[قال تعالى: يخرون للأذقان سجدا*]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 09:54 ص]ـ
[قال تعالى: يخرون للأذقان سجدا*]
والأصل في هذه الأية هو الجملة التالية: يخرون سجدا للأذقان، ولكن تقدمت للأذقان وتأخر نائب المفعول المطلق بحسب الأهمية المعنوية، من أجل أمن اللبس، لأن تأخير لأذقانها يجعل السجود من أجل الأذقان ويجعل اللام بمعنى من أجل، ولكن التقديم يجعلها بمعنى إلى او على أذقانها، وفي التقديم غرض معنوي (معنى المعنى) للإيحاء بشدة الذل التي تلحق بهم كما كان في التقديم رعاية للفاصلة أيضا. فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية.
وقال الأعشى: وخرت تميم لأذقانها سجودا لذي التاج في المعمعة
وقد كان في تأخير سجودا اتصال له مع ما بعده، حيث سجدوا لذي التاج أو صاحب التاج.
والله أعلم
ـ[مبارك3]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 01:37 ص]ـ
أستاذي عزام
هلا أوضحت الغرض البلاغي من استخدام حرف الجر (اللام) في (للأذقان) بدل على أو إلى
هل هو لبيان السرعة في الخر؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 08:19 ص]ـ
أخي الفاضل
اللام هنا تفيد الملابسة والإلصاق للإيحاء بشدة الذل حيث تمرّغت أذقانهم بالتراب.
والله أعلم
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 11:25 ص]ـ
الأخ العزيز عزام محمد ذيب الشريدة:
رعاكم الله وسددكم.
ما أجملها من فائدة لغوية, تكشف عن عمق اطلاعكم على مكنون اللغة, أدامكم الله سبحانه وتعالى حماة للغة الضاد, ونفع بعلمكم.
إن التأمل في آي الذكر الحكيم يعمق حس الانتمناء إلى اللغة العربية.
يوجد فيما تفضلتم ببيانه دقة لفظية في اختيار (الأذقان) , والتي تعبر عن قمة الخضوع والتذلل أمام الله سبحانه وتعالى, حيث أنها أقرب شيء من وجه الإنسان, لأن الذقن هنا عبارة عن الوجه, وقد يعبر بالجزء عن الكل, أو عما جاوره.
نقول: خر صريعا لليدين وللفم.
يراد منها أنه خر صريعا على وجهه ويديه, وعبر الفم (الجزء) عن الوجه (الكل).
كذلك فإن في المورد الذي تفضلتم ببيانه إشارة إلى التناوب بين حروف الجر , حيث ناب حرف (اللام) عن حرف الجر (على) لفائدة لغوية.
هناك فائدة بلاغية لإعادة ذكر (ويخرون للأذقان) مرة أخرى في الآية 109 من سورة الإسراء.
(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) - الإسراء: 105 – 109
فتكرار الخرور للأذقان وإضافته إلى البكاء يفيد معنى الخضوع الذي يكون بالبدن, كما أن الجملة الثانية لإفادة معنى الخشوع وهو التذلل الذي يكون بالقلب, أي أنه هناك إشارة إلى الخضوع والخشوع: خضوع الجسد, وخشوع القلب في آن واحد, ولذلك جاء التكرار مرة ثانية ليؤكد هذه الفائدة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 12:07 م]ـ
ورد خطأ كتابي غير مقصود عند كتابة (الانتماء) , والصواب:
إن التأمل في آي الذكر الحكيم يعمق حس الانتماء إلى اللغة العربية.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 09:50 م]ـ
السلام عليكم
عفوا .. أليست (سجدا) حال؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:30 م]ـ
يخرّون---كيف يخرّون؟
يخرّون سجدا---إذن هي حال
وكذلك يخرّون بكيّا---"بكيّا" حال
أمّ لماذا كررت يخرّون للأذقان مرتين---فأقول أنّ الخرور حصل في مرتين--مرة حال سجودهم ومرة حال بكائهم
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 09:51 ص]ـ
الحال يبين هيئة صاحب الحال لحظة وقوع الفعل، والسجود يأتي بعد الخرور، وليس ملازما ومصاحبا له، كقولنا: جاء زيد باكيا، فهو باك لحظة المجيء، ولهذا فاعتبارها نائبا عن المفعول المطلق أولى، وهذا النائب مرادف للمصدر.
والله أعلم
وأترك للإخوان التعليق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 04:22 م]ـ
الزمخشري قال
(قلت: لم كرر يخرون للأذقان؟ قلت: لاختلاف الحالين وهما خرورهم في حال كونهم ساجدين، وخرورهم في حال كونهم باكين)
فهل يعني كلامك أنّ رأيه مرجوح؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 09:15 ص]ـ
أخي جمال:
استشارة:
هل يجوز لي أن أقول: خرّ زيد وهو يسجد ..... إلخ
اما بكيا فهي حال لأن البكاء ملازم للخرور
والله أعلم
وهلا أفدتنا بما قاله غير الزمخشري، مع الشكر الجزيل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 09:48 ص]ـ
أخي عزام
أنا لا أجاريك علما وأدبا----وحقيقة الأمر أنني مستفسر---وقد أشكل علي تعارض قولك مع قول الزمخشري
أما بالنسبة لقولك (خرّ زيد وهو يسجد) فهو لا يقال قولا واحدا--فإذا كنت ستدخل من باب ملازمة الحدث للخرور فلا شك أنّ الصواب إلى جانبك--لأنّ السجود هو آخر الخرور--أشكرك إن أشبعت المسألة بحثا فأنت لها
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:06 ص]ـ
شكرا لك أخي جمال
وفقك الله ورعاك