ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا كلام متهافت ولا يقوله من له أدنى دربة بالنحو والنحويين:
أما الفاء فحرف عطف، والاستئناف عطف، فالعطف إما أن يكون عطف مفردات أو عطف جمل أو عطف كلام على كلام وهذا ما يسمى استئنافا.
وليست الفاء وحدها التي تختص بمجيئها بعد همزة الاستفهام، بل تأتي كذلك الواو وثم (فهل هما للتزيين كذلك؟).
وما معنى التزيين؟ وما جدواه؟ أكلما عجز عاجز عن فهم شيء اخترع له لفظا يواري به عجزه أو جهله. أعرف معلما للغة العربية يلجأ إلى مثل ذلك إذا سأله طلابه سؤالا لا يعرف جوابا له؛ يقول للتزيين أو حلية لفظية أو على لغة بني خشعم (لعله يقصد خثعم).
وقد جاءت الواو بعد همزة الاستفهام في مواضع كثيرة من القرآن تربو عن خمسة وثلاثين موضعا، منها:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا
أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ
أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ
أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ
أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
وجاءت كذلك (ثم) بعد همزة الاستفهام في قوله تعالى:
أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ
ومذهب سيبويه وجمهور النحاة أن الهمزة تقدمت على حرف العطف لأصالتها في التصدر، ومذهب الزمخشري ومن تبعه أن العطف على جملة محذوفة بعد الهمزة تقدر بحسب الكلام؛
ففي نحو: أفلا يتدبرون القرآن ... مثلا: أطمست بصائرهم فلا يتدبرون القرآن؟
وفي نحو: أثم إذا ما وقع آمنتم به .... أتكفرون ثم إذا ما وقع آمنتم به،
وفي نحو: أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم .... أمردوا على النكث وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم؟
وأما واو الثمانية، فلم يقل بها إلا ضعاف النحويين، وابن هشام رحمه الله يقول بفساد هذا القول، ويرده:
وها هو ذا قوله في المغني: (وأبلغ من هذه المقالة في الفساد قولُ مَنْ أثبت واو الثمانية، وجعل منها (سبعةٌ وثامنهمْ كلبُهم) وقد مضى في باب الواو أن ذلك لا حقيقة له)
وفي باب الواو فند رحمه الله قول من زعم وجود تلك الواو في مواضع من القرآن، فليرجع إليه هناك، ويستوعب كلامه جيدا قبل الافتراء على الرجل بما هو منه براء.
والله الموفق
ـ[ليلينار]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 04:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يااخي الكريم ومنكم نستفيد افيدونا ولكن بدون تجريح ومن قال لك ان ليس لي دراية بالنحو والنحويين؟؟؟؟؟؟ نعم انا طالبة علم ومازلت في المراحل الاولى من التعليم النحوي
ولايعني ذلك انا لانصيب ونخطي
امل من المعلقين على الموضوع توضيح الخطا وبدون ان نخطئ في حق احد
وهل ولدتك امك عالما بالنحو مباشرة لابد ان لك مواقف مشابهه
وهذا الكلام لم اتي به من عندي وانما اشرت للمصدر شكرا
ـ[ليلينار]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 04:23 م]ـ
أرجو منك أخي الكريم إعراب الواو هذه للضرورة
ـ[ليلينار]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 04:27 م]ـ
إليكم هذا الكلام في هذه المسألة اقتبسته من مشاركة للأستاذ الكريم على المعشي قال فيها:
الأقوال في هذه الواو كثيرة، فقيل حالية على الوجه الذي ذكرتُه، وقيل عاطفة أي أنها عطفت الجملة (ثامنهم كلبهم) على الخبر المفرد (سبعة)، وقيل استئنافية أي بالوقف على (سبعة) فكأن في المعنى تقريرا أي كأن المعنى (نعم وثامنهم كلبهم) وهذا لا دليل عليه أيضا.
والأرجح ـ عندي ـ في هذه الآية وما شاكلها تحديدا ما ذهب إليه الزمخشري من أنها زائدة لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، وقد ترجح هذا ـ كما أرى ـ لاستقامة المعنى بدون الواو، ولضعف وجه الحال كما بينتُ، وللتكلف الظاهر في وجه الاستئناف، ولاضطراب المعنى على القول بعطف الجملة على الخبر إذ يصير المعنى (هم ثامنهم كلبهم).
قلتُ بأن رأي الزمخشري راجح ـ كما أرى ـ في هذه الآية وما شاكلها تحديدا، لأن الزمخشري يعد الواو في مواضع أخرى للصوق ولا أراها إلا حالية نحو الآية التي في المقتبس (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم) ونحو (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها) فالواو في هذه الآيات حالية على المشهور عند أكثر النحاة إذ يجوزون مجيء الحال الجملة المصدرة بالواو من النكرة ما دام العامل حاضرا، وإنما ضعفت الحال في (سبعة وثامنهم كلبهم) لغياب العامل كما فصلتُ.
تحياتي ومودتي.
¥