التَّهْميش (قراءة فلسفية في واقعنا)
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 09:04 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آل: فصيح
شدّني كثيراً إليه هذا الذي يُسمى " الهامش " فوجدتُ أنَّ الهامشَ يتمتع بكثير
من الميزات فهناك هامش المُفكرة الشخصية وهُناك هامش الدروس والاختبارات بكل أنواعها وهناك هامش المقالات والكتبِ وتلك الهوامش جميعاً
تُعبر عن الاهتمام والكد والجد والإلمام والتصنيف والاطلاع ,
وقد وجدتُ أن تلك الكلمة قد تنطبق على أشياء أخرى منها الكلمة التي تناولتها
موضوعاً في تلك الصفحات " المهمشة " التهميشية " في هذا العالم المُنسدل
المُتعبة أفكارة المُنهارة أنواره ,
-"التَّهميش":
تسري هذه الكلمة وتندرج في كثير من الأحايين تحت كل أمور الحياة؟ ,
-فالأب: قد يُهمِّش آراء وأفكار فلذات كبده فيؤدي هذا إلى عدة مشاكل تترعرع
وتكبر فيتم عن طريقها إنبات وإثمار الآتي.
فروق فكرية بين الأب والابن
مشاكل نفسية بين الأب والابن
البعد التام عن محيط الأسرة الخاصة والمجتمع العام عند حصول الأخير
على أقرب فرصة للعبور نحو عالمه الخاص.
-مُدير العمل: يُهمِّش حقوق مُستخدميه خاصة المُجتهد منهم
فيؤدي هذا إلى سقوط سريع في مؤشرات النجاح والتطوير
فيتحول النجاح إلى فشل ويتحول التطوير إلى اعتيادية وركود.
-الابن يرى دائماً وأبداً أنه قد كبر ولا يحتاج إلى نصح وإرشاد الآخرين
من ذوي قرابته أو من المُحيطين حوله ,
فتتحول قيمته العمرية من ازدياد في الوعي إلى قلة خبرة ومن نضوج فكري
وعملي إلى الدخول في تجارب تفشل جميعها.
-رئيس الدولة أو البلدة أو الهيئة أو ملك المملكة أو الأمة مهما كان اسمه:
يتخذ رأيه راية ديكتاتورية بحتة دون المشورة التي أسس قواعدها الإسلام
فينهار ملكه عاجلاً أو آجلاً ويبتعد عنه كل مخلص آجلاً ويتقرب منه كل منافق آجلاً ويبتعدون عنه بمجرد بلوغه اللا محدود في الفساد والاستبداد.
- تهميش المواهب وأصحاب القدرات الخاصة:
في وطننا العربي الشرق أوسطي نتميز بالتسابق على تلك النقطة المنتشرة
كانتشار الفساد ,
فالموهوب بالفطرة لا يجد مجالاً ولا بيئة يعمل فيهما ليخرج كل إبداعه
خاصة إن كان هذا الإبداع فيه صلاحاً وخيراً لمجتمعه وأمته في حين
يجد ويشاهد الذين هُم أقل منه موهبة وقدرة على النجاح يُلامسون الثريا
وهو يُلامس الثرى فيؤدي هذا إلى إحداث اضطرابات نفسية شديدة والتي تؤدي
بدورها إلى موت الأفكار وفقدان الأمل في استكمال الطريق والمشوار
" فيقوم هذا المُبدع بتهميش نفسه قبل أن تطوله أيادي التهميش الإجبارية
في مجتمعاتنا المنوطة بوأد الطموحات وهي في مهدها.
- تهميش البعض للبعض:
وتلك المشكلة نُعاني منها في كل مكان أرى أنها أصبحت اعتيادية بالنسبة للجميع
فمدرس الجامعة والمدرسة والعلم بكل وسائله يرى أنه العلامة الوحيد لعصره
فلا يستمع سوى لصوته فقط، وكل أصوات طلابه مُجرد آراء لا تقبل التحقيق
و كلماته لا تقبل النقاش ,
أيضاً الطالب قد يستخدم أسلوباً غير لائق في التعامل مع معلمه مما يؤدي إلى
فقدان الثقة بين الطرفين وضياع العلم بينهما وفي كلتا الحالتين الأمة تضيع مع
هذا التهميش الملحوظ.
- تهميش الرأي الآخر والفكر الآخر:
يحدث هذا كثيراً بيننا في كل المواقف في المنتديات " الشبكة العنكبوتية "
في الواقع العملي في المناقشات الخاصة والعامة ,
فنجد من يكتب موضوعاً قيماً ولا نجد من يقيّم هذا الموضوع بل من لا يمر عليه
في حين أنك تجد بعض المواضيع التافهة المُسفّة تحصل على أعلى قدر من المُشاهدة والمُشاركات ,
حين نتناقش في موضوع ما يريد البعض إثبات كلمته فقط وأنه على الصواب
وأن غيره على الخطأ، وينسى البعض أن الاختلاف الذي لا يؤدي إلى خلاف واجب ووارد وأنه قد يكون الكل على صواب خاصة أن طرق التعبير كثيرة
لكن لا حياة لمن تُنادي فتُخلق النزاعات والمهاترات ويضيع الوقت
وأخيراً نجد أنفسنا بين نتائج خطيرة منها ,
الركود الفكري والاعتيادية نتيجة عدم فتح باب المناقشات بين الأطراف
الذين قاموا بالتنازع والخلاف فيما بينهم ,
توطين البغض وإبعاد الحب والمودة بين كافة الأطراف ,
ضياع الوقت الذي يؤدي إلى ضياع العُمر ,
ضياع الفرص التي كانت مُتاحة في الماضي والتي بسببها
قد تُساهم في رفع نهضة الأمة اقتصادياً وفكرياً وخلقياً.
إن التهميش أمر خطير وكل نتائجه سيئة على الفرد قبل المُجتمع
وعلى المُجتمع قبل الفرد وفي النتيجة: لا تطور ولا نهوض وهناك شيوع
الركوض وشيوع النزاعات والخلافات وشيوع المهاترات وشيوع
" أنا أفضل وأنت أسوأ، أنا عالم وأنت جاهل، أنا وأنا وأنا وأنا "
وكثيراً كثيراً بل بالفعلِ قد نسينا أن التهميش يفقدنا بل يُضيع منا فعلاً وقولاً
كلمة " نحنُ "
بورك في الجمع.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك يا نور الدين، نوّر الله حياتك وعمرك.
وإن من أخطر التهميش تهميش العقول، والادعاء أن بها فلول، أو أكلت الفول، وإن كان صاحبها يتعب ويقول ويقول،
ولكن! وكأنني به ينفخ مع رياح عاتية أو قل إن شئت ريح صرصر عاتية، لا سامع لما يقول، بل في السراب إبقاؤها عند فئة أجمل تكون.
¥