تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أستاذي الفاضل، أحسن الله إلبك ووفقك للخير، أراك في اقتباسك لمشاركتي حذفت " يعمل "، " يؤمن " أليس فيهما ضمير يعود على " من، وهنا أعاد الضمير المفرد، وهو جائز هنا لأن المرجع صالحا للمفرد والجمع، أو أنا أخطأت فانتبه؟

بسم الله.

قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:

أحسنتِ أختي الكريمة ,وأحسن الله تعالى إليكِ ,وبارك فيك.

نعم.

في الفعلين " يؤمن " و " يعمل " ضميرٌ مستكن , وهما يعودان بلا شك يذكر

إلى " من " التي تصلح للجمع من جهة المعنى وللمفرد من جهة المعنى واللفظ ,

ولكني اكتفيتُ بذكر الضمائر البارزة لأمور:

أولاً: أنها هي المبرزة والمبينة للقاعدة لأنها مرئية لا تحتاج إلى تقدير أو عمق

نظر , والأصل في المفتي أن يقدم للسائل ما يتبن به المراد ,ويحصل به

المقصود.

ثانيًا: المثال من شيخ علم شرعي - ولا شك في علمه اللغوي - , ومثل هذه

الأمثلة عندما تقرر من قبل علماء الشرع ينظرون إلى الضمائر البارزة , لأن

هدفهم هو بيان القاعدة , ولا يريدون منه كل ما يريده علماء اللغة.

ثالثًا: لمست من سؤال أخي أنه استشكل المثال , فكان من حنكة المفتي أن

يقتصر على ما يراعي حاله ,ويبين له المقصود دون إلباس أو إشكال جديد ,

وقد رأيت من فقه النفس أن النص على الضمائر البارزة يجلي المقصود , وأن

النص على المستترة قد يوقعه في حرج فاستبعدتها , وهذا ما يسميه علماء الشرع

في باب الفتوى فقه النفس للمفتي (مراعاة حال السائل - تنزيل الفتوى على

ما يلائم حال السائل).

رابعًا: الضمائر في الفعلين " يؤمن " و " يدخل " مستترة , فلا ينتبه إليها

كل أحد ولا سيما وأنها قريبة العهد بمرجعها , فرأيت عدم الجدوى ي النص

عليها.

خامسًا: يذكر علماء التفسير أن التفسير بالمثال لا يدل على الحصر , وهذا

معناه أنني لما أشرت إلى الضمائر البارزة فهي من باب المثال للقاعدة لا لحصر

الضمائر التي تعود إلى " من ".

سادسًا: من المقرر عند الفقهاء في باب الفتوى أن الفتوى لا يؤخذ منها تقرير

علمي , لأنها قد تكون على غير الأصل مراعاةً لحال السائل.

هذا. وقد فصلت لأن الحاجة داعية لذلك ,

وفق الله تعالى للجميع ,ونفعنا بك أيتها الأدوبة الخلوقة.

والعلم لله تعالى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير