تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إضافة ذو إلى اسم الجنس]

ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 03:32 ص]ـ

قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللهُ:

وَاعْلَمْ أَنَّ (ذُو) لاَ تُسْتَعْمَلُ إِلاَّ مُضَافَةً وَلاَ تُضَافُ إِلَى مُضْمَرٍ، بَلْ إِلَى اسْم جِنْسٍ ظَاهِرٍ غَيْرِ صِفَةٍ، نَحْوُ: "جَاءَنِي ذُو مَالٍ"، فَلاَ يَجُوزُ "جَاءَنِي ذُو قَائِمٍ"

قَالَ مُحَمَّدٌ مُحْيِ الدِّينِ عَبْدُ الْحَمِيدِ:

اِعْلَمْ أَنَّ الأَصْلَ فِي وَضْعِ "ذُو" الَّتِي بِمَعْنَى صَاحِبٍ أَنْ يُتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى نَعْتِ مَا قَبْلَهَا بِمَا بَعْدَهَا، وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي شَيْئَيْنِ، أَحَدَهُمَا: أَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَهَا مِمَّا لاَ يَمْتَنِعُ أَنْ يُوصَفَ بِهِ، وَالثَّانِيَ: أَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَهَا مِمَّا لاَ يَصْلُحُ أَنْ يَقَعَ صِفَةً مِنِ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى تَوَسُّطِ شَيْءٍ،

وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَزَمَتِ الإِضَافَةَ إِلَى أَسْمَاءِ الأَجْنَاسِ الْمِعْنَوِيَّةِ كَ (الْعِلْمِ) وَ (الْمَالِ) وَ (الْفَضْلِ) وَ (الْجَاهِ)، فَتَقُولُ: "مُحَمَّدٌ ذُو عِلْمٍ"، وَ"خَالِدٌ ذُو مَالٍ"، وَ"بَكْرٌ ذُو فَضْلٍ"، وَ"عَلِيٌّ ذُو جَاهٍ"، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ لأَنَّ هَذِهِ الأَشْيَاءَ لاَ يُوصَفُ بِهَا إِلاَّ بِوَاسِطَةِ شَيْءٍ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ لاَ تَقُولُ "مُحَمَّدٌ فَضْلٌ" إِلاَّ بِوَاسِطَةِ تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ بِالْمُشْتَقِّ، أَوْ بِوَاسِطَةِ تَقْدِيرِ مُضَافٍ، أَوْ بِوَاسِطَةِ قَصْدِ الْمُبَالَغَةِ،

فَأَمَّا الأَسْمَاءُ الَّتِي يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ نَعْتًا _وَذَلِكَ الضَّمِيرُ وَالْعَلَمُ_ فَلاَ يُضَافُ "ذُو" وَلاَ مُثَنَّاهُ وَلاَ جَمْعُهُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا، وَشَذَّ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سَلْمَى الْمُزنِي الَّذِي سَبَقَ إِنْشَادُهُ:

صَبَحنا الخَزرَجِيَّةَ مُرهِفاتٍ * أَبارَ ذَوي أَرومَتِها ذَوُوهَا

كَمَا شَذَّ قَوْلُ الآخَرِ:

إِنَّمَا يَعْرِفُ ذَا الفَضْ * لَ مِنَ النَّاسِ ذَوُوهُ

وَشَذَّ كَذَلِكَ مَا أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ لِنَفْسِهِ:

أهْنَأُ المعْرُوفِ مَا لمْ * تُبتَذَلْ فِيهِ الوَجُوهُ

إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المعْـ * رُوفَ في النَّاسِ ذَوُوه

وَإِنْ كَانَ اسْمٌ أَوْ مَا يَقُومُ مقَامَهُ مِمَّا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا بِغَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ _وَذَلِكَ الاِسْمُ الْمُشْتَقُّ وَالْجُمْلَةُ_ لَمْ يَصِحّ إِضَافَةُ "ذُو" إِلَيْهِ، وَنَدَرَ نَحْوُ قَوْلِهِمْ: "اِذْهَبْ بِذِي تَسْلَمْ"، وَالْمَعْنَى: اِذْهَبْ بِطَرِيقٍ ذِي سَلاَمَةٍ،

فَتَلَخَّصَ أَنَّ "ذُو" لاَ تُضَافُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: العَلَمُ، وَالضَّمِيرُ، وَالْمُشْتَقُّ وَالْجُمْلَةُ، وَأَنَّهَا تُضَاُف إِلَى اسْمِ الْجِنْسِ الْجَامِدِ، سَوَاءً أَكَانَ مَصْدَرًا أَمْ لَمْ يَكُنْ.

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 08:39 ص]ـ

السلام عليكم، جزاك الله خيرا أبا مصعب، ونفعك ونفع بك، واستكمالا للفائدة، هذا نقل من كتاب أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، رحمه الله، المتوفى سنة 502 هـ، في الغريب من مفردات القرآن، يتعلق بنفس المسألة.

- ذو على وجهين:

أحدهما: يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنى ويجمع، ويقال في المؤنث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلا مضافا، قال: (ولكن الله ذو فضل) [البقرة/251]، وقال: (ذو مرة فاستوى) [النجم/6]،}، وذي القربى {[البقرة/83] (ويؤت كل ذي فضل فضله) [هود/3]، (ذوي القربى واليتامى) [البقرة/177]، (إنه عليم بذات الصدور) [الأنفال/43]، (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) [الكهف/18]، (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) [الأنفال/7]، وقال: (ذواتا أفنان) [الرحمن/48]، وقد استعار أصحاب المعاني الذات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النفس والخاصة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير