ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 12:27 م]ـ
يشترط كثير من النحاة في الفعل الذي يأتي بعد (كلما) أن يكون ماضياً. أول من ذكر هذا الاشتراط هو العلامة السيوطي في الهمع نقلاً عن العلامة أبي حيان. وبعد السيوطي نجد أن كثيرًا من النحاة قد نقل عبارته وكرر شرطه دون الرجوع إلى من نقل عنه (أعني أبا حيان نفسه). فلقد رجعت إلى عبارة أبي حيان في تفسيره البحر المحيط فوجدته يذكر أن ورود الفعل الماضي بعد (كلما) غالب، ولم يقل (واجب). كما وجدت العلامة ابن هشام في المغني يذكر أن الغالب في الفعل بعد (كلما) أن يكون ماضياً. ولم يقل بالوجوب. وقد وجدت عبارة في كتاب سيبويه نقلاً عن أحد شيوخه يورد فيها فعلاً مضارعاً بعد (كلما). إضافة إلى عبارات أخرى في كتب أخرى تراثية يرد فيها المضارع بعد (كلما).
فهل يجوز أن نقول: كلما يذاكر الطالب ينجح؟ أفيدوني يرحمكم الله.
أخي عبد الرحمن،
يشترط كثير من النحاة في الفعل الذي يأتي بعد (كلما) أن يكون ماضياً ...
هذا هو الصواب ... وهذه هي القاعدة ... وما خرج عنها فإنه يكون خروجا عن القاعدة، وخروجا عن مقتضى الظاهر، ولا يجوز إلا على التقدير أو لسبب بلاغي آخر إن كان القائل مشهودا له بالفصاحة.
وكأن الرَّعْدَ فحلُ لِقَاح ... كلما يُعْجِبُهُ البرق صاحَا
التقدير: كلما أعجبه
نَعْلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ ** بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا
التقدير: كلما نمى
كُلَّما توعِدُني تُخْلِفُني ** ثُمَّ تَأتي حينَ تَأتي بِعُذُر
التقدير: كلما وعدتني
جُلْمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ ** فَلَّ المُشَرْجَعُ مِنها كُلَّما يَقَعُ
التقدير: كلما وقع
تكاد العُلاة الجَلْس منهن كلما ** ترمرمُ تُلقِي بالعَسِيب قَذَالَها
التقدير: كلما رمرمت
وأما الأمثلة الأخرى فهي مطابقة للقاعدة:
صَهباءُ تَبني حَباباً كُلَّما مُزِجَت ** كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ يَتلوهُ عِقيانُ
التقدير: صَهباءُ تَبني حَباباً كُلَّما مُزِجَت كان الحباب كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ يَتلوهُ عِقيانُ
يَخْشَيْنَهُ كُلَّما ارتَجَّت هَماهِمُهُ ** حَتّى تَجَشَّمَ رَبْوًا مُحْمِشَ التَعَبِ
التقدير: كُلَّما ارتَجَّت هَماهِمُهُ يَخْشَيْنَهُ
تَخالُ حَتْمًا عَلَيها كُلَّما ضَمَرَتْ ** مِنَ الكَلالِ بِأَن تَستَوفِيَ النِّسعا
إِذا حارَبَ الحَجّاجُ أَيَّ مُنافِقٍ ** عَلاهُ بِسَيفٍ كُلَّما هُزَّ يَقْطَعُ
بانَ الخَليطُ بِرامَتَينِ فَوَدَّعوا ** أَو كُلَّما رَفَعوا لِبَينٍ تَجزَعُ
وَما لِفؤادي كُلَّما خَطَرَ الهَوى ** عَلى ذاكَ فيما لا يواتيهِ يَطمَعُ
إِذا زُرتُ نُعْمًا لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ ** لَها كُلَّما لاقَيْتُها يَتَنَمَّرُ
يَجري عَلَيها كُلَّما اغتَسَلَتْ بِهِ ** فَضْلُ الحَميمِ يَجولُ كَالمَرْجانِ
التقدير: كلما اغتسلت يجري عليها
أَلا لَيتَ سَلمى كُلَّما حانَ ذِكرُها ** تُبَلِّغُها عَنّي الرِياحُ النَوافِحُ
فَلَو كانَت إِذا احْتَرَقَتْ تَفانَتْ ** وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَتْ تَعودُ
فَيا لَيتَ أَنّي كُلَّما غِبتُ لَيلَةً ** مِنَ الدَهرِ أَو يَوْمًا تَراني عُيونُها
وَطالَ امتِراءُ الشَوقِ عَينِيَ كُلَّما ** نَزَفتُ دُموعًا تَسْتَجِدُّ دُموعُ
ـ[عبدالرحمن الداخل]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 12:31 م]ـ
شكر الله لك أخي الأخفش ما أفدتنا به
ـ[عبدالرحمن الداخل]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 12:34 م]ـ
أثابك الله أخي منذر.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 04:33 م]ـ
السلام عليكم
أنقل بعض ما جاء في كلام عن د. محمد عبدالخالق عضيمة في كتابه: " دراسات لأسلوب القرآن ":
شابهت " كلما " أدوات الشرط لما فيها من العموم والاستغراق،، ولا تدخل إلا على الجملة الفعلية وغالب ما توصل به الفعل الماضي ونقل أبو حيان - في النهر - قلة مجي المضارع بعدها كما في قول الشاعر:
علاه بسيف كلما هز يقطع.
وقد عطف على الجواب مضارع في قوله تعالى: {كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقًا كذبوا وفريقًا يقتلون} (هذا على تقدير نيابة " فريقًا كذبوا " عن الجواب).
وقد قيل: إن {يقتلون} بمعنى قتلوا، وهو مضارع لمناسبة رءوس الآي.
انتهى بتصرف.
قلت: ومن مواضع مجئ المضارع بعد " كلما: وهو قليل، كقول مِسْجاح بن سِباع:
وأفناني ولا يفنَى نهارٌ ** وليلٌ كلما يمضي يعود.
والله تعالى أعلم
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 05:04 م]ـ
إذا كان الغالب في مجيء الفعل بعد كلما ماضيا، فليس معناه عدم الجواز في مجيئه مضارعا وإن كان على قلة .. وفي نظري أنه لا بأس من نفض الغبار عن القليل ما دام صحيحا. وتبقى مسألة الحكم بالغالب شافعة له بأن يتحسس طريقه إلى الاستعمال.
ـ[عبدالرحمن الداخل]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 09:38 م]ـ
أبا عمار الكوفي
خالد المغربي
والله لقد أفدتماني أبلغ إفادة
جزاكم الله عني خير الجزاء
وزادكم بسطة في العلم، ونفع بعلمكم الطلاب أمثالي.
¥