تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العودة إلى الله]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 02:01 م]ـ

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا و أضرب الناس .. وأفعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي ..

تلك قصة التوبة والرجوع إلى الله .. توبة التابعي مالك بن دينار: r

وللقصة مغزى عظيم، هو الإقبال على الله والإنابة إليه .. وعدم اليأس من

رحمة الرحمن الرحيم ..

يقول: r

اشتقت للولد .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فتقترب مني لتزيحه عني، وهي لم تكمل السنتين .. وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه كلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي .. حتى اكتمل سن فاطمة ثلاثا من السنوات ..

ماتت فاطمة!!

ولم يكن عندي من الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوم، وسوس لي الشيطان: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!! فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الأحلام. حتى رأيت تلك الرؤيا ..

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض. واجتمع الناس إلى يوم القيامة .. أفواجا ... وأفواجا .. وأنا بين الناس، أسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار. فاختفى البشر من حولي .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .. فقلت: أنقذني من هذا الثعبان فقال لي .. يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن، إلى تلك الناحية علك تنجو.

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار؟

فعدت مسرعا، والثعبان يقترب، وعدت إلى الرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ... وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إلى تجاه ذلك الجبل علك تنجو، فجريت نحو الجبل والثعبان خلفي، فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك

يقول:

فعلمت أنها ابنتي .. تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبت:"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "

فقلت يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!! قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. وذلك الرجل الضعيف: ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لك شيئاً.

يقول:

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب .. قد آن يا رب, نعم ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله فاغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله

يقول:

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ الآية نفسها:

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا؟!

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار.

اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتب علينا، إنك تواب رحيم

ـ[أبومصعب]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 02:06 م]ـ

بورك فيك أخي خالد.

ـ[سمية ع]ــــــــ[19 - 12 - 2008, 12:18 م]ـ

بارك الله فيك .. كانت قصة توبة مالك سببا في توبة أشخاص آخرين ... رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحم جميع موتى المسلمين

ـ[أم أسامة]ــــــــ[19 - 12 - 2008, 01:29 م]ـ

بوركت أستاذي الكريم مغربي ..

قصة تتضمن الكثير من العظة والعبرة ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 12 - 2008, 09:46 م]ـ

أحسنت قائدنا الفاضل

وجزاك الله خيرًا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير