ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:43 م]ـ
المُطَرِّزي (538 - 610هـ، 1143 - 1213م). أبوالفتح برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيد المطرزي الخوارزمي. عالم من علماء الأدب والنحو في عصره. والمطرِّزي، نسبًة إلى من يُطرِّز الثياب ويرقمها. قال ابن خلكان: ولا أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه أم كان في آبائه من يتعاطى ذلك فنسب له.
ولد المطرِّزي في الجرجانية عاصمة خوارزم في البلدة التي مات فيها أبوالقاسم جارالله الزمخشري. ولذلك قيل له: خليفة الزمخشري، لا سيما وقد كان على طريقته.
نشأ المطرِّزي في مدينته التي ولد فيها وتلقى علومه فيها أيضًا. ولم يرحل في طلب العلم بل اختلف على حلقات الدرس في جرجانية خوارزم، واهتم بدراسة الفقه والنحو واللغة، وأجاد اللغة الفارسية فقرأ ما ألفّه العلماء بالفارسية، وتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، والتزم مذهبه في الفروع. وكان اهتمام المطرِّزي بعلم اللغة والبلاغة كبيرًا دراسة وتدريسًا وتأليفًا، كذلك اهتم بحديث رسول الله ³ واعتمد عليه بالاستشهاد في مؤلفاته، أما النحو فقد أجاد فيه وأُفاد، إلا أن اهتمامه في التأليف لم يكن منصبّاً عليه، فلم يؤلف فيه إلا قليلاً.
وكان والده عبدالسيد من علماء جرجانية، أخذ عنه، وأورد له آراءً في كتبه، وذكر شيئًا من أشعاره.
وفي سنة 601هـ ذهب للحج، ونزل بغداد في طريقه، فكانت له لقاءات مع جماعة من الفقهاء والأدباء، فأخذوا عنه.
كان فقيهًا فاضلاً بارعًا في علوم اللغة وآدابها إلى جانب إجادته اللغة الفارسية، وكان ينظم الشعر، وقد تصدر للإفتاء والتعليم في بلده، فخلَّف آثارًا تشهد بفضله، وذكرًا حسنًا، يدل على ذلك أنه رثي بأكثر من ثلاثمائة قصيدة بعد وفاته، وبعض هذه القصائد بالفارسية.
خلف المطرِّزي آثارًا جليلة في البلاغة واللغة، وألف في النحو كتابًا صغيرًا، سماه المصباح في علم النحو؛ وكان هذا الكتاب محل عناية المتعلمين، وقد اهتم به الشراح حتى بلغت شروحه المعروفة ما يقارب الأربعين. ومن مؤلفاته أيضًا: الإيضاح في شرح مقامات الحريري؛ وهو كتاب كبير الحجم كثير الفوائد. المعرب؛ وهو كتاب مطول في اللغة، واختصره في كتاب أطلق عليه المغرب في ترتيب المعْرب؛ الإقناع لما حُوي تحت القناع، وهو كتاب في اللغة أيضًا، زهر الربيع في علم البديع. وله رسائل في النحو واللغة والبلاغة وشروح لبعض كتب السابقين.
ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:44 م]ـ
الزجّاجي، أبو القاسم عبد الرحمن (؟ - 339هـ،؟ - 950م). عبد الرحمن بن إسحاق، ولد بنهاوند، وهو من أهل الصّيمرة (بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان)، طاف كثيرًا من البلدان، نزل بغداد ولزم الزجّاج حتى برع في النحو، ولكثرة ملازمته للزجاج نسب إليه فلقب بالزجاجي، ثم سكن طبرية، وأمْلَى وحدَّث بدمشق.
كان الزجّاجي شديد الولع بالعلم، فأكثر من الأخذ عن علماء عصره، فإلى جانب أخذه عن الزجّاج، قرأ على أبي جعفر بن رستم الطبري، وأبي الحسن بن كيسان، وأبي بكر بن السراج، وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش، وأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، وأبي موسى الحامض، ومحمد بن العباس اليزيدي، وابن دريد وغيرهم.
وكانت ثقافته نموذجًا من ثقافة عصره، ذلك العصر الذي بلغت فيه الثقافة العربية الإسلامية قمة نضجها ورقيها، وكان الزجّاجي من أكثر علماء عصره طلبًا للعلم، وأكثرهم حرصًا عليه، حتى أن تآليفه اتصفت بالشمول والتنوع، فشملت فنون النحو، والصرف، واللغة، والحروف، والمعاني والعروض والأدب.
وكان أبوالقاسم حسن الطلعة، جميل الهيئة، ويقال: إنه لما صنف كتاب الجُمل لم يضع مسألة إلا وهو على طهارة، وقد ألفه بمكة المكرمة وكان إذا فرغ من باب منه طاف بالبيت. له من الكتب غير كتاب الجمل: كتاب الإيضاح في علل النحو، وشرح كتاب الألف واللام للمازني، وشرح خطبة أدب الكاتب، ومختصر الزاهر؛ المخترع في القوافي؛ الأمالي؛ اللامات؛ معاني الحروف؛ الإبدال والمعاقبة والنظائر؛ شرح رسالة سيبويه؛ مجالس العلماء، وكتب أخرى ومسائل متفرقة.
ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:45 م]ـ
¥