تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[السكينة السكينة!!]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 08:48 م]ـ

في حجة الوداع وفي يوم عرفة لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الانصراف من عرفة إلى مزدلفة أخذ بزمام ناقته القصواء وجر رأسها إليه حتى أن رأسها ليصيب ويلامس رحله عليه الصلاة والسلام وذلك حتى لا تسرع فتؤذي وتضايق الناس وأخذ يقول للناس: " أيها الناس السّكينة السّكينة "

هذا مع إنه رسول الأمة ولو أراد لخلوا له الطريق ومهدوا له الدرب، ولكنه رسول الرحمة والقدوة للجميع ..

فهل اقتدت الأمة به؟، وهل أخذت من رفقه ومن رحمته بالناس وبالضعفاء؟!!

هذا ما لا أجزم به، وأنا أشهد واقعنا سواء في الحج أو في حياتنا اليومية!!

تعالوا وانظروا كيف يتسابق الناس في الخلاص من الطواف، بل يعدون الأشواط والدقائق والثواني حتى يتخلصوا من هذا الحمل الثقيل ويضعونه عن كاهلهم .. !!

حتى إن بعضهم يحادث زميله فيقول: كم بقيت لكم من الأشواط؟؟

فيجيبه الآخر: نحن " افتكينا " - كلمة عامية يعني بها تخلصنا منها -!!

ثم تعالوا وانظروا كيف يتدافع الناس من عرفات إلى مزدلفة وخاصة " سائقي الحافلات الكبيرة " كل واحد منهم يتمنى لو يرمي بالحافلة الأخرى في واد سحيق لكي يخلو له الطريق فيصل مزدلفة قبله!!

في هذه الساعات القليلة ربما تضيع حجات آلاف العباد فلا دعاء ولا مناجاة تسمع بل هي فسوق وجدال وصياح وسب وشتم وغضب بل ومعارك بالأيدي أحياناً!!

أين نحن من منهج " السّكينة السّكينة "؟!!

أين نحن من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه؟

أين نحن من الأخذ بمنهجه عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الأوقات العصيبة؟!!

في مثل هذه المواقف تظهر المعادن الثمينة ويلمع الذهب وتتكشف الأخلاق وتظهر السوءات ..

في هذه الأزمات تظهر صفات الرجال من صبر وحلم ورفق ورحمة ..

هنا الاختبار وأي اختبار!!

إما أن ترجع عن ذنوبك كيوم ولدتك أمك، أو كأنك يا أبو زيد ما غزيت!!

يقول أحد الأخوة الصالحين – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تعالى -:

في زحام طواف الإفاضة رأيت رجلاً كبيراً في السن ضعيف البنية يتقاذفه الناس يمنة ويسرة، فخشيت عليه أن يقع تحت أرجلهم فيتأذى

فقلت في نفسي لأتقرب في هذا الطواف إلى الله بأن أحمي هذا الرجل وأذود عنه، فأنا شاب قوي وأستطيع أن أحميه من شر التدافع.

يقول فتقدمت وأصبحت خلفه أحميه بجسدي وبيديّ وهو لا يدري إنني أذود عنه وأتلقى التدافع والمشقة نيابة عنه، مما تيسر له الطواف والدعاء بكل أريحية

يقول، فلما كنا في الشوط الأخير وكاد العجوز أن ينتهي دفعني أحدهم دفعة قوية فوقعت يدي على جسد العجوز بقوة، فالتفت العجوز إلى وشتمني ثم رفع يده عالياً وكانت تحمل نعله فضرب بنعله بقوة على رأسي وهو يسبني ويتفل علي ويدفعني عنه بعيداً ... !!

يقول فتذكرت إن الشيطان لي بالمرصاد ليضيع علي الأجر والثواب فتركته وأنا أدعو له بعدما أساء إلى من أحسن إليه ... !

في مثل هذه المواقف تظهر نفاسة المعادن وأوزان الرجال وفي مثل هذه الأحداث ينجح القليل ويسقط الجمع الغفير.

فهلا أخذت العبرة أخي من نبيك الكريم صلى الله عليه وسلك وهلا اقتديت بالصالحين من أمته في جميع مسالك حياتك

فكم آثرنا غيرنا ونحن ندخل المساجد هذا يقول: تفضل أنت وهذا يقول بل أنت من اليمين ..

هذا ونحن في سعة ورغد وحسن حال ..

فما بالنا ننقلب إلى وحوش كاسرة يقطع بعضنا بعضاً سباً وشتماً في الأوقات العصيبة وفي زحام السيارات في الطرق والشوارع والأسواق

وتظهر الأعين الحمراء والأصوات النكراء وتختفي جميع صفات الرحمة والطيبة والأخلاق الحميدة؟!!!

أليس الأجدر بنا أن نتخذ " السّكينة السّكينة " منهجاً للحياة؟!!

بقلم كرم مبارك

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 05:36 م]ـ

وانتبهوا جيداً إلى هذا الموقف الذي ربما سأضيفه في الموضوع ..

كان ابني خالد صغيراً وكان كثير الحركة وقبل الصلاة نهض وتحرك وركض بين صفوف الجالسين، فإذا به يدوس على نظارة عجوز ماليزية كانت تصلي ويكسرها

فمسكته وذهبت به إلى العجوز وانتظرت حتى تفرغ من صلاتها وبيدي مبلغ جيد من المال يعوضها عن نظارتها

ولما فرغت ابتسمت لخالد وأخذت تحضنه وتقبله، ثم رفضت أن تأخذ مني المال بل رفعت يديها وأخذت تدعو لخالد!!!

الأخلاق موجودة ولكن عند من عرفوا معنى الإسلام والإيمان الصحيح

سبحان الله

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 05:39 م]ـ

في احدى الحجات وكنت بصحبة زوجتي وكنا قد انتهينا من طواف الوداع وخرجنا من صحن الحرم إلى ممرات الحرم الداخلية وكانت هذه الممرات مزدحمة من الطائفين أيضاً ..

وفجأة تدافع الناس ودفعوا بزوجين عجوزين أندونيسين بقوة فسقط الزوج العجوز على مجموعة كانت واقفة من احدى الدول العربية فما كان من أحد هؤلاء وقد كانت في يده علبة ماء صحة كبيرة ممتلئة إلا أن ضرب بهذه العلبة على رأس العجوز المسكين بكل قوة وهو يسب ويتوعد حتى أن العلبة انفجرت وتطاير الماء منها .. فسقط العجوز على الأرض من قوة الصدمة وأخذت زوجته تبكي بجانبه تواسيه وهي تنظر بعيون دامعة و بكل حسرة وعجب إلى أحفاد الصحابة!!

طبعاً لن أقول لكم ماذا حصل بعدها إلا إنني أتذكر إني أضعت يومها حجتي ... http://www.uaes.ae/vb/images/smilies/redface.gif

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير