[قصة ,,,طرحت فيها مشكلة ,,, فهل من حل؟؟؟]
ـ[الذليل لله]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 10:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا ترقى إليه الأنظار , ولا تغشاه الظنون والأنظار , الواحد الأحد , وهو العدة والعدد , وهو الكهف والسند , فحجب نفسه عن أعين عباده , جل في علاه , ولا تزال تراه قلوب المؤمنين , فهو عن أبصارهم خفي , وعن قلوبهم ظاهر جلي , وصلى الله على نور الأنوار , وسيد العباد الأخيار , محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .... ثم أما بعد:
إخوتي الأعضاء , اعلموا رحمكم الله أني طالب لا أزال غراً في اللغة العربية فأرجو أن لا يؤاخذني أحدكم على قول أقوله أو لفظ أزل به أو كلمة لا أحسن صياغتها ومن هذا القبيل , فهذه قصة أطرحها بعد أن سدت في وجهي جميع الطرق ولا أعرف حقاً صديقاً أستطيع أن أفضي إليه بالشكوى ,,, فلجأت إليكم متأملاً مساعدتكم أو مواساتكم العزيزة على قلبي , وراجياً أن أكون عضواً فاعلاً في هذا المنتدى العظيم .......
في إحدى ليالي الزمان , وتحت وطأة من الحزن والهوان , بعد افتراق خلاني , وابتعاد أقاربي وجيراني , تشتت عقلي وضعف , وخاف قلبي وارتجف , من كره الناس وعداوتهم , وكيدهم واجتماعهم , فلجأت إلى من ظننته صديقاً لي , متأملاً خيراً منه , لا بل كنت واثقاً من هذا الخل الذي وقفت معه في شدته , حتى كدت أن افارق والدي من شدة الخصام بيني وبينه في سبيل أن أبقى متمسكاً بهذا الصديق , ولكن عندنا احتجته ذهب ونأى , وغاب واختفى , وكأن سحابة صيف بقيت قليلاً ثم اضمحلت في دقائق من الزمان , ومن دون دليل أو برهان صارحني بأني عاهة من الزمان , وعقبة في وجه طموحه يجب أن تزال , رغم أني من عرفت بين أقراني بصمتي وتفوقي عليهم في جميع الأعلام , وهو يعلم أن كل ما أصابه من الله أولاً ثم بمساعدتي , وبعد أن تم الفراق , وصدع الحزن القلوب , جلست أنظر إلى هذه الأمور , فرأيتها حلقة تدور , فأعلقت يدي بذيل الأمل , لأبحث عن صديق , وعند ذلك وجدت أحدهم , أحبه قلبي من كل أعماقه , واجتلب قلبي من شواقه , فواطنته وبقيت معه , ونصحت له من مقالات الكلم , ونثرت عليه من جواهر الحكم , وخدمته واعتبرته سيداً واعتبرت نفسي لديه عبداً وكان لي كما كنت له فلم أكن أجادله ولم يكن يجادلني , فكانت أجمل لحظاتي حين يبتسم , ولم أكن ألقي ناظري في ناظره خشية أني أحس أنه لا ينظر في وجهي بل إني أرى أن نظره يذهب إلى باطن قلبي ومشاعري فيعرف ما أكن له رغم أني أوضحته له قبل ذلك بعدة طرق , وعند ذلك تدخل أحدهم , ودخل بيني وبين صديقي , فكان يجلس معه أكثر مني , ولكن كان هذا الأمر رغم أنفي حيث أني لم أكن مستواه بل كان أعلى مني بمستوى واحد دراسي وكان الآخر مشابها له , فيجلس معه طيلة النهار , ويزوره أكثر الليال ولأني أحد الناس الذين لا أخرج عن منزلي ولا أزور أحداً بدون سبب وجيه , ولا أكثر كلامي مع خلاني , خشية أن يقال أني مهذار في الكلام وعندما رأيت أخي فشل في احدى اختباراته وبسبب علاقتي الوثيقه بمعلمه توجهت إليه طالبا منه أن يعيد الاختبار لصديقي عبس معلمي في وجهي ووبخني بقوله (إن صديقك فلان قد أصبح سيئاً مثل صديقه فلان) حين ذلك صدمت صدمة كادت أن تلقيني مغشياً عليه , فعند ذلك وعدت معلمي بأن أعيد صديقي إلى سابق عهده , واتصلت به داعياً إياه فاستجاب لي وذلك بداعي الحياء الذي يكنه لي , وعندما أتى إلي صارحته بما قيل عنه , وأن جميع المعلمين ممن يعرفهم ويدرسونه قد أخذوا منظراً غير لائق عنه , نصحته فنهض من عندي غاضبا بعد أن تكلم علي وناقشتي نقاشاً حاداً جداً حتى كادت دموعي أن تنهمر لشدة ألفاظه وقوله أني مجرد منافق معه وأن صديقه فلان أكثر مني صدقاً عنده ... وذهب منصرفاً من عندي , فعند ذلك قررت أن أتخذ اجراءً وأن أحاول حل مشكلته بطريقة أجبره فيها على ترك ذلك الصاحب , وأخذت أجمع المعلومات حوله وعن جميع نشاطاته مع ذلك الصاحب , فوجدت أنه قد أسرف في التدخين , وأنه يجلس ويتسامر مع مجموعة من أصدقاء السوء ممن عرفوا بنشاطات سيئة , فحين ذاك أردت أن أتصل بوالده , فعلمت أن والده رجل مريض ومصاب بمرض الضغط وأنه واثق بولدهر ثقةً عيماء , وأن الأكثر غرابة أن هذا الصاحب الذي جعل صديقي سيئا ذلق اللسان ذو منظر لائق وعائلة جيدة وقد إلتقى بوالد صديقي وأُعجب الوالد بهذا الفتى , دون أن يعلم بالجانب السيئ منه , فترددت في أن يتم تكذيبي لأن والد صديقي لا يعرفني , فرجعت إلى صديقي في محاولة يائسة لنصحه , فعند ذلك تكلم علي وقال لي إنه لا يعلم صلة ربطته بي دون أني مجرد منافق لا ضير من فراقه , فأخذت أبكي بكاء شديداً لوحدي أسفاً على هذا الأخ الذي لا أستطيع أن أنساه أبداً , فأردت أن أكسبه فخسرته ... ولم يكن يفهم قولي له , فعند ذلك لم يكن مني إلى أن أخذت أردد قول المتنبي:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
فحاولت أن أصنع جميلاً فيه ولكن كما قيل:
وما كل هاوٍ للجميل بفاعل ... ولا كل فعال له بمتمم
وحقاً تفكرت في الأبيات القائلة:
وإن ناراً نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعت إذ ناديت يوماً ... ولكن لا حياة لمن تنادي
وقد انعوج الأمر بعد ان كاد يستوي , وتخبطت بين الأود واللد , دون أن أعلم ماذا أفعل , فلن يستطيع قلبي نسيانه أبداً , وسأبقى أحاول أن أغيره مهما تطلب الأمر , كما قال شاعر:
أخاف إلتواء الأمر بعد استوائه ... وأن ينقض الحبل الذي كان أبرما
ولكن عسى أن يتحقق قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
... سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته