[تهافت العرب وضياع غزة وابن خلدون والملك عبد العزيز]
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:38 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أوسكار وايلد"1":أميركا هي الدولة الوحيده التي قفزت من الهمجية إلى الانحطاط دون المرور بحضارة بينهما.
"وها هي الآن تقول معبرة عن همجيتها أن ما تفعله اسرائيل ضد الإرهاب ودفاعاً عن النفس".
لكن على أية حال صار لها تاريخاً ونهجاً لا يُمكننا إغفاله وحين ننظر لأنفسنا نحن المسلمون سنرى أننا أعظم تاريخاً وأعظم قيمة وتراثاً وحضارة ويكفي أننا عند الله عباده الموحدون ولا يمكننا إغفال هذا أيضاً "إن عملنا به " فيستوقفني من كل هذا تخاذلنا وتهاوننا
وهذا من مئات السنين وليس الآن فقط فسقوط الخلافة الإسلامية أموية عبّاسية عُثمانيّة يدل على الهوان والضعف الذي ترضى به النفوس لأنفسها والتخاذل الذي ترضى به لغيرها من المُتشاركين في الدين الواحد والرب الواحد فها نحن وفي آخر مئة عام يتمزق عالمنا الإسلامي العربي ويُصبح دويلات بعضها قوية ولكنها منطوية على نفسها وبعضها يدَّعي التقدم والتحضر متمسكاً بالقيمة الغربية لا العربية وبسبب هذا التوهم قد ذل أهل البوسنة وافغانستان والصومال والسودان وبغداد وضاعت القدس ويوماً بعد يوم تطمس ملامحها الإسلامية
وتتلاشى الحجة العربية بتلاشى الوحدة وفقدان الأمل في " رأس البيت "
واليوم غزة وكأنها ورقة متوقعة تريد اسرائيل تلك الشرذمة أحفاد الخناير اسقاطها وكل كلماتها أي مُسلميها من كتاب الحياة ونحنُ في خبر كان واذكر على غرار هذا ما وقع فيما قبل سقوط الأندلس وحتى خلال ازدهار هذه الدولة الفتية وما نقله لنا التاريخ وإليكم تلك المشاهد والصور الحيّة منه ... ,
وفيها أن البرتغاليون لا يريدون أن يدخلوا بجيوشهم حتى يتأكدوا أن قوة المسلمين ضعيفة، فبدؤوا بإرسال جواسيسهم ليقيسوا اهتمامات الشباب حتى يعلموا هل سيصمدون ويقاتلون ضدهم
أم سيسلمون ويهزمون
فمرة دخلوا ووجدوا الشباب يتشاجرون: أنا أحفظ البخاري أكثر منك، أنا أجيد المعادلة الكيميائية أكثر منك،
فرجعوا لجيوشهم وقالوا: لا تدخلوا الآن فشبابهم أقوياء ويتنافسون على أهم سلاح وهو العلم الذي يثري عقولهم
ودخلوا بعد فترة من الزمن مرة أخرى فوجدوا شباب يتسابقون من الأسرع في الفروسية وكل واحد منهم يقول أنا أسرع منك في السباق على ظهر الفرس
فرجعوا لجيوشهم وقالو: لا تدخلوا الآن فشبابهم اقوياء ويتنافسون من منهم الفارس الأقوى والاسرع وسيقضون علينا سريعاً لأنهم فرسان أقوياء ومدربون جيدا في الحروب
ودخلوا بعد فترة من الزمن مرة أخرى فوجدوا أحد الأطفال يبكي، لماذا يبكي؟ لأن سهمه أخطأ الهدف
فرجعوا لجيوشهم وقالو: لا تدخلوا الآن ففتيانهم يتنافسون على من يصيب الهدف ومهووسون بالمهارات القتالية
وكانوا كل مرة يرجعون ويقولون لجيوشهم: ارجعوا لاتدخلوا عليهم الآن فهم أقوياء
ولكن دخلوا مرة بعد فتره من الزمن، ووجدوا أحد الشباب يبكي، لماذا؟ لأن صديقته هجرته
فرجعوا للبرتغاليين وقالوا: الآن ادخلوا عليهم.
من لم يعتبر بالحياة ودوائرها فإنه حتماً يسقط في حفرها!
الحياة مدرسة، وكثيراً ما تعيد دروسها ولكن بألوان وأشكال مختلفة، لكن اللب واحد في جوهره، ولذا فاستقراء التاريخ، ودراسة عبره أمر واجب لكن من يطلب الراشد في حاضره ومستقبله.
قال تعالى
: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. وقال تعالى
: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}.
وقال تعالى
: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ}.
¥