تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من جمهورية غينيا]

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 08:51 ص]ـ

بعد وفاة الرئيس الغيني: لانسانا كونتي، الرقيب السابق في الجيش الفرنسي الذي شارك في حروب فرنسا في الجزائر!!!! وغادر الجيش الفرنسي برتبة: "سرجنت"، أعلن النقيب: موسى كامارا، في مجموعة من الانقلابيين الجدد، الذين ساروا على خطا لانسانا ورفاقه الانقلابيين القدامى الذين استولوا على السلطة سنة 1984 م، بعد أسبوع واحد من وفاة أحمد سيكوتوري أول رئيس لغينيا بعد استقلالها سنة 1958 م، أعلن موسى تنصيب نفسه رئيسا جديدا لغينيا، بـ: "العافية"!!!!، كما يقال عندنا في مصر، وتم استدعاء رئيس الوزراء أحمد تيديان سواري إلى أحد الثكنات العسكرية، ليخرج بعد لقاء قصير مع ثلة العسكر، معلنا بيعته!!! لموسى ديارا، الذي ألقى خطابا على جموع الشعب الغيني المسلم أقسم فيها، كعادة العسكر، أنه ما جاء إلا لتحقيق الديمقراطية إياها!!!، وأنه سيبقى حتى نهاية 2010، حتى تستقر الأوضاع، ومن ثم سيسلم الحكم إلى حكومة مدنية منتخبة، وأنه ليس ممن يهتم بعرض الدنيا، فالمال عنده لا يعني شيئا، لأنه وسيلة لا غاية، فيكفيه منه ما يقيم أوده ......... إلخ من الشعارات.

وقد خطر ببالي، وأنا أستمع إلى بعض كلماته التي نقلتها فضائية الجزيرة، مشهد: "لوران كابيلا" المتمرد الكونغولي، الذي أطاح بديكتاتور زائير سابقا: "موبوتو سيسي سيكو" رجل الغرب في وسط إفريقية، وهو الذي شارك في تصفية زعيم كونغولي شهير هو: "باترس لومومبا" في سلسلة من الانقلابات ليست غريبة على القارة الإفريقية أغنى القارات وأكثرها تخلفا.

وبعد تولي "كابيلا" السلطة أعلن أنه سيتخلى، أيضا، عن الرئاسة في غضون عام واحد بعد أن تهدأ الأمور فقد اختاره الله، عز وجل، هو الآخر لينتشل الكونغو من مستنقع الفوضى والفقر والفساد والحرب الأهلية .......... إلخ، والكلام قبل تذوق حلاوة السلطان الخداعة شيء وبعد تذوقها شيء آخر، فلم يتخل "كابيلا" عن السلطة حتى قتله وزير دفاعه رميا بالرصاص!!!.

وقبلها كان لانسانا كونتي رئيسا تقدميا، باصطلاح الاشتراكيين، وبعد السلطة تحول التقدمي إلى تأخري، أو رجعي، كما كان الشيوعيون يلمزون مخالفيهم، وقل مثل ذلك في كل عسكري يتسلط على الحكم، فيسوس المدنيين كما كان يسوس جنوده في ثكنته العسكرية، ولذلك تجد في حكم العسكر من الاستبداد ما لا تجده في حكم غيرهم، بحكم النشأة التسلطية، باسم: الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر، ولو كانت خلاف الشرع المنزل، فأمر القائد كنص الشارع لا يحتمل تأخيرا أو تأويلا!!!!.

ومن تاريخ أمتنا الزاهر:

نرى أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، يرفض عرض أمير الشام معاوية، رضي الله عنه، ببعث جيش من الشام يردع الخوارج السبئية، لئلا يزاحم ذلك الجيش صحب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة، فتحمل ما تحمل من عسف وظلم شذاذ الآفاق، حتى لقي الله، عز وجل، شهيدا، وأبى أن يسل سيف للدفاع عنه حقنا لدماء أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأمة من أولئك السفلة لا تعدل واحدا من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

ومن زمن المعتصم العباسي، فاتح عمورية، نرى الجند وقد ضيقوا على أهل بغداد معيشتهم، فاضطر المعتصم إلى بناء مدينة: "سامراء" خصيصا لتكون ثكنة عسكرية يقيم الجيش فيها بعيدا عن المجتمع المدني في بغداد وبقية حواضر الخلافة.

ومن زمن السلطان العثماني: محمود الثاني نرى الإنكشارية: عماد الجيش العثماني صاحب الفتوحات المجيدة في أوروبا، لا سيما الشطر الشرقي منها، نرى تلك الفرقة العسكرية المحترفة تتحول إلى عبء على كاهل الدولة بعد تدخلاتها السافرة في الحياة السياسية، حتى وصل الأمر إلى عزل وتولية الصدر الأعظم الرجل الثاني في الدولة، بل طالت أيديهم السلطان نفسه، ولذلك كان السلطان "سليم الأول" مع ما اشتهر به من دموية، حازما كل الحزم مع قادة الإنكشارية لما حاولوا ابتزازه بعد توليه السلطنة، فأطاح برقابهم حسما لمادة الفتنة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير