[تجربتك مع الوحدة]
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 01:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان قدرك أن تعيش وحيدا
تمر عليك الساعات لا ترى أحدا و لا تكلم أحدا
فكيف تتعايش مع وحدتك؟
و كيف تستثمرها؟
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 02:37 ص]ـ
سؤال وجيه وفكرة جميلة للبحث أختي بل الصدى بارك الله فيك.
ما أقسى الشعور بالوحدة، ولاسيما وحدة الروح والنفس، خلق الإنسان إجتماعياً بطبعه، حتى أن الله سبحانه وتعالى عندما يكرم الإنسان في الجنة يجمعه مع أحبابه، فسيدنا بلال عند وفاته رضي الله عنه تبكي زوجته بجواره، فيقول:
"لا تبكي ..
غدًا نلقى الأحبة .. محمداً وصحبه"وقد يكون الإنسان بين كثير من الناس الذين لايشاركونه في شيء مما يحب ولايفهمونه حتى لو كانوا من المقربين إليه فيشعر بوحدة قاتلة، وماأقساها من وحدة لا يبدد قسوتها إلا أن يعتبر الإنسان من نفسه صديقاً لنفسه فيبحث عن اهتماماته وهواياته فيركن إليها.
وماأجمل أن تكون اهتمامات الفرد فيما يقربه من خالقه فإن تركك الجميع فهو لن يتركك، وإن خانك الجميع فعد إلى كتابه الكريم تجد فيه السلوى عن كل من في الوجود تجده يحدثك بما تريد ويجيب عن تساؤلاتك وابحث في معانيه وادرسه تستغني في وحدتك عن الناس وتراهم بعين أخرى، ترى الخائن مسكيناً لأنه ابتعد عن شرع الله في الإخلاص، وترى الكاذب محروماً من الجنة فترأف لحاله بدل أن تحقد عليه،حتى لو بحثت عن الحبيب وافتقدته في وقتٍ تكون في أمس الحاجة إليه فاقترب من الله أكثر وأكثر تجد شعورك بالوحدة يتلاشى في حبك لإله لا يخون وحاشاه من ذلك حتى لو خانك الجميع ولو أخطأت سامحك حين يحقد أقرب الناس إليك ولا ينسون إساءتك حتى لو قدمت روحك قرباناً لرضاهم، وضمك في رحاب حبه حين يهجرك الحبيب، وشتان بين حب العبد وحب المعبود، الكريم الجواد، الوحدة تتلاشى في قربه، فأكثِر من ذكره وقراءة كتابه والتدبر في معانيه
إياك والإحساس بالوحدة فهي تجعل الروح غريبة قاحلة جرداء تمنعك السعادة مهما كانت قريبة إليك.
القراءة الكثيرة والعلم بكافة مجالاته والعمل بشرع الله: كل هذا يقربك إليه أكثر فتحبه بلا حدود وتشعر بوجوده العظيم معك في كل لحظة وستفاجأ عندها أنك ودون قصد صرت قريباً من الناس ومعهم فتحبهم ويحبونك "فمن أحبه الله أحبه الناس"
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض أخرجه مسلم
وبعد حب الله والتفاني في طاعته والإخلاص لدينه فأين الوحدة؟!
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 03:00 ص]ـ
أحسنت أيتها الفاضلة
و لكنني أعني الوحدة بمفهومها الحسي
أي إذا قدر لك العيش بمفردك دون أنيس لظروف ما مع حاجتك الشديدة و الملحة لمن يبدد هذه الخلوة الجبرية فما الحل؟
ـ[سيل]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 04:21 ص]ـ
فكرة جميلة أستاذة بل الصدى
أما عن الوحدة فدعوني أتحدث عني وعنها!
ـ جميع الحالات الفرضية التي من شأنها أن تحفز السلبيات والإيجابيات الفردية كالوحدة والفقر وغيرهما يمكن تهذيبها إذا ما اعتبرت صديقة، مع التربص بالغدر فيها ما إن تحين اللحظة الانتقالية المناسبة!
ـ عقل الإنسان كالكأس بإمكان صاحبه أن يملأه بالطاهر والخبيث! والوحدة ليست المسؤولة عما يوضع فيه.
هكذا هيأت نفسي لأن أتعايش مع الوحدة، وألغيت أي فكرة تقود إلى التعاطي معها وكأنها محيط لا يوفر إلا السلبية. فالسلبية برأيي تبدأ من داخل صاحبها وتجد في الوحدة محيطا واسعا لأن تكون أرضا وسماء!
هذه فلسفتي النفسية تجاه الوحدة والتي بالكاد أقنعت نفسي بها مؤخرا، ولا أزعم بأنها هي الرؤية الصحيحة، كذلك لا أعتقد بأن الجميع بحاجة إلى العمل بها، لأن الأفراد مختلفون، ولا يمكن تطبيق ما يختص بأصحاب النشاط الذهني الدائم بأصحاب الخمول الذهني.
أستطيع القول بأنني أخيرا أصبحت أحاول قضاء وقت عزلتي بمحاولة الإنتاج الوجداني والعلمي، هذا باقتضاب، ويبقى الحديث ذا شجون!
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 01:51 م]ـ
مع التربص بالغدر فيها ما إن تحن اللحظة الانتقالية المناسبة!
و إذا كل صبرك و لم تحن؟
عقل الإنسان كالكأس بإمكان صاحبه أن يملأه بالطاهر والخبيث! والوحدة ليست المسؤولة عما يوضع فيه.
الوحدة مسؤولة عن تداعيات قد تبدد طاقتك، خاصة إذا أورثتك فراغا روحيا ممتدا.
أستطيع القول بأنني أخيرا أصبحت أحاول قضاء وقت عزلتي بمحاولة الإنتاج الوجداني والعلمي،
رائع!
ويبقى الحديث ذا شجون!
لازلت أنتظر
¥