[من كلام السلف في نقد العلمانية!!]
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 08:57 ص]ـ
عن علماني زمانه يقول اللالكائي رحمه الله:
"قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله في تلاوة أو دراية، ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها على معنى اتباع من سلف ومن صالح العلماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة، ولا اغبرت أقدامهم في طلب سنة، أو عرفوا من شرائع الإسلام مسألة". اهـ
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، (1/ 78).
فهم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
وهم الذين عناهم، عمر، رضي الله عنه، بقوله: "إياكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا".
وظهورهم لم يكن بعلم أو حجة، وإنما كان بالسيف شأنهم في ذلك شأن كل مبتدع يستحل الدم تعصبا لمقالته الحادثة. ولعل ما تقوم به أمريكا اليوم لفرض مقالتها على شعوب العالم عامة وعلى المسلمين خاصة، وعلى أرض الرافدين تحديدا، خير شاهد على ذلك، فهي مقالة لا تفرض بنقل أو عقل، وإنما تفرض بحد السيف، أو برصاص البنادق بلغة عصرنا، وقل مثل ذلك في مقالة الرافضة، أعداء الصحابة، الذين تسلطوا على إخواننا أهل السنة في العراق، فكان ما كان، وعن الديمقراطية، والرأي والرأي الآخر، وثقافة الاختلاف والتنوع، واحترام الآخر .............. إلخ من الشعارات الجوفاء، على كل ذلك لا تسأل، فهي مصطلحات ذات اتجاه واحد، تستعمل في حصار أهل الحق، وإرهابهم فكريا، ليقبلوا مقالة الباطل، وإلا فتهم الإرهاب والتطرف والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ............. إلخ جاهزة لاستصدار قرارات من الهيئات الدولية لتحرير الشعوب، كما حرر شعب العراق!!!!، ولو أبت المنظمات الدولية التي اصطنعوها لحرب الإسلام وأهله، وفرض إرادتهم وفق نصوص الشرعية الدولية الشوهاء، وهي، كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر أشبه ما تكون بـ: "صنم العجوة" الذي كان العربي يصنعه إذا احتاج إلها يعبده، فإذا كانت المصلحة في التهامه، التهم ولا كرامة!!!!!، فكذلك ديمقراطيتهم تستعمل لتحقيق مصالح جماعات الضغط ومراكز القوى، فإذا كانت المصلحة في انتهاكها، انتهكت ولا كرامة، فهي ديمقراطية ذات وجهين، وجه يحقق مصالح الطرف الأقوى، ووجه يسحق به الطرف الأضعف تحت شعارات: التحرير على طريقة حرب العراق 2003 م، وهو التحرير الذي غذته الإنجيلية الأمريكية المتطرفة، لتسهيل مهمة الإرساليات النصرانية التي تعبث بعقائد أهل العراق الآن تحت ستار الخدمات الإغاثية التي لا يجيد القوم حيلة سواها لتمرير باطلهم في كسرة خبز أو جرعة دواء، فليس لديهم مقالة تستند إلى نقل صحيح أو عقل صريح أو فطرة سوية، وإنما محض خرافة وضعها نساك جهلة غلب عليهم الغلو والتعصب شأنهم في ذلك شأن أي جاهل لا نصيب له في إرث النبوة.
قال اللالكائي رحمه الله:
"ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر، أو بشيطان معاند فاجر، يضل الناس خفيا ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه، أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله؛ حمية لبدعته، وذبا عن ضلالته؛ ليرد المسلمين على أعقابهم، ويفتنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها، ودخلوا في دينهما رغبة أو قهرا، حتى كملت الدعوة، واستقرت الشريعة". اهـ
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، (1/ 80).
ونتج من ذلك مسارعتهم في تكفير مخالفهم، فالمبتدع أسرع الناس في تضليل مخالفه ونعته بأوصاف الكفر والبدعة والفسق ............... إلخ من أوصاف السوء.
قال أبو قلابة رحمه الله:
"مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلاَّ اسْتَحَلَّ السَّيْفَ". اهـ
وقال أبو العالية رحمه الله:
"تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء". اهـ
¥