تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[•°•¤ خروج نهائي ¤•°•]

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 08:42 م]ـ

موضوع أعجبني فنقلته لكم

:

:

دخل الزوج مستعجلاً على زوجته و قال لها في حدة:

موعد الرحلة قد اقترب و لابد أن نذهب للمطار الآن.

شهقت الزوجة في ذهول:

الآن؟!

ــ نعم الآن ..

ــ ولكني لم انتهي من أعمالي!

ــ و لماذا لم تُنهي عملك حتى الآن؟

ألم تعلمي بأننا سننتقل إلى حيث أنتقل عملي وأننا سنسافر؟

ــ بلى ولكن ليس بهذه السرعة.

ــ وما لأمر المهم الذي لم تنجزيه لعل الوقت يسعفنا لإتمامه قبل السفر؟

قالت محاولةً التذكر:

هناك أمانة لقريبتي فلانة، و صحون و أغراض منزلية لجارتي فلانة،

و غيرها لا أستطيع حصرها الآن.

ــ وكِّلي إحدى أخواتك لتقوم بالمُهمة بالنيابة عنك.

ــ حسناً و لكني لم أنظف المنزل جيداً،

و من الصعب أن يأتي المستأجرون الجدد و هو بهذه الحالة.

ـ ـ لا تقلقي ربما يكونون أناساً طيبون فيقومون بتنظيفه دون أن يعتبوا عليكِ.

ــ طيب بقي أهم شيء.

ـ و ما هو؟!

ــ لم أتوادع من أمي و أبي وأخوتي.

ـ ـ لا تخافي سيقدٌرون وضعنا و استعجالنا بالأمر.

"لحظة صمت"

الزوج منهياً المحادثة: و الآن هيا لنذهب فرحلتنا قد اقتربت.

ــ حسناً كما ترى.

ـ اين امتعتنا؟

حدقت و عيناها قد اتسعتا:

مااااااااذا أمتعتنا؟!

صرخ وقد نَفذ صبرُه:

نعم أمتعتنا، أم أنكِ ترديننا أن نسافر بدونها؟!

قالت بتردد و خوف:

و لكنني ............. لم أُعـ ــــــ ــدها بعـ ـــــ ــد!!

::

::

ما رأيكم بحال هذه المرأة؟!

و هل تجدون لها عذراً على إهمالها وتقصيرها؟!

إن حالنا لأشد

استهتاراً

و إهمالاً

و تقصيراً

من حال تلك المرأة

فسفرنا أبعد، و زادنا قليل، و حملنا ثقيل،

قال الله تعالى:

(فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَيَسْتَقْدِمُونَ)

(الأعراف:34)

فماذا اعددنا لانتقالنا للدار الآخرة؟

و هل زادنا يكفينا؟

ألسنا نعلم أن مصيرنا الموت و أنه قد يأتينا بغتة؟

فهل تهيأنا له؟

أم أننا كتلك المرأة؟!

بمقارنة بسيطة، نجد أننا مع الأسف، نشبهها في تقصيرها الى حداً كبير.

فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم،

ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين،

فقد أكلنا حق هذا، و ظلمنا ذاك، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم،

فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم،

و لنحذر إخوتي قبل أن نقع فيما وقعت فيه

عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً،

ولنبُادر إلى منازلنا من الآن، فننظفها من المنكرات،

و نعمرُها بطاعة الله.

و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة، فربما لا يكونون أهلاً لها،

فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبنا و العياذ بالله.

و الأهل والأقارب لنكن معهم في وداعٍ دائم،

فالوداع من اللحظات الحميمة، التي تتسامح فيها القلوب،

و تتصافى فيها النفوس، لأنها قد أيقنت بالفُراق،

فلنجدد ذلك الوداع، بأن نُحسن علاقتنا بأقاربنا،

فنطلب العفو و السماح ممن أخطأنا بحقه،

و نواصل من قطعنا،

و نواسي من يحتاجنا،

حتى إن غادرنا،

كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعاً،

و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه.

والآن بقي الأهم ..

حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد

فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة!

لنبدأ بتجهيز أمتعتنا للرحيل بأي وقت

فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة، و نحرص

على الاستزادة من أعمال الخير و البر، و مداومة الصلاة و الذكر

و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشر

فالبدار، البدار أحبتي

و لنستعد من الآن للإنتقال

من دار الابتلاء ونبع الفتنة، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,

أسأل الله أن يُحسن لنا و لكم الختام، وأن يطهرنا من الذنوب و الآثام،

و أن يرزقنا شفاعة خير الأنام،عليه أفضل الصلاة و السلام،،

ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 10:49 م]ـ

جزاكم الله خيراً أخي الكريم ..

دائما تتحفنا بالجديد القيم ...

كل صباح أجزم أني سأنهي أعمالاً ... ليأتي المساء ولم أنجز إلا القليل منها .. وندرس مهارات في تنظيم الوقت .. و يضيع مرة أخرى .. ويخيفني هذا الأمر .. فرحيلنا من الدنيا لا يكون له موعد ...

ـ[سمية ع]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 11:16 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 08:22 م]ـ

بوركَ فيك يا أبا الدجانة

دائماً في جعبتك الجديد

سلمت على النقل السديد

ـ[ايام العمر]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 08:41 م]ـ

جزاك الله خيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير