تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من حصار إشبيلية]

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 09:52 ص]ـ

في سنة 645 هـ، إن لم تخني الذاكرة، شارك ابن الأحمر، مقدم الدولة النصرية، آخر دويلات المسلمين في الأندلس، في حصار إخوانه في "إشبيلية" الحبيبة، قصبة الجنوب الأندلسي حاضرة بني عباد ومن بعدهم بني عبد المؤمن ملوك المغرب، شارك في ذلك تحت قيادة نصرانية استولت على المدينة بدعم مادي ومعنوي من ابن الأحمر، والسؤال الذي يفرض نفسه؟ ما الذي حمل ابن الأحمر على حصار بني جلدته في إشبيلية؟!!!.

والجواب: أنه كأي ملك ميكيافيللي أراد الحفاظ على ملكه المحدود، ومصلحته الخاصة، ولو ضحى بأملاك المسلمين وفرط في المصلحة العامة، وبالفعل احتفظ ابن الأحمر بملكه بل واحتفظ أبناؤه به من بعده، ولكن السنة الكونية المطردة جرت على بني الأحمر فحان دورهم سنة 897 هـ، أي بعد نحو 250 سنة من جريمة الجد، فطردوا من الأندلس، وانتهت آخر دويلات الإسلام في الأندلس بعد نحو 805 سنة من الفتح المجيد، وسنة الله، عز وجل، لا تتخلف وإن تأخرت.

واليوم يعمل كثير من المسلمين: حرس حدود للدولة العبرية اللقيطة، فيشاركون في حصار إخوانهم ضنا بملكهم، والسنة الكونية جارية بزوال ملك من هذا حاله، فمن يعتبر؟!!!، والدول العربية بأسرها مرشحة لمصير دولة بني الأحمر على تفاوت بينها في المشاركة في جرم إسلام إخواننا في غزة لعدوهم بل والتآمر عليهم، فمن مقل ومن مكثر لدرجة المشاركة في الحصار، ومن من مصرح ومن ملمح، ولكل نصيب من الخزي.

ومن جهة أخرى: ما تعيشه مصر الآن من ضعف سياسي وعسكري، وتراجع في دورها الذي كان مؤثرا في المنطقة هو نتيجة طبيعة لمعاهدة: "كامب ديفيد" التي حيدت مصر ووضعتها في الثلاجة حتى يحين دورها، ولقد كان "كارتر" في قمة الذكاء لما استدرج مصر لهذه المعاهدة التي خدرت قوى المصريين وأسلمتهم إلى الاسترخاء إذ حرب أكتوبر هي آخر الحروب!!!، والسلام هو الخيار الاستراتيجي لشعوب المنطقة، ونشأ جيلنا في ظل هذا الاسترخاء: جيل: "الشيبسي والكاراتيه" فالمعاهدة بطيئة المفعول: استغرقت جيلا بأكمله حتى آتت أكلها، ولكنها: أكيدة المفعول، فقد تم تسوية مصر على نار هادئة، كما يقال عندنا في مصر، فكانت الطبخة مسبوكة. فلا تقدر مصر اليوم على الاعتراض، وإنما عليها السمع والطاعة وإلا انقطعت المعونة الأمريكية وجاع الشعب المصري الذي يقتتل أفراده أمام المخابز على رغيف العيش المدعم.

وأهم ما في الأمر: الحفاظ على أمن الدولة العبرية اللقيطة فهو أهم أهداف القوى الغربية التي مثلها ذو الأصول اليهودية: "نيكولا ساركوزي" في زيارته إلى مصر:

http://www.islammemo.cc/2009/01/06/74702.html

والخطة في هذا الرابط، وتأملوا إخواني الكرام اسم الجرذ الخائن المرشح لتنفيذها لتدركوا تأثير الخيانة في شق الصف المسلم:

http://www.islammemo.cc/2009/01/06/74680.html

وإلى الله المشتكى من حالنا وضعفنا الروحي والمادي، وتخاذلنا عن نصرة الدين، وأتباع الدين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير