تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عِلَّةُ إِعْرَابِ الفِعْلِ المُضَارِعِ

ـ[أبومصعب]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 12:17 م]ـ

قَالَ مُحَمَّدٌ مُحْيِ الدِّينِ عَبْدُ الحَمِيدِ رَحِمَهُ الله فِي مِنْحَةِ الجَلِيلِ:

لَمَّا كَانَ الأَصْلُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ فِي الأَسْمَاءِ الإِعْرَابَ؛ فَإِنَّ مَا كَان مِنْهَا مُعْرَبًا فَلاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ إِعْرَابِهِ، لأَنَّ "مَا جَاءَ عَلَى أَصْلِهٍِ لاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّتِهِ"، وَمَا جَاءَ مِنْهَا مَبْنِيًّا يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَائِهِ، وَقَدْ تَقَّدَمَ لِلنَّاظِمِ وَالشَّارِحِ بَيَانُ عِلَّةِ بِنَاءِ الاِسْمِ، وَأَنَّهَا مُشَابَهَتُهُ لِلْحَرْفِ، وَلَمَّا كَانَ الأَصْلُ فِي الأَفْعَالِ عِنْدَهُمْ أَيْضًا البِنَاءُ فَإِنَّ مَا جَاءَ مِنْهَا مَبْنِيًّا لاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَائِهِ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ إِعْرَابِ مَا أُعْرِبَ مِنْهُ وَهُوَ الْمُضَارِعُ،

وَعِلَّةُ إِعْرَابِ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ أَنَّهُ أَشْبَهَ الاِسْمَ فِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَتَوَارَدُ عَلَيْهِ مَعَانٍ تَرْكِيبِيَّةً لاَ يَتَّضِحُ التَّمْيِيزُ بَيْنَهَا إِلاَّ بِالإِعْرَابِ،

فَأَمَّا الْمَعَانِي الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَى الاِسْمِ فَمِثْلُ الفَاعِلِيَّةِ وَالْمَفْعُولِيَّةِ وَالإِضَافَةِ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ: (مَا أَحْسَنَ زَيْدًٌٍ)،

فَإِنَّكَ لَوْ رَفَعْتَ زَيْدًا لَكَانَ فَاعِلاً وَصَارَ الْمُرَادُ نَفْيُ إِحْسَانِهِ،

وَلَوْ نَصَبْتَهُ لَكَانَ مَفْعُولاً بِهِ وَصَارَ المُرَادُ التَّعَجُّبَ مِنْ حُسْنِهِ،

وَلَوْ جَرَرْتَهُ لَكَانَ مُضَافًا إِلَيْهِ، وَصَارَ الْمُرَادُ الاِسْتِفْهَامُ عَنْ أَحْسَنِ أَجْزَائِهِ،

وَأَمَّا الْمَعَانِي الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَى الفِعْلِ فَمِثْلُ النَّهْيِ عَنِ الفِعْلَيْنِ جَمِيعًا أَوْ عَنْ الأَوَّلِ مِنْهُمَا وَحْدَهُ أَوْ عَنْ فِعْلِهِمَا مُتَصَاحِبَيْنِ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ: (لاَ تُعْنَ بِالْجَفَاءِ وَتَمْدَحَُْ عَمْرًا)،

فَإِنَّكَ لَوْ جَزَمْتَ (تَمْدَحْ) لَكُنْتَ مَنْهِيًّا عَنْهُ اسْتِقْلاَلاً، وَصَارَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لَكَ أَنْ تُعْنَى بِالجَفَاءِ وَلاَ أَنْ تَمْدَحَ عَمْرًا،

وَلَوْ رَفَعْتَ (تَمْدَحُ) لَكَانَ مُسْتَأْنَفًا غَيْرَ دَاخِلٍ فِي حُكْمِ النَّهْيِ، وَصَارَ المُرَادُ أَنَّكَ مَنْهِيٌّ عَنِ الجَفَاءِ مَأْذُونٌ لَكَ فِي مَدْحِ عَمْرٍو،

وَلَوْ نَصَبْتَهُ لَكَانَ مَعْمُولاً لأَنْ المَصْدَرِيّةِ وَصَارَ المُرَادُ أَنَّكَ مَنْهِيٌّ عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْجَفَاءِ وَمَدْحِ عَمْرٍو، وَأَنَّكَ لَوْ فَعَلْتَ أَيَّهُمَا مُنْفَرِدًا جَازَ.

ـ[أبومصعب]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 12:25 م]ـ

المرجو من الشرف حذف هذا الموضوع لتكرره

ـ[الأهدل]ــــــــ[27 - 08 - 2005, 08:23 م]ـ

الأستاذ (أبو مصعب) حفظك الله


الْمَعَانِي الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَى الفِعْلِ المضارع مثّل لها النحاة بقولهم
(لا تأكل السمك وتشرب اللبن) وقد نظمها بعضهم في قوله

نصب تشرب نهي عن الجمع @ وجزم نهي عن الإثنين
وإذا ما رفعته فمباح @ لك ثان بغير شك ومين

ومثالك أوضح وإنما ذكرت هذا المثال من أجل البيتين.

ـ[أبومصعب]ــــــــ[29 - 08 - 2005, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم وتعليقكم أخي الكريم الأهدل، وقد أحسنت إذ نبهت على المثال الدارج عند النحاة (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)

بارك الله فيكم ونفع بكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير