[أبحث عن رجل]
ـ[هتاف القلم]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 11:59 م]ـ
نعم .. ابحث عن رجل؟!!
ابحث عنه حينما تقع عينايَّ على شابٍ من شباب أمتنا، يتفجر حماساً وفتوة ونشاطاً، فتفرح النفس لأنه فرد في أمة مكلومة مظلومة، وتبتسم الشفاه لأنه أمل مرتقب، وصبح منتظر، وحلم منشود، وتسعد الروح لأنك تراه سيفاً مسلولاً، وسهماً مرسلاً في وجه أعداء الأمة، ويأنس الفؤاد لأنك تعده درعاً واقياً وترساً حامياً لأمة تتقاذفها سهام العدو.
ولكن سرعان ما تختفي تلك المشاعر، وتتلاشى تلك الأحاسيس، لتحل محلها مشاعر الحزن والأسى والغضب والألم، وترتسم على وجهك ملامح التفجع والتوجع، وذلك حين تقترب من ذلك الشاب، أو ترميه بنظرة فاحصة، فتجد الميوعة في مشيته، والتأنث في مظهره، والتماوت في حركته، والتكسر في إشارته، والتبرج في محياه، والتغنج في كلامه، بل قل التخنث في شأنه كله.
ترى أمامك رجلاً أو تظنه بادئ الأمر رجلاً، ثم تتفاجئ بأنك تقف أمام فتاة مرهفة ناعمة ساحرة تتقاطر دلالاً وجمالاً وفتنة، اختصر الحياة في وردة، والكلام في همسة، مائع ضائع، رقيق مرهف، مدلل مترف، منعّم خامل وديع هانئ.
وما عجبي أن النساء ترجلت = ولكن تأنيث الرجال عجاب
تراه ناعماً كالحرير، ساحراً كالعبير، طرياً كالزبدة، فاتناً كالوردة، تكاد تعجز أن تفرق بينه وبين أخته، ولقد أحسن الطنطاوي إذ قال عنه: (يدمي بنانه لمس الحرير، ويجرح خده هبوب النسيم)، وزدت أنا ويدمي شفتيه أكل الحلوى، ويدنس ثوبه قطرات الماء القراح، ويؤرق مضجعه تجاعيد ظهرت في وجهه، ويقلقه قطرات عرق تصببت من جبينه، يؤذيه حر المصيف وبرد الشتاء ويبس الخريف، لم يبق إلا أن تبدل الضمائر حين تناديه، فتقلب كاف الخطاب إلى ياء المخاطبة، وتبدل تاء الخطاب للمذكر بتاء التأنيث أو نون النسوة،
تغض عينيك عنه، وتشيح بوجهك حتى لا تفتتن به، إذا مشى تراشقته العيون كغزال الحمى، وإذا نظر تسابقت إليه النظرات كظبية البان.
فمن في كفه منهم قناة = كمن في كفه منهم خضاب
ومما يزيد الطين بلة، والمرض علة، ملابس فاضحة تكشف أكثر مما تستر، فماذا أحدثك عن ثياب ضيقة، وملابس فاضحة قصيرة شفافة تبدي جميع أنواع العورات من المغلظة فما دونها، تأذى بهم الناس حتى في بيوت الله يسجد أحدهم أمامك فتبدو مؤخرته بلا حياء وترى سوأته فتشيح بوجهك ويأخذك الحياء، أما هو فلا يبالي بل تجده يرفع رأسه بكل وقاحة وسخافة وقلة حياة بل انعدامه وهو لا يكترث لشيء.
يعيش المرء ما استحيى بخير = ويبقى العود ما بقي اللحاء
ولا والله ما في العيش خير = ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
وأما الزينة وأدوات التجميل فحدث لا حرج، أصباغ ودهون وألون ومراهم وأقراط وسلاسل وتعاليق عجيبة وغريبة مما قذف به الشرق وألقاه الغرب، بل بعضهم يستعمل مساحيق التجميل النسائية كأحمر الشفاه وملمع الجباه، ومكحل الأهداب.
أما صالونات التجميل، ومحلات العناية بالبشرة والمكوث لساعات طويلة فيها، فذاك من المسلمات والبدهيات في عالم القوم، ولا ننسى القصات الغريبة والمخيفة، وكل هذا تصرف فيها المبالغ الطائلة والأموال الهائلة، والتي حقها أن تصرف في بطون جائعة وأكباد ظامئة.
ولا ننسى الأسماء الميتة والكنى الرخو والألقاب الأعجمية الساذجة، فلا اسم ولا مسمى ولا مبنى ولا معنى، ولا مظهر ولا مخبر، أشباح بلا أرواح، وجسوم بلا رؤوس وأشكال بلا أحوال، همه ما يأكله وقيمته ما يخرجه، أموات في هيئة أحياء أشباه رجال ولا رجال طبول مجوفة.
همم ساقطة، وعزائم خائرة، حياة لا قيمة لها، وعيشة رخيصة كفقاعة صابون أو ومضة برق أو خيال طيف أو سحابة صيف أو طلة ضيف، فتفٍ وأفٍ لهم، وتباً وسحقاً لأولئك الأوباش.
إذا لم تجد في الشباب الإباء = ففضل عليهم ضعاف النساء
إنه ضياع الرجولة، وموت القيم، وتدني المبادئ، وسقوط الهمم، ووهن العزائم، وضعف الإرادة، وانهزام النفس، وضياع الهوية، وضعف الشخصية، وانعدام الضمير، وذهاب العزة، وخواء الروح، وفراغ القلب، ألا فلا نامت تلك العيون، ويا أسفى على الرجولة.
وأخيراً هل عرفتم لماذا ابحث عن رجل؟؟؟؟؟!!!!!!!.
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أنّ عدد الباحثين عن الرجال في تزايد, ولله الحمد,
¥