ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 10:52 ص]ـ
أستاذ أبو عبد القيوم:
أفهم من كلامك أنه: لتحديد معنى الزيادة في الأفعال لا ينبغي لي أن أضع أكثر من احتمال بل احتمال واحد فقط؟؟؟؟؟؟؟؟
شكر الله لك
نعم أختي الكريمة، ليس كل تضعيف للتكثير أو التعدية، وليست المسألة مجرد حفظ قوالب إن وجدت لزم منها كل ما تدل عليه الزيادة. الضابط هو المعني.
تأملي الأمثلة التالية:
كسَرَ الولد المسطرة.
كسَّر الولد المسطرة.
الفعل كسَّر في الجملة التالية جاء مضعفا، فما المعنى الذي أضافه إلى الجملة الأولى؟ هل هو التعدية؟ كلاَّ فالفعل كسر المجرد متعد أيضا.
هل هو التكثبر؟ نعم
الجملة الأولى يفهم منها أن المسطرة كسرت كسرا واحدا، والجملة الثانية يفهم منها كثرة الكسور.
معنى هذا أن التضعيف هنا للتكثير وليس للتعدية.
الآن انظري إلى البيت: قال الليالي جرَّعتني علقما.
قارني بين جرَّعتني علقما بالتضعيف وبين جرَعتني علقما بدون تضعيف!
أيصح أن أقول (جرعتني علقما)؟ لا يصح.
يمكن أن أقول جرَعت علقما بتعدية جرع لمفعول واحد ولا يمكن أن أعديها لمفعولين.
فما معنى الزيادة (التضعيف) في قوله (جرَّعتني علقما)؟
معناه: جعلتني أجرع علقما. أي عدت الفعل لمفعولين بدلا من مفعول واحد.
هل يمكن أن أقول هنا إن التضعيف أفاد المعنيين كليهما أي التعدية والتكثير؟
لا، لسببين:
الأول: أنه لو أفادت التكثير مع التعدية، فماذا أقول لو أردت التعدية فقط بلا تكثير؟ ما ذا أقول لو عنيت أنها جرعتني مرة واحدة؟ لا شك أن جميع المحاولات ستبوء بالانقطاع.
الثاني: أن التعدية يقينية، والتكثير إن وجد فهو ظني ولا يفهم بلا قرينة، فإن وجدت القرينة فهم التكثير منها لا من زيادة الفعل. وعليه فالقول يكون على اليفيني لا الظني.
وعلى هذا فقيسي في معاني الزيادات، أي النظر إلى الفعل مجردا من الزيادة ومقارنته به مزيدا، فيكون ما زاد في المعنى إنما هو بفعل اليادة في اللفظ.
أرجو أن يكون القصد واضحا.
هذا وبالله التوفيق والسداد
ـ[سيدرا]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأستاذ الفاضل: أبو العبد القيوم
والله يا أستاذنا تعجز الكلمات أن تعبر عن مدى شكري الجزيل لحضرتكم
لقد شرحت ففسرت فوضحت حتى اقتنعت ولم يكن لدي الآن أي قلق تجاه هذه القضية
وهذه ليست المرة الأولى التي أنتفع بها بعلمك الغزير أنت والأساتذة خالد بن سالم - أستاذ سلفي - أستاذة عين الضاد - أستاذة مريم الجزائر
شكر الله لكم ونفع بكم الأمة وجعل لكم عملكم هذا في ميزان حسناتكم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 03:14 م]ـ
لا بقاء إلا لما كان في صلب المسألة دون تعرض إلى شخص المحاور