ـ[معالي]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 09:12 م]ـ
كانت أمرّ أيامي مع الوحدة في أواخر شهر رمضان المنصرم وامتدت حتى رُزقتُ بابنتي الحبيبة، حفظها الله، أو قبل ذلك بقليل.
موضوعك، أيتها الغالية، ذكرني بأيام كنت أبقى فيها وحيدة في المنزل طيلة اليوم عدا ساعة أو ساعتين!
أجل، طيلة اليوم لا أنفاس سوى أنفاسي، أكاد أسمع دبيب النمل لو كان يسير في المنزل، وزاد ثقل تلك الوحدة الخانقة ما أمرُّ به من ظروف صحية!
خلال تلك الأيام كنت لا أستطيع -لفرط ما أعانيه من كآبة ووحشة- معالجة بحثي، ولا تصفح الشبكة، ولامشاهدة التلفاز، أومهاتفة أحد من الأقارب أو الزميلات، لم أكن أفعل شيئا البتة، بل لم أكن أقدرعلى فعل شيء!
ولكن قُدِّر لي -مع الأسف- مشاهدة برنامج في قناة المجد الوثائقية بعنوان (سجن الكاتراز)، كان الأمر مروّعًا حقيقة، فإرادة أعتى المجرمين تنكسر بفعل الوحدة والعزلة التي تُفرض عليهم في هذا السجن، أعني القبر!
تذكرتُ القبر ووحشته، فضاق صدري، واسودت الدنيا في عيني، وأغلقت الجهاز قبل أن ينقضي البرنامج المشؤوم، وبقيتُ أيامًا لا يشغل بالي سوى سجن الكاتراز و ... والقبر!
لا أستطيع الوصف أكثر، ولكني أؤكد على كلمة الأستاذ (بحر الرمل): "الموت أرحم"!
الله المستعان!
بدد الله وحشة كل مسلم يعانيها؛ فالوحدة شعور قاس قاس قاس!
أستاذة بل الصدى
شكرًا جزيلا.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 10:29 م]ـ
فمالك بمن قضي عليه أن يعيشها حتى هذه الساعة التي يساجلك فيها فكره يا معالي؟!!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 11:26 م]ـ
وما رأيكم بحي بن يقظان
وروبنسن كروزو
أم تحسبون أن شاة ا بن يقظان التي أرضعته وكلب كروزو قد كسرا حاجز وحدتهما ... ؟؟
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 11:28 م]ـ
أتدرون شيئا ... ؟؟
لدي رغبة غريبة بتكرار تجربة روبنسن كروزو
ولكن في أنتراكتيكا
لا أدري لماذا!!
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 11:30 م]ـ
لقد فعلت الوحدة بك الأفاعيل يا بحر!!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 09:52 م]ـ
الوحدة علمتني كثيرًا ...
لقد عرفت نفسي على حقيقتها في الوحدة ... ماذا أريد؟ وماذا أحب؟ وما أكره؟
لقد وجدت نفسي أحلى ما تكون في الوحدة أسألها وتجيب هادئة صريحة لا ترائي ولا تخادع ولا تكذب حتى صارت هذه الخصال سجية لي في الحقيقة.
إنها الوحدة والخلوة مع نفسي ...
في وحدتي لا يكدر صفوي ثقيل، ولا يعكر نقائي جاهل، ولا يشل تفكيري عاجز.
في وحدتي عرفت عيوبي؛ فسعيت جاهدًا في إصلاحها، وفهمت نفسي فرضيتُ عنها ورضيتْ عني.
في وحدتي تعلمت كيف أسقي طموحي بأفكاري الجميلة التي أترجمها صباح اليوم بأعمال كثيرة.
وفي وحدتي قَدَرْتُ نفسي حق قدرها، فوضعتها في مكانها.
في وحدتي سلمت من كيد الكائدين، وعداوة المعتدين.
في وحدتي لا يجبرني أحد على شيء، ولا أضايق أحدًا على شيء.
في وحدتي سلمت من الناس، وسالموني، وصالحتهم وصالحوني.
فأنا لا أكاشح أحدًا ولا يكاشحني أحد.
في وحدتي تركت الناس لأبقى مع خير الناس إنني في وحدتي مع العلماء النحارير، والأدباء الصفوة، والنحاة النخبة.
أنا لست وحيدًا؛ لأنني مع الكتب أعظم إنسان على وجه هذه المعمورة.
بهذا حدثتني التجربة، وعلمتني الحياة.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 01:35 ص]ـ
أتتصورها ستثمر ذلك لو كانت وحدة تفردك عن الزوج و الأبناء و الأهل؟
ـ[شكرا]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 02:16 م]ـ
موضوع شيق وقد اعجبتني اكثر تلك الكلمات
المشاركة الاصلية بواسطة الباحثة عن الحقيق
ولنتذكر شيخ الإسلام ابن تيمية فى مثل هذه المواقف:
قال:
ما يفعل بي أعدائي؟ إن سجنوني فسجني خلوة وإن نفوني فنفيي سياحة وان قتلوني فقتلي شهادة
إن جنتي في قلبي وقلبي به إيماني وأنَّى لهم أن يصلوا إلى قلبي
الوحدة الحقيقية فى الابتعاد عن الله
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 02:26 م]ـ
الوحدة سلاح ذو حدين!
نستطيع الاستفادة منها لو عرفنا طريقة الاستعمال!
والوحدة أحياناً نطلبها وأحياناً تطلبنا، وكثيراً تفرض علينا!
ولاأكتمك حديثاً أخيتي أن الأمر عندي سواء، إن عشت مع الوحدة أو بدونها.
فرج الله عنك وعن جميع المهمومين أختي الكريمة.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 02:41 م]ـ
ولاأكتمك حديثاً أخيتي أن الأمر عندي سواء، إن عشت مع الوحدة أو بدونها.
.
كيف ذلك يا أخي؟!
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 02:46 م]ـ
أعلم أن الصمت أبلغ ولكن للتعلم لا بد من الخروج عن الصمت ..
هل هذا (الذي تتكلمون عنه) خيار أم قدر؟.
وقد أعود لمواصلة التعلم أو الإكتفاء بالقراءة.
مع الإحساس (شعور بالتعجل للمشاركة).
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 03:04 م]ـ
كيف ذلك يا أخي؟!
إن قدر لي الوحدة أتكيف معها سريعاً، فعندي مايملأ الأوقات من دون ملل، فلا أجلس عاطلاً عن التفكير .. ربما تكون نعمة علي هذه اللحظات التي أكون فيها بمعزل عن الناس.
وإن كنت مع الناس فعندي الدافع لكي أستفيد منهم وقليلاً ماأفيدهم.
¥