تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صور من النازلة الغزاوية]

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 01 - 2009, 09:56 م]ـ

من أرض غزة حيث النازلة:

انضم الأستاذ سعيد صيام، رحمه الله، إلى قائمة ضحايا عدوان يهود الغادر، فمضى إلى ربه، عز وجل، والرجاء أن يقبله وإخوانه ممن قضوا شهداء، ولا نزكيهم على ربهم.

وقد عمل، رحمه الله، في مهنة التدريس نحو 23 سنة، من: 1980 _ 2003، ومع بعده عن الدراسة الأمنية الأكاديمية إلا أنه أبدى كفاءة كبيرة في قيادة المؤسسات الأمنية عندما كان وزيرا للداخلية، وبعد أن تم تطهير أرض القطاع من حثالة الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة رام الله.

وكان، رحمه الله، ذا شعبية كبيرة، أهلته للحصول على أعلى نسبة تصويت في الانتخابات النيابية التي أوصلت الجهاز السياسي للمقاومة إلى السلطة، فضلا عن أمارات صلاح ظاهرة، والله حسبه فهو العليم بخطرات قلبه ونوازع نفسه، وهو أمر حمل أخي، حفظه الله وسدده، يوم أن رآه أول مرة على التندر على حال وزاء الداخلية في الدول العربية: "البوليسية" المسلك، في مقابل حاله، فليس من المعهود فيمن يحتل هذا المنصب، وخاصة عندنا في مصر، أن يتحلى بأي قدر من الهدي الظاهر أو الباطن، بل إن ذلك يكاد يكون أمرا مطردا في كل القطاعات الأمنية، بدءا من: "الغفراء" في القرى والنجوع والعسكر سواء أكانوا نظاميين أم مجندين إلى أمناء الشرطة إلى الضباط إلى قيادات الجهاز، بل حتى طلبة كلية الشرطة، ترى الواحد منهم، وأغلبهم من أصحاب الدرجات المتدنية في الشهادة الثانوية، فلا علم ولا عمل، تراهم وقد بدت عليهم أمارات التسلط على: "خلق الله" كما يقال عندنا في مصر، ولما يتخرجوا ويصبحوا ضباطا رسميين بعد، فكيف إذا تخرجوا وصارت لهم سلطة حقيقية؟!!!.

والحقيقة التي لا يماري فيها أحد أن: أفراد هذا القطاع هم ممن لا يرجو لله وقارا إلا من رحم ربك، ففيهم من كثر خيره وقل شره، ولكنهم قلة يتوارى صلاحها خلف فساد الكثرة.

ومن فوضى القمم الرئاسية:

إذا قارن المرء بين خطابات الزعماء: من حضر أو تخلف، وخطاب رئيس الحكومة في غزة، عرف الفارق بين الخطاب المخلص، ولا نزكي صاحبه على الله، والخطاب الدعائي الذي يتاجر بأزمة الموحدين في غزة، فكل يريد كسب أكبر عدد من النقاط في المباراة الدائرة الآن في غزة دون أن يكلف نفسه مجرد المشاركة ولو بدعم مادي، فأهل البدعة يروجون لخطابهم الثوري الممانع للنفوذ الأمريكي والصهيوني، وهم الذين تآمروا معه على أهل الإسلام في العراق، والكتائب تعد لتحرير غزة، ولا أدري لماذا لم تشارك في المعركة حتى الآن؟!!، والتصريحات الرقمية من قبيل: كذا وكذا مليون من الدولارات لصالح إخواننا تطلق بلا عنان، فترصد الميزانيات الوهمية لنصرة أهل غزة، و: "الكلام ببلاش" كما يقال عندنا في مصر.

ومع تضاؤل دور مصر في هذه النازلة: طمعت كثير من الدول العربية ممن يتكلم زعماؤها من أطراف أنوفهم في المؤتمرات الصحفية، في مقعد: "الشقيقة الكبرى" فقد تضاءلت مصر حتى صار مقعد القيادة واسعا جدا فتطلع الكثير إلى شغله، وجاءت أزمة غزة فرصة لانتزاع هذا المقعد عن طريق القمم التي لا نرى فيها إلا المزايدات اللهم إلا فئة قليلة تريد الإصلاح ما استطاعت، ولعل من أبرزهم:

رئيس الوزراء التركي، ذي الجذور الإسلامية، رغم الضغوط الكبيرة عليه بوصفه رئيسا لوزراء دولة كتركيا تكبلها الاتفاقيات مع يهود فضلا عن الصراع بين الصحوة المطردة فيها وبقايا العلمانية الأتاتوركية التي تدافع عن كيانها باستماتة في مقابل الزحف المطرد للصحوة الإسلامية في دولة الخلافة.

ولرئيس الجمهورية السودانية أيضا: موقف يلمس الناظر فيه: أمارات الإخلاص، وإن كان محدود الفاعلية، فالسودان يعاني هو الآخر من الضغوط ما الله به عليم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير