تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آلام غزة، وتحرير الأقصى]

ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 07:27 م]ـ

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

كتبنا حتى مللنا .. جزعنا حتى سئمنا. صرخنا حتى انقطعت أصواتنا .. فسكتنا.

آلام ومحن ومصاب غزة لها حلان:

الأول: عاجل، هو: إيقاف العدوان على الفور، وفتح المعابر، وعلاج الجرحى، وإغاثة المصابين. وهذه مهمة الدول الإسلامية، ومن مسئولياتها بالدرجة الأولى، حيث تملك ما لا يملكه الأفراد.

الثاني: آجل طويل الأمد، هو: معرفة الأسباب التي أدت لمثل هذا العدوان على المسلمين، وعلاجها.

فأما السبب فمعروف، هو: الوهن. والعلاج ضده، وهو: إزالة الوهن. ثم لكليهما تفصيلات. لكن العلاج يحتاج إلى مدة، كما احتاج السبب إلى مدة، فالوهن ما تمكن من الأمة إلا بعد قرون، وإزالته مهمة تحتاج إلى مدة ليست بالقصيرة، قد تمر في سبيلها أجيال.

- {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}.

- {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}.

وما الوهن؟. حب الدنيا وكراهية الموت. ليست المشكلة في ذات الحب والكراهية، إنما فيما ينتج عنهما، يقول - صلى الله عليه وسلم -: - (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل: يا رسول الله!، فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم؛ لحبكم الدنيا، وكراهيتكم الموت) [أحمد/صحيح الجامع1359].

من أحب الدنيا وكره الموت، فتح على نفسه باب الموبقات، من كبائر، وموالاة الأعداء، والقول على الله بلا علم، وركوب الفواحش، بقدر ما أحب وكره؛ إذ تصبح الدنيا همه، فلا يبالي كيف أتت: أمن حله، أم من حرامه؟. وسر انتصار المؤمنين دوما: طاعتهم، وإيمانهم. وحب الدنيا وكراهية الموت يهتكان الإيمان والطاعة، فلا مفر من الهزيمة إذن. وانظر في كل انتصارات المسلمين تجد عنصر الإيمان والطاعة بارزا؛ ولذا وجدتهم ينتصرون وهم قلة في العدة والعتاد.

ونحن لدينا تجربتان في استعادة الأقصى بعد احتلاله:

الأولى: احتلاله من قبل الروم النصارى، ثم استرداده من قبل الخليفة عمر - رضي الله عنه - مع الصحابة.

والثانية: احتلاله من قبل الصليبيين، ثم استرداده من قبل صلاح الدين، بعد تسعين عاما من الأسر.

هاتان التجربتان مهمة جدا، تحتاج إلى دراسة مفصلة؛ لمعرفة دواعي الاحتلال، ودواعي وأسباب الفتح والاستعادة، والتصدي لمثل هذا العمل، بدراسة تاريخية ونصية، عمل محوري مفصلي في الوقت.

لا ينبغي أن نبالغ في الجزع مما يحدث في غزة، فهذا المصاب متكرر "سابقا ولاحقا"، ولا يصلح أن نكثر العويل لحظة الحدث، ثم نرجع بعدها إلى: حب الدنيا، وكراهية الموت. بل نُعلّم الأمة كلها، ونُدرّسها: كيف سقط الأقصى مرتين، وكيف رجع في المرتين؟. لتفهم الدرس، وتعي الحقيقة، وتعرف الطريق كيف يكون؟.

العمل طويل وشاق، ويحتاج إلى زمن، فقد تمر أجيال قبل بلوغ الهدف، وفي هذا المقام سنعرض لِمَثَلٍ نجح في القيام بمهمة إنشاء جيل قادر على الردع، واسترداد المقدسات.

المصدر ( http://www.islamselect.com/mat/76889)

ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 07:32 م]ـ

سلمت أخي أبا طارق

تحليل صائب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير