ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[06 - 09 - 2005, 11:37 م]ـ
علم النحو ليس بعلم موضوع أي أنه لم يضعه عالم من العلماء ويجب عدم وصفه بهذه الكلمة , برغم مع الأسف أنها موجودة في كتب العديد من العلماء الذين ألفوا فيه وكتبوا عنه إذا فالنحو لم يضعه شخص بعينه أبدا ولم يكن من اختراع أحد , بل هو موجود على ألسنة العرب يتحدثون به في عصور قديمة قبل أن يأتي التأليف ويولد المؤلفون ففي العصر الجاهلي مثلا كان الناس يتحدثون العربية ويطبقون النحو بدون النظر في الكتب والقواعد , ولاحظ أن هذا قبل الإسلام بعصور طويلة , أي قبل عصور الاستقراء والتأليف النحوي وقبل أن يفكر في النحو أصلا. أما إذا كان المقصود بالوضع هو كتابة العلم ووضعه في مؤلفات وكتب ومحاولة إخراجه من المنطوق إلى المكتوب فهذا أمر آخر , وهو صحيح لأن النحو كان منطوقا ثم أصبح مكتوبا بفضل استقراء العلماء وإعمال عقولهم فيه وبذل غاية الجهد في فهمه , وهم بلا شك عباقرة ومعجزات عظيمة والدليل على ذلك هو الواقع حيث أنك تلاحظ اختلافهم ــ أي الكوفيون والبصريون ــ في تسمية المصطلحات فهؤلاء عندما وجدوها أطلقوا عليها اسما خاصا بهم وأولئك عندما وجدوها واستخرجوها من العربية أطلقوا عليها اسما خاصا بهم أيضا , وبذلك يكون قد وجدت عندنا مصطلحات خاصة بعلماء البصرة ومصطلحات خاصة بعلماء الكوفة وهي كما ترى:
علماء البصرة علماء الكوفة
1 - اسم الفاعل 1 - الفعل الدائم
2 - الضمير 2 - المكنى
3 - ضمير الشأن 3 - العماد
4 - المجهول 4 - ضمير الفصل
5 - المفعول فيه أو معه أو له 5 - شبه المفعول
6 - البدل 6 - الترجمة
7 - التمييز 7 - التفسير
فا لنحو كما أتصوره هو أشبه بهيكل مدفون تسابق الناس عليه يحفرون عنه وينقبون فكلما بآن منه جزء و اتضح أطلق عليه أصحابه المنقبون عنه اسما خاصا فتبعهم البعض في تسميته أو خالفوهم وجعلوا له اسما آخر.
يقول الدكتور شوقي ضيف ــ رحمه الله تعالى ــفي استخدام الكوفيون مصطلحات غير ما أشاعه البصريون " الحق أنها مصطلحات أريد بها أو على الأقل بأكثرها مجرد الخلاف على البصرة ". المدارس النحوية.
كل شيء في هذا الكون يسير بقدر وفي حدود لن يتجاوزها أبدا وله أبعاد معروفة يقف عندها ولا يتعداها والنحو وأحد من هذه الأشياء وقد اكتمل اليوم كما تشاهدون وأصبح مرسوم الحدود بين المعالم ولا يمكن لزائد أن يزيد وكما قال صاحب القطر ابن هشام ــ جاد الله قبره بالرحمات ــ في معرض حديثه عن أقسام الكلمة " الكلمة جنس تحته ثلاثة أنواع الاسم و الفعل والحرف والدليل على ذلك انحصار أنواعها في هذه الثلاثة الاستقراء فإن علماء هذا الفن تتبعوا كلام العرب فلم يجدوا إلا ثلاثة أنواع ولو كان ثم نوع رابع لعثروا على شيء منه ". القطر.
إذا فهو أي النحو كان موجودا بكل أبعاده وحدوده وليس لأحد فضل اختراعه أبدا بل له فضل استقرائه وتجليته تسمية مصطلحاته وكتابة قواعده وذكر شواهده وتجلية غوامضه ووضعه في الكتب وإخراجه من بوتقة المنطوق إلى فضاء المكتوب.
ومن هنا اعتقد ــ والله أعلم ــ أنه يجب الاحتراز من كلمة " الوضع " التي يراد بها الاختراع لأنها غير صحيحة وغير دقيقة.
ولعل الزبيدي ــ رحمه الله ــ كان دقيقا جدا عندما قال " أول من من أصل النحو وأعمل فكره فيه هو أبو الأسود الدؤلي ونصر بن عاصم وعبد الرحمن بن هرمز ". نشأة النحو الطنطاوي.
أما من جاءت أقوالهم بالوضع فهم:
الشيخ على الطنطاوي ــ جاد الله قبره بشآبيب المغفرة ــ " قال: إن الذي نخاله قريبا من إلى الواقع ويرتضيه النظر أن أبا الأسود الدؤلي هو واضع هذا الفن". نشأة النحو الطنطاوي.
وابن الأنباري ــ رحمه الله تعالى ــ " قال: اعلم أيدك الله بالتوفيق أن أول من وضع علم العربية وأسس قواعد وحدوده هو أمير المؤمنين على بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ وأخده عنه أبو الأسود الدؤلي". الأنصاف.
وهناك العديد من الروايات التي تقول " إن أبا إسحاق الحضرمي هو واضع علم النحو " ...
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[06 - 09 - 2005, 11:48 م]ـ
أعتذر عن تأخري عن الرد على مداخلاتكم وذلك نظرا لعطل في جهازي , وهو لازال يرقد في الرعاية الفائقة , وأسأل الله أن يعجل بعودته , وأن لا يرِ أجهزتكم مكروها ...
الأخ الحبيب والشيخ الأريب أبو مصعب شكرا للمداخلة وأسأل الله لك التسديد في القول والعمل , أما بالنسبة لسؤالك فليس هذا مشروع بحث أبدا بل هي مجرد قراءة حول علم النحو وهو كما تعلم من العلوم الشيقة جدا والتي لا ينتهي الحديث عنها ابدا.
الاخ الحبيب
سيبويه الإسكندري شكرا لمرورك.
الأخ الحبيب
أبو ذكرى شكرا لمرورك.
الأخ الحبيب
محمد عبدالله محمد شكرا لمرورك وإضافتك القيمة جدا.