلب منه أن يعطيه أباه أو زوجته أو ولده؟ كلا. لذا يحمل هنا على نزع الخافض، فتقدر عن لإقامة المعنى الصحيح.
لو عدنا إلى الآية الكريمة أول سورة الأنفال.
وردت هذه الآية بروايتين: " يسألونك عن الأنفال ... " ولا إشكال فيها؛ لأن المعنى يسألونك كيف ستوزع الأنفال؟ أبالتساوي؟ أللفارس كما للراجل؟ أللرسول المرباع كما كان للقائد في الجاهلية؟ .... وهكذا.
وأما الرواية الأخرى، فـ " يسألونك الأنفال ... " وظاهرها تعدي سأل لمفعولين بنفسه، فيكون المعنى الظاهر .. (يطلبون منك إعطاءهم الأنفال) وهذا لا يستقيم لا معنى ولا واقعا، فهم لم يفعلوا ذلك. لذا يجب تقدير عن حتى يتغير معنى سأل من طلب الإعطاء إلى استفهم أو استفسر.
وتقدير الجار بعن لا بمن لأن (من) تفيد التبعيض ولا تغير معنى الطلب في سأل، فلو قدر (يسألونك من الأنفال .. ) أي يطلبون منك أن تعطيهم بعض الأنفال، وكأنه صلى الله عليه وسلم - وحاشاه - استأثر بالأنفال لنفسه فطلبوا بعضها.
أرجو أن يكون كلامي ساعد في تو ضيح الصورة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 01:43 م]ـ
شكر الله لكما، وبارك فيكما
أفدت منكما، واسمح لي أخي الكريم أبو عبد القيوم أن أعقب على قولك:
وأما الرواية الأخرى، فـ " يسألونك الأنفال ... " وظاهرها تعدي سأل لمفعولين بنفسه، فيكون المعنى الظاهر .. (يطلبون منك إعطاءهم الأنفال) وهذا لا يستقيم لا معنى ولا واقعا، فهم لم يفعلوا ذلك. لذا يجب تقدير عن حتى يتغير معنى سأل من طلب الإعطاء إلى استفهم أو استفسر.
وتقدير الجار بعن لا بمن لأن (من) تفيد التبعيض ولا تغير معنى الطلب في سأل، فلو قدر (يسألونك من الأنفال .. ) أي يطلبون منك أن تعطيهم بعض الأنفال، وكأنه صلى الله عليه وسلم - وحاشاه - استأثر بالأنفال لنفسه فطلبوا بعضها.
يستند القائلون بهذا المعنى أي: أن السؤال بمعنى الطلب من الغنيمة إلى حديث سعد بن أبي وقاص حينما طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن ينفله سيفا.
كما أنهم يؤولون حديث اختلاف الفتيان والشبان على غنيمة بدر بطلبهم من الرسول منها اعتمادا على بعض الزيادات في الروايات.
أحببت أن أبين دليلهم في هذا، وإن كان الأعلى عندي أن السؤال هنا سؤال استعلام في كيفية القسمة لقرائن التركيب والسياق والأقرب من سببي النزول.